شهادات مروعة تكشف دموية إردوغان
400 امرأة في عفرين السورية مغيبات داخل سجون الفصائل الموالية لأنقرة
400 امرأة في عفرين السورية مغيبات داخل سجون الفصائل الموالية لأنقرة
الأحد - 13 ديسمبر 2020
Sun - 13 Dec 2020
قصص مروعة وحكايات مأساوية تعرضت لها النساء الكرديات منذ سيطرة الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة له على منطقة عفرين الكردية شمال غرب سوريا في مارس 2018.
انتشرت أخبار الانتهاكات بحق سكان المنطقة الأصليين وممتلكاتهم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث لم تستثن هذه الانتهاكات النساء والأطفال ومختلف الأعمار، وبات اسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرادفا للقتل والدماء والخراب بالنسبة للناس هناك، وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.
اختطاف وقتل
بمشاعر من الأسى والحزن تحدثت زهيدة، المرأة الكردية التي تعيش في عقدها الخامس، عن أدق تفاصيل اعتقالها الذي جرى بعد شهر ونصف من دخول الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة له إلى مدينة عفرين، تقول «مجرد كونك امرأة كردية، تهمة كافية للاعتقال والاختطاف وحتى القتل».
وتضيف «أعرفه جيدا، ذلك الشاب الذي أتى رفقة فصيل «أحرار الشام» لاعتقالي، كان جارنا في نفس البناء، جاء نازحا إلى عفرين قبل سنتين، ومع اليوم الأول لاحتلال المدنية انضم للمسلحين»، وتتابع «تم اقتيادي بداية إلى مقر إحدى المجموعات المسلحة في مدينة عفرين، وبعد عدة ساعات أخذوني إلى مدينة كلس داخل تركيا، كنا ثلاث نساء من أصل 37 معتقلا جرى نقلنا إلى هناك، وضعوني في زنزانة كانت عبارة عن قبو تحت الأرض تضم قرابة 150 امرأة، كلهن كرديات من عفرين».
إهانات وشتائم
وتقول شيرين (اسم مستعار) وهي معتقلة سابقة لدى فصيل «السلطان مراد» إنها بقيت محتجزة لمدة أسبوع في زنزانة انفرادية، قبل أن يتم نقلها إلى سجن آخر، «كنا أكثر من ثلاثين امرأة في نفس الزنزانة، وبعض النساء كان برفقتهن طفلاتهن اليافعات، المسلحون كانوا يوجهون لنا الإهانات والشتائم والألفاظ النابية باستمرار، أغلبنا تعرض للضرب سواء بالصفع أو مواسير المياه، وعدة فتيات تعرضن للتعذيب بالصعق بالكهرباء أيضا، وإحداهن حاولت الانتحار».
وبقيت شيرين معتقلة لمدة أربعة أشهر وتم الإفراج عنها عقب تمكن ذويها من دفع مبلغ ألفي دولار كفدية مالية، وتقول «محققون أتراك وسوريون كانوا يقومون باستجوابنا، والتهمة الجاهزة كانت العلاقة مع وحدات حماية الشعب أو التعامل مع الإدارة الذاتية».
فرقة الحمزات
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لمجموعة من النساء كن محتجزات في مقر عائد لفصيل «فرقة الحمزات»، وجرى الكشف عنهن عندما اقتحم مسلحون من ريف دمشق مقر الفصيل «التركماني»، بعد اشتباك مسلح نشب بينهما. ويذكر أن جميع النساء اللواتي كن محتجزات تم اختطافهن منذ قرابة عامين دون أن يعلم ذووهن بمصيرهن.
ووثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين مقتل 69 امرأة، إضافة لتعرض أكثر من ألف امرأة للاختطاف أو الاعتقال التعسفي منذ بدء سيطرة الجيش التركي التركي والفصائل الموالية لأنقرة على المنطقة، جرى الإفراج عن بعضهن بعد محاكم صورية أو دفع فدى مالية تصل، في بعض الحالات، إلى 10 آلاف دولار، فيما لا يزال مصير 400 امرأة منهن مجهولا.
ونقلت (الحرة) عن الناطق باسم المنظمة الحقوقي إبراهيم شيخو، «كل فصيل من المجموعات المسلحة التابعة لتركيا لديه مراكز اعتقال عدة يتم احتجاز النساء المختطفات فيها، إضافة لعدد من السجون في ماراته، والراعي ومارع، حيث تسجن فيها النساء المعتقلات. وهناك سجون في الداخل التركي أيضا يتم احتجازهن فيها».
انتهاكات واسعة
وعلى الرغم من تسليم النساء المحتجزات إلى ما تسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لـ «الجيش الوطني السوري» بعد الاقتحام، حيث كان من المفترض أن يتم عرضهن على القضاء، إلا أن الأخيرة عادت وسلمت المعتقلات لـ «فرقة الحمزات» التي نقلتهن إلى مكان غير معلوم، وذلك وفقا لتقرير صادر عن منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».
وتشهد منطقة عفرين انتهاكات واسعة بحق النساء، تمارسها معظم المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة والمنضوية ضمن ما يسمى «الجيش الوطني السوري»، وتتبع هذه الجهات للحكومة السورية الموقتة والائتلاف الوطني السوري.
ويقول المدير التنفيذي في منظمة سوريون من أجل الحقيقية والعدالة بسام الأحمد، «لدينا العديد من التقارير التي توثق الانتهاكات بحق النساء ومن ضمنها حالات الاعتقال، وفي كثير من الأحيان تكون المخابرات التركية مسؤولة عنها، حيث تقوم دوريات مشتركة بين المخابرات التركية والمجموعات المسلحة باعتقالات، ومنها تلك التي تطال النساء أيضا».
اغتصاب وعنف
ووقف تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا في سبتمبر الماضي، قام مسلحو «الجيش الوطني السوري» باحتجاز نساء وفتيات، حيث تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي، مما ألحق بهن ضررا جسديا ونفسيا جسيما على المستوى الفردي، وكذلك على المستوى المجتمعي، بسبب الوصم والمعايير الثقافية المتعلقة بفكرة «شرف الإناث»، بحسب التقرير.
وتم تسجيل 67 حالة اغتصاب منذ سيطرة تركيا على المنطقة، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين، إضافة لخمس حالات انتحار جرى توثيقها. وتم رصد العديد من حالات الزواج القسري جرى فيها إكراه الفتيات على الزواج من عناصر المجموعات المسلحة تحت الضغط وتهديد عائلاتهن.
ويكتنف عملية توثيق الانتهاكات والوصول إلى شهادات الضحايا صعوبات جمة، لاسيما تلك المرتكبة بحق النساء. عن ذلك يقول بسام الأحمد، «في الحالات العادية يخاف الناس التكلم عن الانتهاكات، فما بالكم عندما يتعلق الأمر بالنساء؟ فهناك الاعتبارات الاجتماعية وخشية الأهل الحديث، ناهيكم عن مخاوف الانتقام والتعرض للاعتقال مرة أخرى في حال الحديث».
ضحايا إردوغان في عفرين:
انتشرت أخبار الانتهاكات بحق سكان المنطقة الأصليين وممتلكاتهم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث لم تستثن هذه الانتهاكات النساء والأطفال ومختلف الأعمار، وبات اسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرادفا للقتل والدماء والخراب بالنسبة للناس هناك، وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.
اختطاف وقتل
بمشاعر من الأسى والحزن تحدثت زهيدة، المرأة الكردية التي تعيش في عقدها الخامس، عن أدق تفاصيل اعتقالها الذي جرى بعد شهر ونصف من دخول الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة له إلى مدينة عفرين، تقول «مجرد كونك امرأة كردية، تهمة كافية للاعتقال والاختطاف وحتى القتل».
وتضيف «أعرفه جيدا، ذلك الشاب الذي أتى رفقة فصيل «أحرار الشام» لاعتقالي، كان جارنا في نفس البناء، جاء نازحا إلى عفرين قبل سنتين، ومع اليوم الأول لاحتلال المدنية انضم للمسلحين»، وتتابع «تم اقتيادي بداية إلى مقر إحدى المجموعات المسلحة في مدينة عفرين، وبعد عدة ساعات أخذوني إلى مدينة كلس داخل تركيا، كنا ثلاث نساء من أصل 37 معتقلا جرى نقلنا إلى هناك، وضعوني في زنزانة كانت عبارة عن قبو تحت الأرض تضم قرابة 150 امرأة، كلهن كرديات من عفرين».
إهانات وشتائم
وتقول شيرين (اسم مستعار) وهي معتقلة سابقة لدى فصيل «السلطان مراد» إنها بقيت محتجزة لمدة أسبوع في زنزانة انفرادية، قبل أن يتم نقلها إلى سجن آخر، «كنا أكثر من ثلاثين امرأة في نفس الزنزانة، وبعض النساء كان برفقتهن طفلاتهن اليافعات، المسلحون كانوا يوجهون لنا الإهانات والشتائم والألفاظ النابية باستمرار، أغلبنا تعرض للضرب سواء بالصفع أو مواسير المياه، وعدة فتيات تعرضن للتعذيب بالصعق بالكهرباء أيضا، وإحداهن حاولت الانتحار».
وبقيت شيرين معتقلة لمدة أربعة أشهر وتم الإفراج عنها عقب تمكن ذويها من دفع مبلغ ألفي دولار كفدية مالية، وتقول «محققون أتراك وسوريون كانوا يقومون باستجوابنا، والتهمة الجاهزة كانت العلاقة مع وحدات حماية الشعب أو التعامل مع الإدارة الذاتية».
فرقة الحمزات
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لمجموعة من النساء كن محتجزات في مقر عائد لفصيل «فرقة الحمزات»، وجرى الكشف عنهن عندما اقتحم مسلحون من ريف دمشق مقر الفصيل «التركماني»، بعد اشتباك مسلح نشب بينهما. ويذكر أن جميع النساء اللواتي كن محتجزات تم اختطافهن منذ قرابة عامين دون أن يعلم ذووهن بمصيرهن.
ووثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين مقتل 69 امرأة، إضافة لتعرض أكثر من ألف امرأة للاختطاف أو الاعتقال التعسفي منذ بدء سيطرة الجيش التركي التركي والفصائل الموالية لأنقرة على المنطقة، جرى الإفراج عن بعضهن بعد محاكم صورية أو دفع فدى مالية تصل، في بعض الحالات، إلى 10 آلاف دولار، فيما لا يزال مصير 400 امرأة منهن مجهولا.
ونقلت (الحرة) عن الناطق باسم المنظمة الحقوقي إبراهيم شيخو، «كل فصيل من المجموعات المسلحة التابعة لتركيا لديه مراكز اعتقال عدة يتم احتجاز النساء المختطفات فيها، إضافة لعدد من السجون في ماراته، والراعي ومارع، حيث تسجن فيها النساء المعتقلات. وهناك سجون في الداخل التركي أيضا يتم احتجازهن فيها».
انتهاكات واسعة
وعلى الرغم من تسليم النساء المحتجزات إلى ما تسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لـ «الجيش الوطني السوري» بعد الاقتحام، حيث كان من المفترض أن يتم عرضهن على القضاء، إلا أن الأخيرة عادت وسلمت المعتقلات لـ «فرقة الحمزات» التي نقلتهن إلى مكان غير معلوم، وذلك وفقا لتقرير صادر عن منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».
وتشهد منطقة عفرين انتهاكات واسعة بحق النساء، تمارسها معظم المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة والمنضوية ضمن ما يسمى «الجيش الوطني السوري»، وتتبع هذه الجهات للحكومة السورية الموقتة والائتلاف الوطني السوري.
ويقول المدير التنفيذي في منظمة سوريون من أجل الحقيقية والعدالة بسام الأحمد، «لدينا العديد من التقارير التي توثق الانتهاكات بحق النساء ومن ضمنها حالات الاعتقال، وفي كثير من الأحيان تكون المخابرات التركية مسؤولة عنها، حيث تقوم دوريات مشتركة بين المخابرات التركية والمجموعات المسلحة باعتقالات، ومنها تلك التي تطال النساء أيضا».
اغتصاب وعنف
ووقف تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا في سبتمبر الماضي، قام مسلحو «الجيش الوطني السوري» باحتجاز نساء وفتيات، حيث تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي، مما ألحق بهن ضررا جسديا ونفسيا جسيما على المستوى الفردي، وكذلك على المستوى المجتمعي، بسبب الوصم والمعايير الثقافية المتعلقة بفكرة «شرف الإناث»، بحسب التقرير.
وتم تسجيل 67 حالة اغتصاب منذ سيطرة تركيا على المنطقة، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين، إضافة لخمس حالات انتحار جرى توثيقها. وتم رصد العديد من حالات الزواج القسري جرى فيها إكراه الفتيات على الزواج من عناصر المجموعات المسلحة تحت الضغط وتهديد عائلاتهن.
ويكتنف عملية توثيق الانتهاكات والوصول إلى شهادات الضحايا صعوبات جمة، لاسيما تلك المرتكبة بحق النساء. عن ذلك يقول بسام الأحمد، «في الحالات العادية يخاف الناس التكلم عن الانتهاكات، فما بالكم عندما يتعلق الأمر بالنساء؟ فهناك الاعتبارات الاجتماعية وخشية الأهل الحديث، ناهيكم عن مخاوف الانتقام والتعرض للاعتقال مرة أخرى في حال الحديث».
ضحايا إردوغان في عفرين:
- 69 امرأة قتلت
- 67 حالة اغتصاب
- 400 امرأة مصيرها مجهول
- 1000 امرأة مختطفة
- 10 آلاف دولار فدية خروج المعتقلة