التطوير المستمر (Continuous Improvement)
الأحد - 06 ديسمبر 2020
Sun - 06 Dec 2020
من الأمور الملاحظة في كثير من المؤسسات والمنظمات أنه عندما تستحدث نظاما إداريا أو فنيا جديدا يكون له وهج في النتائج والمخرجات في البدايات، وعندما تمضي فترات من الزمن على وجود هذا النظام تتمايز تلك المنظمات بعضها عن بعض تجاه فوائد هذه الأنظمة على سلوكها الإداري والفني، قد تجد بعض المؤسسات في تألق دائم، وينمو سلوكها الإداري والفني من فترة زمنية إلى أخرى، بينما بعضها الآخر تجده كما نقول في لهجتنا الدارجة «على حطة اليد» لم تتغير أو لربما تراجع أداؤها عن ذلك السلوك القديم.
مشهد آخر أيضا يتكرر في الأجواء الإدارية، عندما تتكون لجنة أو تتشكل مبادرة في شكل مشروع إصلاح إداري وفني داخل تلك المنظمة، يكون العمل مميزا من خلالها ومخرجاتها أيضا، تحقق تلك الأهداف التي قامت من أجلها، ولكن بمجرد انتهائها قد ينتهي أثرها أو تتمارض يوما بعد آخر حتى تأتي نقطة نهاية السطر.
لا يمكن رد هذا الأمر لسبب واحد فحسب، كما هو طبيعة الحال للمشاكل المركبة، ولكن وجود عدة عوامل متغيرة قد تساهم في تكوين هذه المعضلة، مثل ثقافة المؤسسة الداخلية أو طبيعة العوامل الإدارية أو أيضا طبيعة النمط التغيري المناسب التي تم اتخاذه وغيرها من العوامل، ولكن بالتأكيد سيكون حجر الزاوية في هذا المعضلة المركبة، هو ما تأسست لأجله تلك الأنظمة أو المبادرات، وهو مفهوم التطوير المستمر (Continuous Improvement).
لماذا التطوير المستمر هو حجر الزاوية في التألق المستمر للأنظمة؟
أولا، لطبيعة الأشياء والإنسان والأنظمة من حولنا، لا يمكن لها أن تكون مثالية، والنقص والخطأ سيكونان مهما كانت كفاءة الأمر الذي في حوزتنا، فتناغما مع هذه السنة الكونية كان لمفهوم التطوير المستمر الضرورة التي تحتل المرتبة العليا في تطبيق الأنظمة والمفاهيم، وإلا سيكون مصيره التقادم والتهافت حتى الوصول لنقطة عدم تحقيق الأهداف والاستراتيجيات من خلالها.
ثانيا، تأمل في أغلب المناهج الإدارية الرائعة التي اخترعها البشر مثل (LEAN - KAIZEN - - SIX SIGMA DMAIC PDCA-) وغيرها من المناهج وتطبيقات الأنظمة التي خرجت من عباءتها، ستجد أحد أهم عناصرها فضلا عن أكبر أسرارها المرئية هو عملية التطوير المستمر، التي تهيمن على جميع العناصر الأخرى ضمن محتوياتها، لذلك عندما لا يقع التطوير المستمر في أول القائمة - فضلا عن عدم الاهتمام به كبقية العناصر الأخرى - سيكون ذلك بذرة الفناء التي ستسقطه يوما ما أو تجعله مريضا لا يقوى على النهوض بتلك المؤسسة أو المنظمة.
بعبارة أخرى، لو كان هناك مؤسستان، إحداهما أوجدت نظاما ما وكان النظام - تجاوزا نقول إنه - هشا، ولكن أخذت في اعتبارها مفهوم التطوير المستمر؛ الركن الأساسي لنجاح أي نظام، بينما مؤسسة أخرى أسست لنظام حديث متكامل، ولكن في تطبيقها لهذا النظام لم تعط الاهتمام الأكبر لجانب التطوير المستمر، أقول إذا استمر الحال هكذا لفترة طويلة، فلن يكون مثار دهشة واستغراب أن المؤسسة الأولى صاحبة النظام الهش تقدمت كثيرا في أمورها الإدارية والفنية، فضلا عن أن نظامها الهش أصبح قويا، وتغيرت كثيرا من ملامحه إلى الأفضل بسبب الفهم والتطبيق لمفهوم التطوير المستمر، بينما المؤسسة الأخرى ما زالت تراوح المكان عند تلك المخرجات التي ظهرت في بداية تأسيس نظامها الحديث.
أعتقد أن نجاح أي مؤسسة والأنظمة الإدارية التي تحتويها مرتهن بوجود قوالب عمل رسمية مخصصة فقط في جانب التطوير المستمر لهذه الأنظمة، كوجود إدارات أو أقسام خاصة عملها الأساسي متابعة هذا الجانب أو تكون مؤشرات الأداء التي تصب في هذا الجانب لها وزن يماثل أهمية مفهوم التطوير المستمر أو يكون جميع الأعمال لها اجتماعات ومراجعات دورية ثابتة هدفها الوحيد فعالية جانب التطوير المستمر.
fahdabdullahz@
مشهد آخر أيضا يتكرر في الأجواء الإدارية، عندما تتكون لجنة أو تتشكل مبادرة في شكل مشروع إصلاح إداري وفني داخل تلك المنظمة، يكون العمل مميزا من خلالها ومخرجاتها أيضا، تحقق تلك الأهداف التي قامت من أجلها، ولكن بمجرد انتهائها قد ينتهي أثرها أو تتمارض يوما بعد آخر حتى تأتي نقطة نهاية السطر.
لا يمكن رد هذا الأمر لسبب واحد فحسب، كما هو طبيعة الحال للمشاكل المركبة، ولكن وجود عدة عوامل متغيرة قد تساهم في تكوين هذه المعضلة، مثل ثقافة المؤسسة الداخلية أو طبيعة العوامل الإدارية أو أيضا طبيعة النمط التغيري المناسب التي تم اتخاذه وغيرها من العوامل، ولكن بالتأكيد سيكون حجر الزاوية في هذا المعضلة المركبة، هو ما تأسست لأجله تلك الأنظمة أو المبادرات، وهو مفهوم التطوير المستمر (Continuous Improvement).
لماذا التطوير المستمر هو حجر الزاوية في التألق المستمر للأنظمة؟
أولا، لطبيعة الأشياء والإنسان والأنظمة من حولنا، لا يمكن لها أن تكون مثالية، والنقص والخطأ سيكونان مهما كانت كفاءة الأمر الذي في حوزتنا، فتناغما مع هذه السنة الكونية كان لمفهوم التطوير المستمر الضرورة التي تحتل المرتبة العليا في تطبيق الأنظمة والمفاهيم، وإلا سيكون مصيره التقادم والتهافت حتى الوصول لنقطة عدم تحقيق الأهداف والاستراتيجيات من خلالها.
ثانيا، تأمل في أغلب المناهج الإدارية الرائعة التي اخترعها البشر مثل (LEAN - KAIZEN - - SIX SIGMA DMAIC PDCA-) وغيرها من المناهج وتطبيقات الأنظمة التي خرجت من عباءتها، ستجد أحد أهم عناصرها فضلا عن أكبر أسرارها المرئية هو عملية التطوير المستمر، التي تهيمن على جميع العناصر الأخرى ضمن محتوياتها، لذلك عندما لا يقع التطوير المستمر في أول القائمة - فضلا عن عدم الاهتمام به كبقية العناصر الأخرى - سيكون ذلك بذرة الفناء التي ستسقطه يوما ما أو تجعله مريضا لا يقوى على النهوض بتلك المؤسسة أو المنظمة.
بعبارة أخرى، لو كان هناك مؤسستان، إحداهما أوجدت نظاما ما وكان النظام - تجاوزا نقول إنه - هشا، ولكن أخذت في اعتبارها مفهوم التطوير المستمر؛ الركن الأساسي لنجاح أي نظام، بينما مؤسسة أخرى أسست لنظام حديث متكامل، ولكن في تطبيقها لهذا النظام لم تعط الاهتمام الأكبر لجانب التطوير المستمر، أقول إذا استمر الحال هكذا لفترة طويلة، فلن يكون مثار دهشة واستغراب أن المؤسسة الأولى صاحبة النظام الهش تقدمت كثيرا في أمورها الإدارية والفنية، فضلا عن أن نظامها الهش أصبح قويا، وتغيرت كثيرا من ملامحه إلى الأفضل بسبب الفهم والتطبيق لمفهوم التطوير المستمر، بينما المؤسسة الأخرى ما زالت تراوح المكان عند تلك المخرجات التي ظهرت في بداية تأسيس نظامها الحديث.
أعتقد أن نجاح أي مؤسسة والأنظمة الإدارية التي تحتويها مرتهن بوجود قوالب عمل رسمية مخصصة فقط في جانب التطوير المستمر لهذه الأنظمة، كوجود إدارات أو أقسام خاصة عملها الأساسي متابعة هذا الجانب أو تكون مؤشرات الأداء التي تصب في هذا الجانب لها وزن يماثل أهمية مفهوم التطوير المستمر أو يكون جميع الأعمال لها اجتماعات ومراجعات دورية ثابتة هدفها الوحيد فعالية جانب التطوير المستمر.
fahdabdullahz@