امتنان محمد برناوي

جمالها بتكرارها..

الأربعاء - 13 يوليو 2016

Wed - 13 Jul 2016

العيد هو فرحة المسلمين، يكافئ به المسلم بعد قضاء شهر رمضان، يسود في العيد وبالأخص عيد الفطر الشعور بالحب والأمل، بل تثار السعادة في داخلنا.

بالنسبة لشعوب العالم الإسلامي ارتبط العيد بالكثير من العادات والتي تناقلتها الأجيال، رأيناها ونحن صغارا وأصبحنا نمارسها وما زلنا إلى وقتنا الحاضر، فهي ما يميز العيد سواء من طقوس أو وجبات شعبية نقوم بتناولها كالدبيازة مثلا، وكثير من هذا كله حكر للعيد فقط.

فعلا هذا ما اعتدنا عليه وأصبحنا نعيده مرارا وتكرارا كل عيد، ولكن هناك البعض ممن يقول: العيد كغيره بل يعتبر مملا إلى حد ما أكثر من غيره من الشهور فلا نقوم بما هو جديد بل نعيد ما نقوم به كل سنة مرارا وتكرارا، ونشعر حقا بالملل!

بكل بساطة أقول: كثير من هذه اللحظات يتميز جمالها بتكرارها، بل ننتظرها فقط لما فيها من تكرار، فالجمال يكمن في تكرار تلك الطقوس والعادات الجميلة، لدرجة أننا كثيرا ما ننتظرها بفارغ الصبر سنة تلو الأخرى، فتلك اللحظات توقظ فينا شيئا جميلا اعتدنا ممارسته منذ الصغر، كم هي جميلة تلك اللحظات.

كم هو جميل أن الليلة التي تسبق أول أيام عيد الفطر المبارك ينشغل فيها الكل بالإعداد ليوم العيد، منهم من يحضر زيه، ومنهم من يفتح القناة السعودية الأولى وغيرها من القنوات ليستمع إلى أغاني العيد القديمة، والأجمل من هذا كله قرب أذان الفجر.. يبدأ الجميع بالإعداد لأداء صلاة العيد.

بعد أن يعلن المؤذن دخول صلاة الفجر تنتشر حالة الذعر، بل يبدأ الوالدان بالتهديد «من لم يحضِّر نفسه مبكرا سنذهب وندعه خلفنا»، ما أجملها من لحظات. نركض بعدها جميعا لأداء الصلاة تارة تصيب معنا وأخرى نفوتها. من هناك ننطلق إلى منزل الجد الأكبر لتبادل التحايا والتبريكات الجميلة، الهدايا والعيديات، ومن ثم تناول طعام الإفطار، ما أجملها من لحظات.

قرابة الظهر من أول أيام عيد الفطر ينام الجميع ويستيقظون في المساء، ولا بد أن نتساءل في أي يوم نحن! مهما كنا على يقين سيصيبنا بعض الشك، نشعر بطول ذلك اليوم لكوننا نواصل يوم العيد بالليلة التي قبله ثم نظل مستيقظين جزءا كبيرا من النهار.

باختصار، في كل دقيقة بل كل ثانية هناك أمور مميزة تميزت فقط بتكرارها، استمتع بأدق التفاصيل ولا تقتل فرحة العيد.