شاهر النهاري

توسيع المضائق وتضييق المخارج

الاثنين - 28 ديسمبر 2020

Mon - 28 Dec 2020

هيبة أمريكا تسير بما تبقى للرئيس ترمب من وقود وخطط وزمن، وإمكانية إنهاء قضيته العظمى بإرضاخ جبهة إيران، وحرمانها امتلاك السلاح النووي، لأنها تثبت يوما بعد يوم أنها منبع للشر العالمي، وأنه يتعين عليه صد نيرانها القديمة والجديدة ومنع إرهابها لجيرتها، عبر أذرعها الإرهابية العميلة، وأسلحة ميليشياتها المتعمقة، في أربع عواصم عربية، تأتمر بأمر العمائم، وتقتل بني جلدتها.

وتقترب ذكرى للنواح واللطم ونثر التراب على الهامة، حزنا على فقد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بعد عدة أيام، وحكومة إيران لا تريد أن تفرط في تلك الفرصة لإثبات نهج المظلومية، والمقاومة، ورفع درجات التوتر في الخليج، والإصرار على تصدير الثورة، وإظهار ضعف حكومة العراق، التي لم تعد تستطيع حماية المنطقة الخضراء الدبلوماسية أمام ميليشياتها، وتقوية إرهاب جماعات الحوثي ليستمر بإطلاق الصواريخ على السعودية، ونشر زوارق الحرس الثوري في مضيق هرمز والخليج العربي لتحويلها إلى ساحة حرب عبثية.

الغواصة النووية «يو إس إس جورجيا» عبرت مضيق هرمز لأول مرة منذ ثماني سنوات، وهي تحمل 154 صاروخا من طراز توماهوك، وبمرافقة حراسات مشددة ومعززة من السفن الحربية، إضافة إلى تأهب القواعد الأمريكية في الخليج، ووضع طائرات بي 52 على أهبة الاستعداد، تحسبا للتهديد المتوقع من الحرس الثوري الإيراني، ولو على شكل اعتراضات بالزوارق، أو نشر الألغام لتخريب السفن المدنية.

كما عبرت غواصة إسرائيلية قناة السويس نحو الخليج، حسبما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية، في إشارة إلى تنفيذ شروط التطبيع في الخليج العربي، وإدخال الدولة الإسرائيلية طرفا في حلف يحارب جنون إيران.

سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، صرح بأن طهران عازمة على الانتقام، والرئيس ترمب لا يمتلك من الوقت ما يكفي لإنهاء حرب، قد يتورط فيها الرئيس الأمريكي القادم بايدن، الذي يريد أن يعيد تفعيل اتفاقية أوباما الخاصة بالمفاعل النووي الإيراني.

أيام حرج شديد، ولو ساءت الأحوال فسيكون الوضع عبثيا، ينذر بفوضى ميليشيات وإرهاب لا يتضح فيها المنتصر من المهزوم.

إسرائيل قادرة تقنيا، وهي المتهمة بتفجيرات في وسط طهران من على البعد، كما يثبت أنها هي من يقصف المواقع الإيرانية في سوريا، وربما لو استغلت وجودها مع قوات أمريكا وأحلافها في الخليج، فستتمكن من نسف المفاعل الإيراني، بصيغة مدمرة ستحتاج إيران بعدها سنوات عديدة لإعادة ما سبق وقامت بإنشائه على حساب ذل وجوع الشعب الإيراني، وربما لا يعود هنالك فائدة من تدخل بايدن لسنوات عديدة.

ترمب متشوق لوضع نهاية يختارها أثناء امتلاكه القرار حتى العشرين من يناير، وطالما أنه قد عين وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، بديلا عن الوزير كريستوفر ميلر بالوكالة، والذي يشاركه طموحاته ورؤيته، فكل شيء محتمل الوقوع، وتفجير ناشفيل يضع علامات استفهام عديدة.

حاليا، لا بد لدول الخليج من الاستعداد التام اليقظ أمنيا وعسكريا وجويا وبحريا وشعبيا لأي طارئ، وأن يكون لهم وحدة كلمة سليمة النوايا، سواء في مجلس التعاون أو الجامعة العربية أو في هيئة الأمم المتحدة، أو أمام مجلس الأمن.