تويتر والفلاسفة!
الاثنين - 21 ديسمبر 2020
Mon - 21 Dec 2020
ماذا لو عاصر كبار الفلاسفة موقع التدوينات القصيرة (تويتر)؟ بماذا سيصفونه؟ ومن سيكون صديقا له؟ ومن سيكون عدوا له؟ وما آراؤهم فيه؟
هذه لمحة تخيلية لهذا الأمر:
من المؤكد أن الفيلسوف الروماني الذي عاش في فرنسا زمنا «إميل سيوران» سيكون أشد أنصاره، إن لم يدّع الملكية الفكرية له، بسبب قصر جمله في الكتابة، فربما نستطيع أن نقول عنه إنه أول مغرد، ومن دواعي ادعاء الملكية أن المياه كلها بلون الغرق و»تويتر» يمكنك أن تغرق فيه أيضا!
بينما سيعد «إيمانويل كانط» تويتر حالة فريدة بين «النومينون وفينومينن» ويمكن تسميته «بالنيوفمين». أما لو سألت «كانط» عن رأيه في تويتر في جملة قصيرة فلقال لك: شيئان يملآن قلبي دوما بالإعجاب في «تويتر»: «كلمات رواده المرصعة بالتغريدات الجميلة، والقانون الأخلاقي في كلمات كتّابه».
أما «ديكارت» فإنه سيقول حتما «أنا أغرد إذن أنا موجود»، وسيشكك هيوم في وجود تويتر أصلا، بينما سيحارب «جان جاك روسو» وجوده، وهو ويقول «هو ثورة على الطبيعة ويجب العودة للطبيعة، ويجب أن نعود للمقاهي فهي تويتر الأصلي!» حتى إذا يئس من الإصلاح ترك رسالة في تربية الناس والمغردين في تويتر وسماه «إميل في تويتر»، بينما سيخالفه أستاذه الأديب والفيلسوف الفرنسي فولتير الذي سيعد تويتر مكانا لائقا لحرية الرأي، ويجب أن يترك كما هو.
أما سيد التسامح «جون لوك» فسيكتب رسالة في أهمية التسامح بين الناس في تويتر، ويسميها «رسالة في التسامح التويتري».
شوبنهاور سيتقاسم التشاؤم مع إميل سيوران وسيغرد بأن هذا الموقع الصغير سيفسد الشيء الكثير في حياتكم، وأنه يجب أن يكون لكم «إرادة وتمثّل» لمقاومته.
أما رود الوجودية في تويتر فإن هيدجر سيعتبره «كينونة مستقلة عن الكون ووجوده ليس أصيلا وليس زائفا»، ولن يتقبل الناس رأيه لأن تاريخه يخيفهم، بينما سارتر سيعتبر «وجود تويتر يسبق جوهره»، مما يعني استقلاله بذاته، وهدف حياة مستقلا عن الحياة نفسها، فاتركوا تويتر والتويتريين يفعلون ما يشاؤون، في تلك اللحظة ستنشر «سيمون دي بوفوار» صورها في المقاهي الثقافية وهي تدخن بشراهة مع سارتر أو مع صديقاتها في تويتر! وليست وحيدة في نشر الصور، بل إن ألبير كامو سينشر صورا له مع كتابه أسطورة سيزيف وسيغرد بعبثية حول ذلك، مع صورة متحركة لرجل يدفع حجرا ويسقط ليذهب ويعود، وصورة أخرى لغلاف مسرحيته «الغريب».
هذا كله لا يعني أن الفلاسفة اليونان ليس لهم نصيب من تويتر إطلاقا، فسقراط يقول بأن «الإنسان كائن تويتري»، ويقول «الإنسان في تويتر يجب أن يعلم أنه لا يعلم»، وستكون تغريداته كلها أسئلة وأسئلة فقط، وأن يكون طويل بال على الناس، فهو يتحاور مع الصغير والكبير حتى يصل لنتيجة فلسفية، وسيؤسس أفلاطون «أكاديمية تويتر لتعليم الناس كتابة الحكمة فيه»، بينما سيؤسس تلميذه أرسطو فلسفة «المنطق الصوري التويتري» لتعليم الناس مبادئ العقل والمنطق والأخلاق في التعامل مع التغريدات بعيدا عن الإشاعات.
أما الفلاسفة العرب والمسلمون فسيدخلون تويتر، ابن رشد سيقول بلا سببية ولد تويتر وسيموت، وابن خلدون سيناقش ولادة علم اجتماع الناس واتفاقهم في تويتر، وسينقض ابن تيمية المنطق الأرسطي بثريد من التغريدات.
أخيرا، هذه دعوة لطيفة لتكون الفلسفة صديقا لنا، بقليل من السخرية وكثير من الحكمة، ومحبتها مع الاعتذار لكل الفلاسفة فوق كل أرض وتحت كل سماء وفي كل العصور بلا استثناء.
Halemalbaarrak@
هذه لمحة تخيلية لهذا الأمر:
من المؤكد أن الفيلسوف الروماني الذي عاش في فرنسا زمنا «إميل سيوران» سيكون أشد أنصاره، إن لم يدّع الملكية الفكرية له، بسبب قصر جمله في الكتابة، فربما نستطيع أن نقول عنه إنه أول مغرد، ومن دواعي ادعاء الملكية أن المياه كلها بلون الغرق و»تويتر» يمكنك أن تغرق فيه أيضا!
بينما سيعد «إيمانويل كانط» تويتر حالة فريدة بين «النومينون وفينومينن» ويمكن تسميته «بالنيوفمين». أما لو سألت «كانط» عن رأيه في تويتر في جملة قصيرة فلقال لك: شيئان يملآن قلبي دوما بالإعجاب في «تويتر»: «كلمات رواده المرصعة بالتغريدات الجميلة، والقانون الأخلاقي في كلمات كتّابه».
أما «ديكارت» فإنه سيقول حتما «أنا أغرد إذن أنا موجود»، وسيشكك هيوم في وجود تويتر أصلا، بينما سيحارب «جان جاك روسو» وجوده، وهو ويقول «هو ثورة على الطبيعة ويجب العودة للطبيعة، ويجب أن نعود للمقاهي فهي تويتر الأصلي!» حتى إذا يئس من الإصلاح ترك رسالة في تربية الناس والمغردين في تويتر وسماه «إميل في تويتر»، بينما سيخالفه أستاذه الأديب والفيلسوف الفرنسي فولتير الذي سيعد تويتر مكانا لائقا لحرية الرأي، ويجب أن يترك كما هو.
أما سيد التسامح «جون لوك» فسيكتب رسالة في أهمية التسامح بين الناس في تويتر، ويسميها «رسالة في التسامح التويتري».
شوبنهاور سيتقاسم التشاؤم مع إميل سيوران وسيغرد بأن هذا الموقع الصغير سيفسد الشيء الكثير في حياتكم، وأنه يجب أن يكون لكم «إرادة وتمثّل» لمقاومته.
أما رود الوجودية في تويتر فإن هيدجر سيعتبره «كينونة مستقلة عن الكون ووجوده ليس أصيلا وليس زائفا»، ولن يتقبل الناس رأيه لأن تاريخه يخيفهم، بينما سارتر سيعتبر «وجود تويتر يسبق جوهره»، مما يعني استقلاله بذاته، وهدف حياة مستقلا عن الحياة نفسها، فاتركوا تويتر والتويتريين يفعلون ما يشاؤون، في تلك اللحظة ستنشر «سيمون دي بوفوار» صورها في المقاهي الثقافية وهي تدخن بشراهة مع سارتر أو مع صديقاتها في تويتر! وليست وحيدة في نشر الصور، بل إن ألبير كامو سينشر صورا له مع كتابه أسطورة سيزيف وسيغرد بعبثية حول ذلك، مع صورة متحركة لرجل يدفع حجرا ويسقط ليذهب ويعود، وصورة أخرى لغلاف مسرحيته «الغريب».
هذا كله لا يعني أن الفلاسفة اليونان ليس لهم نصيب من تويتر إطلاقا، فسقراط يقول بأن «الإنسان كائن تويتري»، ويقول «الإنسان في تويتر يجب أن يعلم أنه لا يعلم»، وستكون تغريداته كلها أسئلة وأسئلة فقط، وأن يكون طويل بال على الناس، فهو يتحاور مع الصغير والكبير حتى يصل لنتيجة فلسفية، وسيؤسس أفلاطون «أكاديمية تويتر لتعليم الناس كتابة الحكمة فيه»، بينما سيؤسس تلميذه أرسطو فلسفة «المنطق الصوري التويتري» لتعليم الناس مبادئ العقل والمنطق والأخلاق في التعامل مع التغريدات بعيدا عن الإشاعات.
أما الفلاسفة العرب والمسلمون فسيدخلون تويتر، ابن رشد سيقول بلا سببية ولد تويتر وسيموت، وابن خلدون سيناقش ولادة علم اجتماع الناس واتفاقهم في تويتر، وسينقض ابن تيمية المنطق الأرسطي بثريد من التغريدات.
أخيرا، هذه دعوة لطيفة لتكون الفلسفة صديقا لنا، بقليل من السخرية وكثير من الحكمة، ومحبتها مع الاعتذار لكل الفلاسفة فوق كل أرض وتحت كل سماء وفي كل العصور بلا استثناء.
Halemalbaarrak@