سالم العنزي

في العام الجديد.. لن تتعلم شيئا جديدا ولن تصبح أكثر رشاقة!

الاحد - 13 ديسمبر 2020

Sun - 13 Dec 2020

خلال أسبوعين ينتهي عام ويبدأ عام جديد. انقضت 360 يوما بما فيها من أخطاء وهفوات.

انقضت سنة كاملة من أعمارنا لن تعود. ولأننا لا نستطيع العودة إلى ماض ولا إصلاح الأخطاء، ولأن بداية العام الجديد ترمز إلى فتح صفحة جديدة في كتاب الحياة، ولأننا نرغب في أن تكون نسخة العام القادم من أنفسنا أفضل من نسخة العام الماضي؛ لهذا كله يقوم كثير من الأشخاص بوضع خطط وأهداف طموحة لتحقيقها خلال العام الجديد.

بدأت القصة قبل 4000 سنة، عندما بدأ البابليون بقطع وعود لآلهتهم في بداية كل عام جديد بأنهم سوف يسددون ديونهم ويعيدون الأشياء التي اغتصبوها خلال العام. وفي كل سنة تتكرر الوعود وتغيب النتائج. وكذلك الرومان الذين كانوا يقدمون وعودهم للإله يانوس (الذي سمي شهر يناير على اسمه).

وجود هذه العادات والتقاليد عند بعض الأمم القديمة لا يعني عدم وجود بعض التقاليد المشابهة لدى بعض الديانات، ففي يوم الغفران (يوم الكفارة) الذي يوافق رأس السنة اليهودية، على المرء أن يتفكر في أخطائه على مدار العام الماضي، ويطلب العفو عليها مع الوعد بعمل الخيرات خلال العام الجديد. بعيدا عن العقيدة (سواء كانت وثنية أو توحيدية)، نجد أن الإنسان ارتبط ارتباطا وثيقا مع فكرة تحسين الذات بشكل دوري، خاصة بداية كل عام.

وعبر التاريخ تغيرت وتطورت الأحلام والأهداف المرجو تحقيقها خلال السنة الجديدة، حتى أصبحت موحدة تقريبا في وقتنا الحالي، فالعالم اليوم تقريبا يتفق على أهداف مشتركة تسعى لها غالبية سكان الكرة الأرضية.

الأهداف لن تخرج عادة عن البدء في تمارين الرشاقة وخسارة الوزن، والمحافظة على نظام صحي، وتعلم مهارة أو لغة جديدة أو قضاء مزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء خلال العام الجديد. في الغالب، فإن هذه الأحلام والأهداف لن تصمد لأكثر من أسبوعين أو شهر لدى الأغلبية، بينما قد يفقد البقية حماسهم خلال 3 أشهر في أقصى حد.

استمرار هذا التحدي لأكثر من 4000 سنة يعود لعدة أسباب، قد يكون أهمها أن هذه الأهداف لا تعدو كونها شكلا من أشكال البحث عن الأمل الزائف و»التسويف”. في الحقيقة الناس ليسوا مستعدين لتغيير عاداتهم، كما ذكرت في مقال «الله لا يغير علينا.. لماذا يرفض الإنسان التغيير؟»، المنشور في في هذه الصحيفة في 6 ذو الحجة 1441هـ، وهذا يفسر ارتفاع معدل الفشل في تحقيق الأهداف السنوية.

اتخاذ القرارات يتطلب العمل على تغيير السلوكيات، ومن أجل تغيير السلوك يجب البدء بتغيير التفكير. يعتمد كثيرون على أهداف SMART (واضحة وقابلة للقياس ومحددة زمنيا)، قد تنفع الأهداف الذكية مع الأهداف الفكرية والمهنية، لكنها لا تعمل مع الأهداف الشخصية، حيث إن الأهداف الشخصية تحتاج طريقة تفكير وعمل تختلف جذريا عن الأهداف المهنية والفكرية.

في العام الجديد، لن تتعلم شيئا جديدا ولن تصبح أكثر رشاقة، إن لم تغير طريقة تفكيرك، وتُعِد تعريف أهدافك إلى أهداف (واضحة CLEAR)، حددها بيتر إيكونومي بخمس نقاط أساسية: يجب أن يكون الهدف قابلا للتعاون ومن خلال فريق عمل، يجب أن يكون محدود المدة والزمن، يجب أن يكون هناك دافع عاطفي للهدف، يجب أن يكون قابلا للتقسيم إلى أهداف أصغر يمكن تقديرها وتحديد نجاحها، وأن يكون الهدف قابلا للتعديل والتأقلم مع متغيرات الزمن.

SMAlanzi@