شبح سليماني يلاحق «رجل الظل»راديو فاردا: 4 مشاكل وراء فشل قاآني في سد فراغ الرجل القوي في إيران
راديو فاردا: 4 مشاكل وراء فشل قاآني في سد فراغ الرجل القوي في إيران
روايات أسطورية صنعت من قائد فيلق القدس السابق رمزا سيء السمعة
وسائل الإعلام والألقاب المزيفة لم ينجحا في تحسين صورة القائد الجديد
الانتقام المؤجل زاد استياء مؤيدي النظام ووجه ضربة قاسية إلى قاآني
نجاح القيادة العراقية في التصدي للميليشيات المسلحة قلل من دور فيلق القدس
راديو فاردا: 4 مشاكل وراء فشل قاآني في سد فراغ الرجل القوي في إيران
روايات أسطورية صنعت من قائد فيلق القدس السابق رمزا سيء السمعة
وسائل الإعلام والألقاب المزيفة لم ينجحا في تحسين صورة القائد الجديد
الانتقام المؤجل زاد استياء مؤيدي النظام ووجه ضربة قاسية إلى قاآني
نجاح القيادة العراقية في التصدي للميليشيات المسلحة قلل من دور فيلق القدس
الأربعاء - 06 يناير 2021
Wed - 06 Jan 2021
بعد يومين فقط من مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة أمريكية مسيرة خارج مطار بغداد، نشرت مواقع قريبة من الحرس الثوري الإيراني لافتة كتب عليها «قاآني مثل سليماني».
وردد أئمة صلاة الجمعة في جميع أنحاء إيران على الفور الشعار القائل «قاآني هو سليماني آخر»، مؤكدين أن القضاء على القائد العام لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية لم يغير شيئا، وفقا لموقع راديو فاردا.
في غضون ذلك، ظهرت لافتة أخرى تدعي أن «قاآني هو اختصار لقاسم سليماني»، وبعد عام من كل هذه الجهود لتقديم إسماعيل قاآني على أنه صورة طبق الأصل لسلفه، يبدو أن القائد الجديد لفيلق القدس قد فشل في إخراج نفسه من ظل سليماني الطويل.
رجل الظل
منذ اليوم الذي عين فيه قاآني خلفا لسليماني كان من المتوقع أنه لا يستطيع التفوق على سلفه سيئ السمعة، حيث كانت هيمنة سليماني على فيلق القدس وسياسات إيران الإقليمية في العقد الماضي ساحقة لدرجة أن أيا من قادة الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك قاآني، لم تتح له الفرصة ليعرف نفسه.
قاآني، المعروف باسم (رجل في الظل)، كان أقل مشاركة في التغطية الإعلامية واسعة النطاق للحرب الإيرانية العراقية المدمرة، والأعمال العدائية الدموية في سوريا، كان زملاءه الأكثر جاذبية، مثل سليماني، حسين حمداني، أو حتى محمد رضا فلاح زاده، الذي يشغل حاليا منصب نائب منسق فيلق القدس.
غياب قاآني عن دعاية الحروب لا يعني بالضرورة أنه لم يلعب دورا في هذين النزاعين الفتاكين، حيث تقول بعض التقارير «إنه قام بدور محوري في تكوين (ميليشيات فاطميون)، أحد وكلاء الشر للنظام الإيراني، أو ما يسمى حزب الله الأفغاني، وهي ميليشيات شيعية أفغانية تشكلت في عام 2014 للقتال في سوريا إلى جانب القوات الموالية لبشار الأسد».
العودة للمجهول
غياب قاآني عن الدعاية الحربية الإيرانية داخل وخارج البلاد قدمته على أنه قائد أقل سحرا من رفاقه، في لبنان مثلا قدم سليماني دائما على أنه قوي مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في صنع القرار والتخطيط.
مشكلة قاآني الثانية أنه لا يمتلك شخصية قاسم سليماني ليقدم نفسه، ولا يعرف كيف يظهر في الصور كشخصية جذابة، علاوة على ذلك، فهو ليس خطيبا جيدا ولا يملك خلفية وسجلا مناسبا للدعاية، ولم يتم تقديمه أبدا على أنه شخصية ذات وزن في الساحة السياسية الإيرانية.
وعندما عين المرشد علي خامنئي قاآني قائدا لفيلق القدس، أمطرته وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بألقاب مدح مثل (سيد العقل في فيلق القدس)، و(أمير الحرب السوري)، و(مهندس استخبارات فيلق القدس) والمزيد من الألقاب، إلا أن الإشادات السخية لوسائل الإعلام الرسمية تلاشت الواحدة تلو الأخرى، وعاد قاآني ليكون من بين العديد من قادة الحرس الثوري ونفسه (رجل في الظل).
روايات أسطورية
ويؤكد تقرير راديو فاردا أن مشكلة قاآني الثالثة هي حقيقة أن إيران لا تزال بحاجة إلى وجود قاسم سليماني من أجل دعايتها، حيث ركز الإعلام أخيرا على زينب ابنة سليماني، وتأدية الروايات الأسطورية عن القائد القتيل، وتأسيس العديد من المنظمات لإحياء ذكراه، ونشر عشرات الكتب، وإنتاج الأفلام والأفلام الوثائقية لتكريمه، مما دفع قاآني بعيدا عن الأضواء، إنه يحتاج إلى عام أو عامين آخرين على الأقل ليخرج نفسه من ظل دعاية الدولة على سلفه.
المشكلة الرابعة التي تواجه قاآني هي تعهد إيران المتكرر بالانتقام لمقتل القائد القتيل. لقد أصبح الوعد بالانتقام الشديد لفقدان سليماني شعارا أبديا للسلطات الإيرانية، ولا سيما لقادة الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم قاآني، ولطالما احتاجت آلة الدعاية الإيرانية إلى مثل هذه الوعود الرمزية، كما فعلت حتى في عهد سليماني.
لعبة الإعلام
في خريف عام 2017، بعد شهرين من تعهد سليماني بالقضاء على داعش، أطلقت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني حملة دعائية ضخمة تحت شعار (الوعد الحقيقي)، زاعمة أن قاسم سليماني أوفى بوعده.
ولما كان على دراية بتفاصيل مثل هذه الدعاية، كتب سليماني رسالة إلى خامنئي في 11 ديسمبر 2017، أعلن فيها نهاية سيطرة داعش، ومع ذلك، يبدو أن قاآني لا يعرف الكثير عن مثل هذه الألعاب الدعائية والإعلامية.
ومن هذا المنظور، أثار الفشل في الوفاء بوعد الانتقام الشديد تساؤلات واستياء بين مؤيدي النظام، ووجه ضربة قاسية إلى قاآني وسمعته باعتباره القائد العام لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
بالتأكيد، حاول قاآني تقوية وتنظيم شبكته الخاصة في فيلق القدس من خلال تغييرات محسوبة، بما في ذلك تعيين محمد حجازي مساعدا له واستبدال ممثل المرشد الأعلى في فيلق القدس علي شيرازي.
الصورة مهزوزة
ويؤكد التقرير أن جهود قاآني لتعزيز مكانته لم تتحقق، حيث لا يزال العديد من القادة في مناصب عليا في قوة الحرس الثوري الإيراني خارج سيطرته، ومن بينهم نائب منسق فيلق القدس محمد رضا فلاح زاده وكبير مستشاري سليماني السابق إيراج مسجدي الذي يسيطر على السفارة الإيرانية في العراق منذ سنوات، لذلك، قد يحتاج (الرجل في الظل) إلى مزيد من التغييرات في قوة القدس لتدعيم مركزه.
ووسط هذه الصراعات والتحديات الداخلية، جاء الكشف عن حاجة قاآني للحصول على تأشيرة للسفر إلى العراق، والخلافات بين الجماعات المسلحة الموالية لإيران في بغداد، وإرادة رئيس الوزراء العراقي الجديد لمواجهة الميليشيات المسلحة، والفراغ الذي تركه مقتل قائد الميليشيات العراقية أبومهدي المهندس، ترك كل ذلك أثرا سلبيا على منصب قاآني الإداري بشدة، مما جعله أكثر اهتزازا مما كان متوقعا في البداية.
وأثرت على صورة فيلق القدس الذي أمضى قاسم سليماني 15 عاما في بنائها، وتم إنفاق مليارات الدولارات عليها، ومن غير المرجح أن يؤدي مقتل سليماني إلى تحول استراتيجي في سياسات إيران الإقليمية، بما في ذلك رعاية الجماعات المتشددة، والتدخل في السياسات الداخلية لدول الشرق الأوسط، وتصعيد الصراع الطائفي.
رجل الظل.. من يكون؟
إسماعيل قاآني.
وردد أئمة صلاة الجمعة في جميع أنحاء إيران على الفور الشعار القائل «قاآني هو سليماني آخر»، مؤكدين أن القضاء على القائد العام لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية لم يغير شيئا، وفقا لموقع راديو فاردا.
في غضون ذلك، ظهرت لافتة أخرى تدعي أن «قاآني هو اختصار لقاسم سليماني»، وبعد عام من كل هذه الجهود لتقديم إسماعيل قاآني على أنه صورة طبق الأصل لسلفه، يبدو أن القائد الجديد لفيلق القدس قد فشل في إخراج نفسه من ظل سليماني الطويل.
رجل الظل
منذ اليوم الذي عين فيه قاآني خلفا لسليماني كان من المتوقع أنه لا يستطيع التفوق على سلفه سيئ السمعة، حيث كانت هيمنة سليماني على فيلق القدس وسياسات إيران الإقليمية في العقد الماضي ساحقة لدرجة أن أيا من قادة الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك قاآني، لم تتح له الفرصة ليعرف نفسه.
قاآني، المعروف باسم (رجل في الظل)، كان أقل مشاركة في التغطية الإعلامية واسعة النطاق للحرب الإيرانية العراقية المدمرة، والأعمال العدائية الدموية في سوريا، كان زملاءه الأكثر جاذبية، مثل سليماني، حسين حمداني، أو حتى محمد رضا فلاح زاده، الذي يشغل حاليا منصب نائب منسق فيلق القدس.
غياب قاآني عن دعاية الحروب لا يعني بالضرورة أنه لم يلعب دورا في هذين النزاعين الفتاكين، حيث تقول بعض التقارير «إنه قام بدور محوري في تكوين (ميليشيات فاطميون)، أحد وكلاء الشر للنظام الإيراني، أو ما يسمى حزب الله الأفغاني، وهي ميليشيات شيعية أفغانية تشكلت في عام 2014 للقتال في سوريا إلى جانب القوات الموالية لبشار الأسد».
العودة للمجهول
غياب قاآني عن الدعاية الحربية الإيرانية داخل وخارج البلاد قدمته على أنه قائد أقل سحرا من رفاقه، في لبنان مثلا قدم سليماني دائما على أنه قوي مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في صنع القرار والتخطيط.
مشكلة قاآني الثانية أنه لا يمتلك شخصية قاسم سليماني ليقدم نفسه، ولا يعرف كيف يظهر في الصور كشخصية جذابة، علاوة على ذلك، فهو ليس خطيبا جيدا ولا يملك خلفية وسجلا مناسبا للدعاية، ولم يتم تقديمه أبدا على أنه شخصية ذات وزن في الساحة السياسية الإيرانية.
وعندما عين المرشد علي خامنئي قاآني قائدا لفيلق القدس، أمطرته وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بألقاب مدح مثل (سيد العقل في فيلق القدس)، و(أمير الحرب السوري)، و(مهندس استخبارات فيلق القدس) والمزيد من الألقاب، إلا أن الإشادات السخية لوسائل الإعلام الرسمية تلاشت الواحدة تلو الأخرى، وعاد قاآني ليكون من بين العديد من قادة الحرس الثوري ونفسه (رجل في الظل).
روايات أسطورية
ويؤكد تقرير راديو فاردا أن مشكلة قاآني الثالثة هي حقيقة أن إيران لا تزال بحاجة إلى وجود قاسم سليماني من أجل دعايتها، حيث ركز الإعلام أخيرا على زينب ابنة سليماني، وتأدية الروايات الأسطورية عن القائد القتيل، وتأسيس العديد من المنظمات لإحياء ذكراه، ونشر عشرات الكتب، وإنتاج الأفلام والأفلام الوثائقية لتكريمه، مما دفع قاآني بعيدا عن الأضواء، إنه يحتاج إلى عام أو عامين آخرين على الأقل ليخرج نفسه من ظل دعاية الدولة على سلفه.
المشكلة الرابعة التي تواجه قاآني هي تعهد إيران المتكرر بالانتقام لمقتل القائد القتيل. لقد أصبح الوعد بالانتقام الشديد لفقدان سليماني شعارا أبديا للسلطات الإيرانية، ولا سيما لقادة الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم قاآني، ولطالما احتاجت آلة الدعاية الإيرانية إلى مثل هذه الوعود الرمزية، كما فعلت حتى في عهد سليماني.
لعبة الإعلام
في خريف عام 2017، بعد شهرين من تعهد سليماني بالقضاء على داعش، أطلقت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني حملة دعائية ضخمة تحت شعار (الوعد الحقيقي)، زاعمة أن قاسم سليماني أوفى بوعده.
ولما كان على دراية بتفاصيل مثل هذه الدعاية، كتب سليماني رسالة إلى خامنئي في 11 ديسمبر 2017، أعلن فيها نهاية سيطرة داعش، ومع ذلك، يبدو أن قاآني لا يعرف الكثير عن مثل هذه الألعاب الدعائية والإعلامية.
ومن هذا المنظور، أثار الفشل في الوفاء بوعد الانتقام الشديد تساؤلات واستياء بين مؤيدي النظام، ووجه ضربة قاسية إلى قاآني وسمعته باعتباره القائد العام لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
بالتأكيد، حاول قاآني تقوية وتنظيم شبكته الخاصة في فيلق القدس من خلال تغييرات محسوبة، بما في ذلك تعيين محمد حجازي مساعدا له واستبدال ممثل المرشد الأعلى في فيلق القدس علي شيرازي.
الصورة مهزوزة
ويؤكد التقرير أن جهود قاآني لتعزيز مكانته لم تتحقق، حيث لا يزال العديد من القادة في مناصب عليا في قوة الحرس الثوري الإيراني خارج سيطرته، ومن بينهم نائب منسق فيلق القدس محمد رضا فلاح زاده وكبير مستشاري سليماني السابق إيراج مسجدي الذي يسيطر على السفارة الإيرانية في العراق منذ سنوات، لذلك، قد يحتاج (الرجل في الظل) إلى مزيد من التغييرات في قوة القدس لتدعيم مركزه.
ووسط هذه الصراعات والتحديات الداخلية، جاء الكشف عن حاجة قاآني للحصول على تأشيرة للسفر إلى العراق، والخلافات بين الجماعات المسلحة الموالية لإيران في بغداد، وإرادة رئيس الوزراء العراقي الجديد لمواجهة الميليشيات المسلحة، والفراغ الذي تركه مقتل قائد الميليشيات العراقية أبومهدي المهندس، ترك كل ذلك أثرا سلبيا على منصب قاآني الإداري بشدة، مما جعله أكثر اهتزازا مما كان متوقعا في البداية.
وأثرت على صورة فيلق القدس الذي أمضى قاسم سليماني 15 عاما في بنائها، وتم إنفاق مليارات الدولارات عليها، ومن غير المرجح أن يؤدي مقتل سليماني إلى تحول استراتيجي في سياسات إيران الإقليمية، بما في ذلك رعاية الجماعات المتشددة، والتدخل في السياسات الداخلية لدول الشرق الأوسط، وتصعيد الصراع الطائفي.
رجل الظل.. من يكون؟
إسماعيل قاآني.
- مواليد 8 أغسطس 1957م.
- ينتمي إلى مدينة مشهد.
- عسكري يحمل رتبة عميد.
- عين في 3 يناير 2020 قائدا لفيلق القدس.
- التحق بالحرس الثوري في العشرينات.
- شارك في الحرب العراقية الإيرانية وتولى قيادة فرق كبيرة.
- عين نائبا للوحدة الثامنة لعمليات القوات البرية للحرس.
- شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس.
- عين نائبا لقائد ميليشيات فيلق القدس.
- وضعت وزارة الخزانة الأمريكية اسمه على لائحة العقوبات.