وحدها تفعل كل ذلك!

من متع الدنيا الجميلة أن تقضي وقتا ماتعا وبيدك قهوة ساخنة مع إنسان يسكن حبه شغاف قلبك. وسر المتعة هنا ليس القهوة الساخنة ولا موسيقى آديل الهادئة.. إنما هذا الإنسان الذي تحب. لهذا يصل لذات النشوة آخر يمارس المتعة نفسها على رأس طعس في نفود بالشمال، وآخر على خرير سيل في شعيب الجفير. الماديات التي تظهر في سناب والتفاصيل المبالغ فيها لا تصنع وحدها المتعة والأنس وشراحة الخاطر، الجلسة مع من تحب في المكان الذي تحب، وحدها تفعل كل ذلك.

الصداقة معنى جميل، له تفاصيل وأبعاد. أن تجد روحا ترتاح لها.. لا تتكلف معها.. لا تتقمص شخصية ليست شخصيتك، ولا دورا ليس دورك، ولا حياة تشبه حياتك. الصديق الحقيقي هو ذلك الذي إذا ضاقت عليك الدنيا، رفعت سماعة الهاتف عليه، وأنت تدرك يقينا أنه مستعد أن يتخلى عن مشاغل الدنيا لأجلك، ويترك أعماله المتراكمة لسواد عينك.. ليس لأنه يرجو من خلفك مصلحة أو مالا، وإنما هو حب صادق صاف نقي طاهر، لأنك ستفعل ذات الشيء تجاهه.

الصداقة كمية من المشاعر والقيم وشاحنة من الكلمات تحتاج لغة ليفهمها الطرف الذي أمامك. ولهذا لكل إنسان لغة الحب الخاصة به، ولكل إنسانة لغة الحب الخاصة بها. أن تفهم لغات الحب المختلفة يعني أنك قطعت شوطا طويلا في طريق الحب. هناك لغة الكلمة الحلوة والعبارة الدافئة. هذا النوع من الأصدقاء تأسره كلمة جميلة هنا وعبارة لطيفة هناك. هذه لغته، طراوة اللسان مفتاح كنز المشاعر الخاص به، حافظ عليه.

صنف آخر لغة الحب الخاصة به مختلفة تماما. لغة الحب الخاصة به عدد فزعاتك معه. مصفوفة (خدمته وما خدمني.. خدمني وما خدمته) هي معيار الصداقة، وهو معيار لا تراه في من حولك محليا فحسب، بل هو موجود في كل أصقاع الدنيا، وهناك من كتب عن هؤلاء. وهي لغة حب موجودة، معرفتك بها وإدراكك لمن أمامك يسهل عليك الكثير في التعامل مع هؤلاء. لأنك قد تحب إنسانا حبا صادقا يتحدث لغة حب لا تعرفها ثم يحدث التنافر.

فئة أخرى لا يشكل الكلام العذب ولا خدمتك له شيئا. لغته الخاصة هي آخر هدية منحته إياها، وخصوصا النساء. ليس بالضرورة هدية باهظة الثمن، وإنما باقة ورد بدون مقدمات تصنع لحظة تشعل كل حساسات المشاعر تجاهك. مقياسه الخاص أنك تذكرته وأخذت الوقت في البحث لإدخال الفرحة على قلبه. وهناك لغات حب أُخرى، اعرفها سواء في حياتك الخاصة، أو مع عملائك كمسوق، لتدخل لقلوبهم وتضمن ولاءهم الدائم لمنظمتك.

mHatHut@