طارق علي الصالحي

السعودية.. خط الدفاع الأول لدول الخليج وقلبها النابض

الأربعاء - 06 يناير 2021

Wed - 06 Jan 2021

منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وهي تسير على خطى ثابتة وواضحة في سياستها التكاملية والدفاعية عن مصالح دول الخليج العربي، وذلك بحكم الجوار والمصير المشترك والعلاقات الأسرية والثقافية بين حكامها ومواطنيها. ومن يتصفح التاريخ أو كان شاهدا على الأحداث الأليمة التي مرت بها منطقتنا الخليجية وما نتج عنها من أزمات خطيرة عانت منها بعض هذه الدول سوف يدرك بجلاء مواقف المملكة الصارمة ضد هذه الأزمات والتهديدات، وكيف جيش حكامها الأجلاء كافة قوات المملكة العسكرية والسياسية والاقتصادية والبشرية للذود عن أمن أشقائهم الخليجيين.

ويرجع هذا الالتزام ليس لأن المملكة أكبر شقيقاتها فحسب، بل لأنها من الدول الأكبر جغرافيا وعسكريا على مستوى الشرق الأوسط والمؤثر الأقوى بالمنطقة سياسيا واقتصاديا تجاه دول العالم، وهذا الأمر يتضح من موقف المملكة الحازم إبان حرب الخليج الثانية خلال غزو العراق للكويت، وأحداث أزمة البحرين، ووقوفها مع الأشقاء اليمنيين ضد ميليشيات الحوثي الإيراني التي تستطيع أصغر فرقة عسكرية بالمملكة سحقهم عن بكرة أبيهم خلال أيام لولا توجيهات ولاة أمر المملكة الحكماء للجيش السعودي بتوخي أعلى درجات ضبط النفس حتى لو طالت فترة الحرب لكيلا يسقط ضحايا مدنيون وتتحقق مخططات الحوثي الذي يطلق صواريخه المتهالكة وطائراته الورقية الهزيلة من منازل وأحياء المدنيين لاستفزاز المملكة، علها ترد عليهم بعنف وتصيب بالخطأ من يحتجزونهم في أماكن الاشتباكات.

وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على دول الخليج العربي بحكام يقدمون كل ما بوسعهم لإبقاء دولهم عامرة ومزدهرة ومستقرة، وذلك لإدراكهم التام للمصير المشترك، والتهديد الإيراني الخطير لدولهم، وهذا يظهر في ترحيب المملكة بأي حل يمكن أن ينهي الأزمة الخليجية ويرتب البيت الخليجي.

فسياسة المملكة بقيادة ملك الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومهندس سياستها ولي عهده الحكيم محمد بن سلمان لا تدخر جهدا في مد يد العون للأشقاء الخليجيين والمساهمة في أي حل يجمع الإخوة، ليصطف الجميع ضد عدوهم المشترك إيران الملالي التي تحلم بابتلاع المنطقة بأكملها، من خلال محاولة فصلها عن محيطها السعودي، وذلك لمعرفتها أن المملكة حاجز الصد الأقوى لدول الخليج ضد أطماعها. إيران الملالي تعلم جيدا أن المملكة بعيدة المنال عنها بسبب قوتها العسكرية والبشرية ومساحتها الشاسعة، وعليه فإن قادة إيران يعملون ليل نهار لمحاولة التفرقة بين الأشقاء والحلفاء، سواء بالخليج العربي أو بكافة دول العالم الإسلامي، ليتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم الأيديولوجية الخبيثة ليفعلوا بمن يقع في فخهم كما فعلوا بأهل الرافدين حيث الفقر والجهل والمرض.

لقد كان لتصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل انعقاد القمة الخليجية الحادية والأربعين وأثناء ترؤسه لها، وقع كبير على قلوب كافة الشعوب الخليجية، حيث كان تصريحه مطمئنا لكل مواطن ومواطنة خليجيين حين شدد على أن المملكة قائمة على نهج راسخ لتحقيق مصالح دول مجلس التعاون، لما فيه خير شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها ضد العدو الأوحد بالمنطقة.

هذا التصريح الذي يأتي من ثاني أكبر شخصية بالمملكة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة بقياداتها وشعبها خط الدفاع الأول لدول الخليج العربي وقلبها النابض، ولن تتردد أو تتوانى عن الوقوف مع أشقائها الخليجيين مهما كانت الظروف أو الصعاب. وتبقى دول الخليج العربي دوما شامخة ومزدهرة ومتماسكة في ضل قياداتها وشعوبها الوفية.

Dr_Talsalhi@