حسين باصي

محترف بشهادة أم بغيرها

الأربعاء - 30 ديسمبر 2020

Wed - 30 Dec 2020

كنت في أحد الأيام أتابع حسابي في موقع معروف للتواصل الاجتماعي، ووجدت أمامي ضمن مشاركات من أتابعهم أو يتابعونني شهادة احترافية لأحدهم وهو في قمة السعادة بهذا الإنجاز، سعدت كثيرا له وقلبي مطمئن بأننا على الخط الصحيح نحو العمل الاحترافي. تذكرت حينها عندما عملت في إدارة المشاريع في شركة أرامكو السعودية قبل أكثر من 15 عاما، اكتسبت مهارات علم المشاريع بشكل ممتاز ولله الحمد، وتمكنا من تمييز مدير المشاريع الناجح والسيئ.

تابعت مشاهدتي للمشاركات وفجأة صادفت الشهادة نفسها مرة أخرى لشخص آخر، وبعدها لثالث ثم لرابع. استمر هذا الوضع لعدة أسابيع وأنا سعيد جدا بتوجه الشباب والشابات إلى مثل هذه الشهادة، ومن جهة أخرى سررت بمستوى وعي الشركات والمؤسسات والقطاع العام بأهمية هذه الشهادة.

عدد الحاصلين على هذه الشهادة المتزايد في الأسابيع القليلة السابقة جعلني أتساءل عن سبب الإقبال السريع على هذه الشهادة. كي أجيب عن هذا التساؤل الذي بات فترة في خاطري، وجدت أن أفضل طريقة هي توجيه هذه الأسئلة لعامة الناس. السؤال كان مكونا من شقين: الأول معني بسبب اهتمام الناس الفجائي والسريع بهذه الشهادة، وكانت الإجابات كالتالي:

1. هنالك من يريد أن يزيد من فرصته الوظيفية ويظهر تميزه على غيره بحصوله على هذه الشهادة، وهذا أمر طبيعي ومحبذ، كما أن عديدا من الجهات تشترط هذه الشهادة في التوظيف.

2. آخرون يريدون الحصول على الشهادة قبل تغيير المنهج مع بداية سنة 2021م. عند تغيير المنهج – الذي قد يكون كبيرا جدا – قد لا تكون المواد المساعدة والدورات التدريبية القادمة بالقوة التي وصلت إليها الآن، وبالتالي يكون الحصول على الشهادة أصعب. ولهم الحق في انتهاز هذه الفرصة وهو أمر مشروع لا جدال فيه.

3. هنالك من ناسبه كثيرا الاختبار عن بعد. وهذا أمر طبيعي، مع جائحة كورونا أصبح العمل والاختبارات المدرسية والجامعية والدراسة عن بعد أمرا طبيعيا، هنا قد يكون المختبر مهيأ نفيسا أكثر من حضوره الشخصي لمقر الاختبار. قد يدور في بال كثيرين أن هذه فرصة للغش، ولكن الشركة الخاصة لهذه الشهادة وضعت احترازات شديدة للتأكد من نزاهة الاختبار. رغم ذلك وجدت عدد من المشاركين تواصلوا معي شخصيا وأكدوا لي وجود جهات (أفراد) يؤدون الاختبار بالنيابة، وذلك بمقابل مادي. لا أستطيع أن أجزم بذلك وتبقى الرواية على ذمة الراوي.

الشق الثاني من سؤالي كان عن كفاءة الحاصلين على هذه الشهادات. هنا السؤال موجه لجهات التوظيف، حيث إن الشهادة عبارة عن إثبات رسمي بأن المتقدم يملك المهارات والعلوم والخبرات في هذا المجال، وسيعكس ذلك في مكان عمله. سبب ذكري لكلمة «خبرات» هي أن هذه الشهادة تشترط آلاف الساعات في مجال هذه الشهادة كي يكون مؤهلا لدخول الاختبار. رغم ما شرحته الآن إلا أن معظم الردود عن هذا السؤال تقول إن الحاصل حديثا على هذه الشهادة ليس بالضرورة أن يكون خبيرا أو «محترفا» في هذا المجال، وإنما يملك العلوم الأساسية لذلك.

بالنسبة لي، فإن مربط الفرس هي المقابلات الشخصية العميقة التي توضح إمكانات المتقدم بدقة. قد لا يكون خبيرا لكن يمتلك الشغف للتعلم بسرعة والإنتاجية الكبيرة والجودة العالية.

لمن حصلوا على هذه الشهادات، استمروا في تطوير أنفسكم، حيث إن هذا هو المطلوب فعلا، ولكن تذكروا أن ما تضعونه في سيرتكم الذاتية يجب أن يعكس قدراتكم بشكل صحيح، وإلا قد يكون موقفكم سيئا في المقابلات الشخصية أو بعد التوظيف، إن اتضح غير ذلك.

HUSSAINBASSI@