ارحموا البر!
الأحد - 20 ديسمبر 2020
Sun - 20 Dec 2020
أفسد الإنسان الحياة كثيرا في برها وبحرها وجوها.. فلوثت النواقل الجوية السماء - رغم الكفاءة الاحتراقية للعوادم المنبعثة منها - وبحسب الإحصائيات فإنه من عام 1992 إلى 2005، زادت كيلومترات الركاب بمقدار 5.2% في الاتحاد الأوروبي، وزادت انبعاثات الغازات الدفيئة من الطائرات بمقدار 87 % بين عامي 1990 و2006.
ولوث الإنسان الماء الذي يشكل 70% من مساحة هذا الكوكب، وبحسب الإحصائيات كذلك فإن نسبة 80% منها يأتي من مصادر برية، فكثير من هذه الملوثات هو من المخلفات البلاستيكية والمواد المصنعة التي تعتبر من النفايات التي تركها البشر.
واليوم لا يمكن اعتبار البر إلا المكان الأكثر سوءا في تلوث هذا الكوكب الجميل، إذا ما أقررنا بأن سكان البر هم من لوث الماء والسماء!
الكشتات البرية بمعانيها البريئة المرتبطة بالتنزه وتغيير الحالة المزاجية ولقاء الرفاق وخوض غمار المنافسات الصحراوية وممارسة هوايات الطبخ وصعود الكثبان الرملية لم تعد بريئة في ظل ترك النفايات وإفساد الجو العام وقطع الأشجار الصحراوية، والتلوث البصري والسمعي الذي ينفثه بعض الكاشتين!
الصحراء ذلك الصدر الأرحب، التي قال عنها القصيبي:
وطفت الكون.. لم أعثر
على أجدب من أرضك
على أطهر من حبك...
أو أعنف من بغضك..
تمثل مساحة شاسعة من الوطن الكبير، وهي جديرة بالعناية والرعاية والاهتمام من زوارها لتبقى متنفسا للجميع، خاصة سكان المدن المكتظة الذين يجدون بين أحضانها صدرا رحبا يخرجهم من ضيق الشقق والبيوت إلى اتساع الخبوت.
الجهات الرقابية المختلفة لا بد أيضا من أن تكثف من متابعتها للعابثين، ولا سيما أن الغرامات والعقوبات هي الحل الأكثر فاعلية في مواجهة استهتار البعض، ممن يعتقد أنه حينما يفترش الأرض في مكان ما من البيداء فإنه يملك الحرية ليمارس فيه كل عبثيته دون حسيب ولا رقيب!
بقي لي أن أضيف أن دافعين لا بد أن يحضرا قبل التجهيز للكشتة، هما: استحضار قيم الدين والسلوك العام السوي اللذين يدعوان للنظافة وحسن التعامل مع كل شيء بما في ذلك الأرض، وكذلك مفاهيم المواطنة الصالحة التي تؤكد أن المقدرات للجميع، والنيل منها نيل من حق الجميع.
وليعلم كل أحد أن الأمر لا يحتاج لأكثر من إحضار أخلاقه وقيمه ومبادئه الفطرية السليمة، وكذلك توفير كيس نفاية ضمن أغراض الكشتة البرية، ووضع مخلفات كشتته فيه، وحينها سننعم بالبر بأجمل ما يكون، ونترك لغيرنا الفرصة ليستمتع بالقدر نفسه من الجمال.
dralaaraj@
ولوث الإنسان الماء الذي يشكل 70% من مساحة هذا الكوكب، وبحسب الإحصائيات كذلك فإن نسبة 80% منها يأتي من مصادر برية، فكثير من هذه الملوثات هو من المخلفات البلاستيكية والمواد المصنعة التي تعتبر من النفايات التي تركها البشر.
واليوم لا يمكن اعتبار البر إلا المكان الأكثر سوءا في تلوث هذا الكوكب الجميل، إذا ما أقررنا بأن سكان البر هم من لوث الماء والسماء!
الكشتات البرية بمعانيها البريئة المرتبطة بالتنزه وتغيير الحالة المزاجية ولقاء الرفاق وخوض غمار المنافسات الصحراوية وممارسة هوايات الطبخ وصعود الكثبان الرملية لم تعد بريئة في ظل ترك النفايات وإفساد الجو العام وقطع الأشجار الصحراوية، والتلوث البصري والسمعي الذي ينفثه بعض الكاشتين!
الصحراء ذلك الصدر الأرحب، التي قال عنها القصيبي:
وطفت الكون.. لم أعثر
على أجدب من أرضك
على أطهر من حبك...
أو أعنف من بغضك..
تمثل مساحة شاسعة من الوطن الكبير، وهي جديرة بالعناية والرعاية والاهتمام من زوارها لتبقى متنفسا للجميع، خاصة سكان المدن المكتظة الذين يجدون بين أحضانها صدرا رحبا يخرجهم من ضيق الشقق والبيوت إلى اتساع الخبوت.
الجهات الرقابية المختلفة لا بد أيضا من أن تكثف من متابعتها للعابثين، ولا سيما أن الغرامات والعقوبات هي الحل الأكثر فاعلية في مواجهة استهتار البعض، ممن يعتقد أنه حينما يفترش الأرض في مكان ما من البيداء فإنه يملك الحرية ليمارس فيه كل عبثيته دون حسيب ولا رقيب!
بقي لي أن أضيف أن دافعين لا بد أن يحضرا قبل التجهيز للكشتة، هما: استحضار قيم الدين والسلوك العام السوي اللذين يدعوان للنظافة وحسن التعامل مع كل شيء بما في ذلك الأرض، وكذلك مفاهيم المواطنة الصالحة التي تؤكد أن المقدرات للجميع، والنيل منها نيل من حق الجميع.
وليعلم كل أحد أن الأمر لا يحتاج لأكثر من إحضار أخلاقه وقيمه ومبادئه الفطرية السليمة، وكذلك توفير كيس نفاية ضمن أغراض الكشتة البرية، ووضع مخلفات كشتته فيه، وحينها سننعم بالبر بأجمل ما يكون، ونترك لغيرنا الفرصة ليستمتع بالقدر نفسه من الجمال.
dralaaraj@