هل يحاكم ترمب جنائيا؟

جمهوريون ومسؤولون بالإدارة الأمريكية يتحركون لعزله قبل 20 يناير وول ستريت: اقتحام الكونجرس وصمة عار في جبين أمريكا نيويورك تايمز تكشف سيناريو ما بعد تسليم السلطة لبايدن نائب مستشار الأمن القومي يستقيل احتجاجا على الشغب
جمهوريون ومسؤولون بالإدارة الأمريكية يتحركون لعزله قبل 20 يناير وول ستريت: اقتحام الكونجرس وصمة عار في جبين أمريكا نيويورك تايمز تكشف سيناريو ما بعد تسليم السلطة لبايدن نائب مستشار الأمن القومي يستقيل احتجاجا على الشغب

الخميس - 07 يناير 2021

Thu - 07 Jan 2021

توقع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية أن يتعرض الرئيس الحالي دونالد ترمب لمحاكمة جنائية بعد يوم 20 يناير الحالي، في أعقاب أعمال الشغب التي قام بها أنصاره فجر أمس، واقتحامهم مبنى الكونجرس الأمريكي، في مشهد لم تره الولايات المتحدة الأمريكية على مدار تاريخها.

وفيما طالب نائبان في الكونجرس بمحاكمة ترمب جنائيا نظير تريض أنصاره على الشغب، استبعدت صحيفة نيويورك تايمز محاكمة الرئيس المنتهية ولايته بسبب تلك الأحداث، بعدما دعا أنصاره للتظاهر ضد جلسة تصديق الكونجرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، فاستجاب الآلاف منهم، لكن الأحداث تطورت لاقتحام مبنى الكابيتول، وحدوث أعمال شغب، وسقوط 4 قتلى بينهم امرأة.

وقالت الصحيفة إن ما حدث لا يطلق عليه سوى كلمة «عار» وهذا سيؤدي إلى إعادة النظر في أمور كثيرة، أبرزها المسألة الأمنية والحديث فيما قام به ترمب»، وأضافت «هناك اتهامات مباشرة من أعضاء الكونجرس سواء ديمقراطيين أو جمهوريين لترمب بسبب الأحداث، ومطالب بعزله ومحاكمته، وقد يقاضيه بعد خروجه من البيت الأبيض بعض الأفراد أو أعضاء الكونجرس».

وصمة عار

ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في افتتاحيتها ما حصل في الكونجرس الأمريكي بأنه «وصمة عار»، وخاطبت الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، قائلة «باسم الله، ارحل».

وقالت إن المتظاهرين الذين اجتاحوا الحواجز الأمنية واقتحموا الكونجرس الأمريكي كانوا مدفوعين بأكاذيب عن سرقة الانتخابات، معتبرة أن ما حصل كان هدية وداعية من الرئيس دونالد ترمب لواشنطن وبلاده لحرمانه من ولاية رئاسية ثانية.

وكان من المفترض أن تكون الجلسة المشتركة للكونجرس أمس الأول من طقوس الديمقراطية الأمريكية، تكريما لفوز جو بايدن في الهيئة الانتخابية، وعندما التقى المشرعون كان ترمب يتحدث في «مسيرة إنقاذ أمريكا»، متعهدا بعدم التنازل قط، وحرض الحشود على الذهاب إلى مبنى الكابيتول.

وقالت «أين كانت الشرطة في واشنطن؟ بعد دخول المشاغبين طلب دعم من فرجينيا وميريلاند، وتمت تعبئة الحرس الوطني»، معتبرة أنها «فضيحة أن مبنى الكابيتول الأمريكي لم يكن يتمتع بحماية أفضل في مثل هذا اليوم المهم».

آمال كاذبة

ورأت الصحيفة أن المناقشات التي حصلت في الكونجرس قبل اقتحامه كانت تسير في الاتجاه الصحيح، وقالت «كان ترمب يضغط علنا على مايك بنس الذي يرأس جلسة مشتركة لغرفتي الكونجرس، لإبطال أصوات ناخبي بايدن، ولكن خلال الاجتماع، أصدر بنس بيانا قال فيه إنه سيرفض القيام بذلك، معتبرا أن قسمه على التزام الدستور والدفاع عنه يمنعه من المطالبة بسلطة أحادية الجانب لتحديد الأصوات الانتخابية التي يجب احتسابها.

ولفتت الصحيفة إلى أن كلامه صحيح قانونا، وأن أي شيء آخر من بنس كان سيشكل انتهاكا للسلطة، مما يعجل بأزمة دستورية، ونقلت عن صحيفة «نيويورك صن» أن نائب الرئيس هو المسؤول الدستوري المنتخب حسب الأصول، وليس خادم الرئيس.

وأضافت الصحيفة أن رفض ترمب الإقرار بخسارته، والأمل الكاذب الذي يمنحه لمؤيديه يثبتان صحة أسوأ الأشياء التي قالها عنه منتقدوه، معتبرة أن الرد المناسب الآن هو أن يتخلى جميع الجمهوريين عن اعتراضهم على نتيجة المجمع الانتخابي والمصادقة عليها وعلى انتخاب جو بايدن، بالتزكية.

عزل الرئيس

وقال عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين مع مسؤولين بالإدارة الأمريكية لشبكة «سي.إن.إن» إنه يجب عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل يوم التنصيب في 20 يناير، وذلك في أعقاب حادث اقتحام مبنى الكونجرس.

ونقلت الشبكة عن مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأمريكية القول إن «أفعال الرئيس مشينة بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية»، مضيفا «أعتقد أن هذا (اقتحام الكونجرس) صدمة كبيرة للنظام ... فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟».

ويذكر أن استخدام التعديل رقم 25 (بالدستور الأمريكي حول عزل الرئيس) يتطلب تأييد نائب الرئيس مايك بنس وأغلبية أعضاء الحكومة لعزل ترمب استنادا على عدم أهليته للقيام بالمهام المنوطة به في المنصب.

تراجع ترمب

وفي تراجع لافت بموقفه، تعهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، بانتقال سلس للسلطة، وذلك بعد مصادقة الكونجرس على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة.

وقال في بيان عبر حسابه على منصة «تويتر»: «رغم أنني أعترض على نتيجة الانتخابات، والحقائق تساندني، إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في 20 يناير»، مؤكدا أنه سيواصل الكفاح لضمان احتساب الأصوات القانونية فقط، وأشار إلى أن هذا «يمثل نهاية أعظم ولاية أولى في تاريخ الرئاسة، إلا أنها مجرد بداية لمعركتنا لجعل أمريكا عظيمة مجددا».

وصادق الكونجرس الأمريكي على فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس بالانتخابات بالحصول على 306 من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا لترمب وبنس.

استقالة بوتينجر

وأفادت تقارير إخبارية باستقالة نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي مات بوتينجر، بعد قيام محتجين من أنصار الرئيس دونالد ترمب باقتحام مقر الكونجرس.

ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية عن مصدر مقرب من بوتينجر أنه قال لبعض الأشخاص إن هناك «القليل جدا بالنسبة له للتفكير بشأنه».

وكانت مصادر مطلعة صرحت بأن العديد من كبار مساعدي ترمب، ومن بينهم مستشاره للأمن القومي روبرت أوبراين، يفكرون في الاستقالة، في أعقاب قيام محتجين مؤيدين لترمب باقتحام مقر الكونجرس.

ميركل:

ترمب يتحمل مسؤولية الصور المزعجة

حملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب المسؤولية عن اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في واشنطن.

وقالت خلال اجتماع مغلق للمجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، في البرلمان الألماني «بوندستاج» أمس إن الصور المزعجة لاقتحام الكونجرس «أغضبتها وأحزنتها أيضا».

وتابعت المستشارة «أسف للغاية أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب لم يقر بهزيمته منذ نوفمبر الماضي ولا حتى أمس. تم التشكيك في نتيجة الانتخابات»، لافتة إلى أن ذلك ما هيأ الأجواء لأحداث الكونجرس لتصبح ممكنة.

وقالت «هناك قاعدة أساسية للديمقراطية هي: بعد الانتخابات هناك رابح وخاسر، يتعين على كليهما القيام بدوره بحكمة ووعي بالمسؤولية كي تظل الديمقراطية ذاتها هي الرابح».

وفي الوقت ذاته أعربت ميركل عن تفاؤلها بالنظر إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين، وأشارت إلى أن تصريحات بايدن وكذلك كثير من ردود الفعل الصادرة من كلا الحزبين الكبيرين للولايات المتحدة الأمريكية «تجعلني أتأكد تماما أن: هذه الديمقراطية ستثبت أنها أقوى كثيرا من المعتدين والمشاغبين».

وتابعت المستشارة الألمانية أنه من المحزن أن أشخاصا فقدوا حياتهم في أحداث الليلة الماضية، واستدركت قائلة «ولكن بالنسبة لي تعد إشارة أمل أن الكونجرس واصل عمله في الليل»، وأضافت الآن يتأكد فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس في الانتخابات، وقالت «الولايات المتحدة الأمريكية سوف تفتح خلال أقل من أسبوعين، كما ينبغي أن يكون، فصلا جديدا لديمقراطيتها».

وأضافت ميركل أن الصور الواردة من واشنطن سيتم رؤيتها بالتأكيد في مكان آخر في العالم على أنها ليست صورة مميزة لعملية ديمقراطية جيدة بالطبع، ولكن الأهم أن الديمقراطيين انتصروا».

ومن جانبه قال ألكسندر دوبرينت، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي البافاراي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا «لا يسع المرء سوى أن يراقب بفزع، ويقول إن ذلك أمر شائن تماما لأي ديمقراطية»، مضيفا أن تصرف ترمب أيضا «كان شائنا».

وحمل رئيس الكتلة البرلمانية لليسار المعارض بألمانيا، ديتمار بارتش، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته أيضا مسؤولية أعمال الشغب في واشنطن، وكتب على «تويتر» : «حرض ترمب على انقلاب وأرسل مؤيديه لشن حملة ضد الديمقراطية».

رئيسة وزراء النرويج:

دونالد وراء الاستقطاب

أعربت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج عن صدمتها إزاء الهجوم على مبنى الكونجرس الأمريكي، محملة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب مسؤولية الهجوم.

وقالت للصحفيين «رسالتنا الرئيسة هي أن هذا يعد أمرا غير مقبول».

وأضافت «في الديمقراطية، الطرف الخاسر يجب أن يعترف بهزيمته الانتخابية، ويسهم في انتقال سلمي للسلطة».

وأوضحت «لا يوجد شك في أن دونالد ترمب مسؤول عن الاستقطاب، وتحريض أنصاره على عدم القبول بالانتخابات. يمكن للمرء أن يحلل أن هذا الأمر نتاج 30 عاما، ولكن دونالد مسؤول عن ذلك الأمر».

أمين الأمم المتحدة لترمب:

احترم الديمقراطية

أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أن على القادة السياسيين حث أنصارهم على احترام الديمقراطية، وذلك في معرض التعليق على قيام محتجين من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب باقتحام مقر الكونجرس الليلة الماضية.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم جوتيريس، إن الأمين العام يشعر بالحزن لرؤية هذه الأحداث.

وأضاف «في مثل هذه الظروف، من المهم أن يحث القادة السياسيون أنصارهم على الامتناع عن العنف، وكذلك على احترام العمليات الديمقراطية وسيادة القانون».