سير أعلام السفهاء!

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 15 يوليو 2016

Fri - 15 Jul 2016

كان للإمام الذهبي موقف حسن مع مئات الشخصيات التي برزت في التاريخ بعد أن خصص كتابا ضخما يتكلم فيه عنهم والذي يحمل اسم: «سير أعلام النبلاء».

أتساءل كثيرا عن إمكانية ظهور «ذهبي» جديد في هذا الوقت، ليخصص كتابا عن شخصيات عصرنا هذا ويركّز على «السفهاء» بدلا من «النبلاء»، وما أكثرهم!

فهل يبدأ كاتبنا بالحديث عن الرجال الذين يُقسمون على أن آراءهم هي آراء الله في أمور نشأ الخلاف فيها منذ وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن يخالفهم في ذلك فقد خالف الله جل جلاله!

أو عمن اغترب فترة ثم عاد منظرا ليختصر حضارة الغرب الكبرى في قضيّة «قيادة» أو «شاشة» بعرض ألف بوصة!

أو يتكلم عن ذاك الرجل المتوجس الذي يُغلق بابه على أي فكرة أو اختراع جديد مصدره غربي بحجة «الاحتراز»، ولو سار المجتمع على نهجه لما زالت أمراض الجسم تداوى بروث الكلاب - أكرمكم الله - ، واستمر تواصل البشر بحمام الزاجل، وبقيت التنقلات فوق ظهر المسكين «أبو صابر» !

أو عمن يظهر على شاشات عالمية بثوب «مخضرّ» بحثا عن الشهرة، حتى وإن كان ثمنها «خيانة وطن»!

أو عمن يبحث عن «جنّة» خيلها له إبليس وشرط وصولها بـ»ساطور» يشق بطن أمه!

أو عمن ترجم حبه «الزائف» لمحمد، صلى الله عليه وسلم، بتفجير هز مسجده وقتل حاميه وأطار حمامة السلام من فوق قبره!

أو عمن أكل وشرب من نعيم بلاده ثم علَّق صورة «عدو» لها على صدر مجلسه بداعي حب الثورة والثائرين أو بمسمى آخر «الهادمون»!

الأمثلة كثيرة، لا تحصيها مقالة ولا كتاب، دعواتنا بالتيسير للذهبي المنتظر!