لول عبدالعزيز المصطفى

لماذا يتصرف الناس في أعمالهم لا أخلاقيا بعض الأوقات؟

بين تفاحة فاسدة.. حالة سيئة.. أو برميل سيئ!
بين تفاحة فاسدة.. حالة سيئة.. أو برميل سيئ!

الاحد - 13 ديسمبر 2020

Sun - 13 Dec 2020

عند ملاحظة الأسباب التي تدفع الشخص للتصرف بشكل لا أخلاقي لاحظ الباحثون أن من المهم تقسيم الأسباب لثلاثة أقسام مهمة:


  • التفاحة الفاسدة هي الصفات الخاصة التي يتسّم بها الشخص والتي تؤدي الى قرارات لا أخلاقية غير محبذة. وهذه تكون من صنع عدد قليل من الأفراد غير المرغوب فيهم.



  • الحالة السيئة هي الظروف المحيطة عند مواجهة ورطة أو مأزق أخلاقي يثير ويحفز قرارات لا أخلاقية وفي هذه الحالة لا يكون هناك عواقب للتصرف بهذا الشكل مما يدفع الشخص لأمن العقوبة.



  • البرميل السيئ هي خصائص بيئة العمل التي لها تأثير على تصرفات الشخص مثل عدم توفر دستور الأخلاق في الشركات.






مؤخرا، قامت فرقة من علماء السلوك التنظيمي بمراجعة ما يعادل ثلاثين سنة من البحث في هذه النقاط الثلاثة. التفاحة الفاسدة كما ذكرت مرتبطة بشخصية الفرد. لنأخذ الشخصية الميكافيلة على سبيل المثال، وهي وفقاً لتعريف قاموس أكسفورد هي توظيف المكر والازدواجية في السلوك العام واتباع مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة". فلاشك أن صاحب هذه الشخصية لا يكترث لاتخاذ قرارات تتماشى مع الأخلاق. الصورة الواضحة هنا أن الأشخاص الذين يتصرفون لا أخلاقيا هم أشخاص يركزون بشدة على عمل الأفضل لأنفسهم، حتى على حساب الآخرين.

أما بالنسبة لمواجهة الورطة الأخلاقية، فهناك عدة عوامل مؤثرة منها: احتمالية العواقب وحجمها. فلا شك أن كلما قلت العواقب وقل حجمها، زادت احتمالية تصرف الفرد بشكل لا أخلاقي. وأخيرا، البرميل السيئ الذي لا يقل أهمية عن غيره، ويتمثل في بيئة العمل وطبيعتها. البيئة الأخلاقية، بمعنى البيئة التي يتم فيها التأكيد على السلوك الأخلاقي وممارسته، تلعب دورا كبيرا في طريقة تصرف موظفيها.

لا شك أن من الأفضل أن يكون رؤساء العمل واعون لهذا العوامل. على الرغم من أنه من غير الوارد أن يقوم المدراء بمحاولة تغيير شخصية موظفيهم، لكن الوعي بهذه الشخصيات المختلفة يساعد بأن يقوم المدير بتكفيل كل موظف بما يتناسب مع شخصيته بحيث لا يستطيع أن يضر أحدا ما كان. أيضا، بحكم الصلاحيات التي يمتلكها المدير، ف هو في وضع جيد ل تنظيم عوامل بيئية تعزز التصرفات الأخلاقية بين الموظفين وأهمها كما ذكرت سابقا التشديد على الدستور الأخلاقي للتأثير على طريقة تصرفهم بشكل إيجابي وأخلاقي. في الواقع، هذا بالضبط ما هو متوقع منهم!