مانع اليامي

العلا.. الصفح والمصافحة

السبت - 09 يناير 2021

Sat - 09 Jan 2021

انطلقت الثلاثاء الماضي أعمال القمة الـ 41 لمجلس التعاون الخليجي في العلا، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين وبرئاسة ولي العهد وبحضور كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية المصري، وقد خلصت القمة إلى طي الخلافات الخليجية لتبقى أواصر التآخي في أحسن أحوالها وتتعزز عوامل القوة لمواجهة التحديات بكل أشكالها وصورها، وعطفا على ذلك، توسعت فرحة شعوب دول الخليج العربي من أقصاه إلى أقصاه، وارتفع مستوى التفاؤل بحاضر زاهر ومستقبل واعد على جميع الأصعدة، ويمكن للمراقب أن يرصد ذلك في تصاعد وتيرة التفاعلات الشعبية الإيجابية في كل دول الخليج، ما يعكس صدقية الأخوة بين أبناء الخليج وتوقهم للوحدة الخليجية مهما بلغت الخلافات السياسية التي سرعان ما تطويها حكمة القادة الخليجيين.

عموما، جاري الأيام الخليجية مبشر على كل المستويات، والقادم القريب جدا سيشكل العنوان الأعرض للترابط الخليجي والتكامل، وقد طوى إعلان العلا المبارك مرحلة الصراعات السياسية المفتوحة على هز قوة مجلس التعاون الخليجي في وجه المهددات الخارجية.

باختصار شديد، انطلق العام الجديد من العلا السعودية بطي الخلافات إثر جهود موفقة أسست للصفح والمصافحة، وهي انطلاقة يتجاوز خيرها دول الخليج وشعوبها إلى ما هو أبعد، نعم هناك من يرى أن تحرك التداعيات الإيجابية على الأرض بوضوح يحتاج مزيدا من بناء الثقة، وهنا يمكن القول بأن الثقة موجودة في الأصل، ولا يضر أن يتكاتف الجميع على تمتينها وفي ذلك تعظيم للتكامل.

على أي حال، الذي لا ريب فيه إطلاقا هو أن الشعوب الخليجية تفاعلت بود غير مسبوق، وصنعت في الوقت نفسه العلامة الفارقة للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة المنبثقة من حكمة وإنسانية قادة دولهم، لتجاوز الماضي بالطريقة الصحيحة وعلى الطريق الصحيح، وجعل الأمن والاستقرار الخليجي قبلة للحاضر والمستقبل، وفي هذا الأمر من الخير أوفره ولا شك.

ختاما، القمة الخليجية الـ 41 اختتمت أعمالها بطي الخلافات الخليجية على أسس بينة، وقطعت الطريق على المهددات الخارجية، وقبل ذلك ومعه وبعده أشعلت جذوة الأمل في النفوس، وملأتها بالفرح بعد تجربة فيها من الدروس والعبر ما يكفي.. أدام الله أمن الخليج العربي واستقراره. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]