عبدالله المزهر

أبوكيمون الجزراوي!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 14 يوليو 2016

Thu - 14 Jul 2016

أسعد الله أوقاتكم بكل خير ومسرات، وأسأل الله أن تكون جمعتكم هذه وكل أيام أسبوعكم مباركة، ولعلي لم أخبركم من قبل أني أحب مقال يوم الجمعة أكثر من أي يوم آخر، لأني أتعمد ألا يكون مفيدا ولا مهما، صحيح أنه يشترك مع مقالات بقية أيام الأسبوع في هذه الخاصية، لكني أحب أن أكذب ـ كما تعلمون ـ بين الحين والآخر.

والأمر ليس سيئا كما قد يعتقد بعضكم، فالأشياء غير المفيدة هي أكثر الأشياء رواجا، وأنا أحاول منذ فترة أن أكون رائجا بين العالمين.

والناس لديها الاستعداد لتجربة أي شيء واعتناق أي فكرة مهما بدت حمقاء. يكفي أن تتدبر في فكرة «البوكيمون» التي اجتاحت العالم في بضعة أيام لتدرك أن هذا العالم سيتبع أي شيء وأي أحد. لدينا الاستعداد للتعلق بالأشخاص والألعاب والمطربين والطغاة ولاعبي كرة القدم والكاذبين واللصوص والقتلة، لا حدود لما يمكن أن يتبعه الناس زرافات ووحدانا دون أي تفكير.

عرفت عن هذه اللعبة حين شاهدت ابني يدور حول المنزل وفي الشوارع المحيطة وقلت في نفسي وأنا أراقبه لقد حدث ما كنت أخشاه، لا بد أنه يبحث عن طريقة لقتلي أنا ووالدته، فهذا أكثر شيء يخشى منه هذه الأيام. حين عاد سألته بشيء من الارتباك ما الذي كان يفعله؟ فأجابني أنه كان يصيد. وهنا بدأت شكوكي تزيد، فقلت له أنت تعلم أن داعش هي أغبى فكرة يمكن أن تخطر في ذهن إنسان سوي، وأردت أن استرسل في الحديث حول الدعشنة قبل أن أتوسل إليه أن يعتق رقابنا. وكنت قد جهزت هاتفي للاتصال على 990 للتبليغ عنه. ولكنه استبق ذلك وأخبرني أنه يطارد البوكيمون والذي عرفت لاحقا أن كل الكرة الأرضية قد خرجت لقنصه وصيده.

وعلى أي حال..

الأفكار النافعة لا تنتشر بسهولة، ولو كان الأمر كذلك لما عانى الأنبياء والرسل. وحدها الأفكار الضارة أقدر على الانتشار والبقاء، ولذلك عاصر الشيطان كل الأنبياء وسيبقى إلى يوم الدين!