أحمد صالح حلبي

مبنى أدبي مكة لم يتعثر!

الخميس - 03 ديسمبر 2020

Thu - 03 Dec 2020

تظهر بين الفينة والأخرى دعوات تطالب بدعم نادي مكة الثقافي الأدبي ماديا لاستكمال مشروع مبناه الواقع على الطريق الدائري الثالث، في الأرض الممنوحة له من قبل الدولة، ليكون معلما بارزا أمام الزوار، وما نعرفه ويعرفه كثيرون أن النادي ليس بحاجة إلى أي دعم مالي لاستكمال مشروع مبناه، لعدة أسباب، أبرزها امتلاكه القدرة المالية لاستكمال المشروع، والمتمثلة فيما يلي :

1ـ 14 مليون ريال تمثل قيمة مبنى النادي السابق بحي العزيزية الذي بيع عام 1431هــ، كما أوردت ذلك الصحف المحلية حينها.

2 ـ 10 ملايين ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، في عام 1432هـ بمناسبة عودته من رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح.

3 ـ 10 ملايين ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، في عام 1436هــ لدعم الأندية الأدبية، والأندية الرياضية المسجلة رسميا بالمملكة.

وهذا يعني انه يمتلك نحو 34 مليون ريال سيولة مالية في حسابه، عدا الدعم الحكومي السنوي، ورسوم العضويات.

وقد أوضح رئيس النادي - الأسبق - الدكتور سهيل قاضي في تصريح صحفي نشر في 13 مايو 2011 أن تكلفة إنشاء المبنى تبلغ 21 مليون ريال، وقال حينها إن «مبلغ 10 ملايين ريال التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ بصرفها دعما للأندية وأنشطتها الثقافي، يمثل نحو 50% من قيمة المبنى الذي سينشأ مقرا للنادي على الطريق الدائري».

وفي تصريح صحفي نشر في 24 نوفمبر 2013، أوضح رئيس النادي الحالي الدكتور حامد الربيعي أن المبنى الجديد يتكون «من دورين وبدروم بالإضافة إلى مواقف السيارات ويشمل صالة للمحاضرات ومسرحا وقاعة للاجتماعات ومكاتب إدارية، وتبلغ تكلفته 23 مليون ريال».

ومن هنا يتضح أن السيولة المالية التي يمتلكها النادي تفوق تكلفة إنشاء المبنى، وأن الأسباب في تأخر التنفيذ عائد للخلافات التي شهدها النادي منذ انتخاب مجلس الإدارة في 27/6/1432هـ، فرغم أن النتائج أفرزت فوز عشرة مرشحين من ذوي التأهيل العلمي والخبرة العملية، فحصد الدكتور عدنان فايز الشريف الحارثي المركز الأول بـ 62 صوتا، ونال المركز الثاني الأستاذ نبيل عبدالسلام أحمد خياط 53 صوتا، وجاءت بقية النتائج على النحو التالي: الدكتور عبدالله إبراهيم يوسف الزهراني 52 صوتا، الدكتورة هيفاء عثمان فدا 50 صوتا، الدكتور أحمد نافع المورعي 49 صوتا، الدكتور ناصر دخيل الله فالح السعيدي 41 صوتا، الأستاذة أمل محيسن عواض القثامي 39 صوتا، المهندس عبدالله محمد عبدالله الشهراني 38 صوتا، الدكتور حامد صالح الربيعي 36 صوتا، الدكتور السيد عبدالله محمد حسن فدعق 34 صوتا، إلا أنها لم تمكن كثيرا من الفائزين بها من الاستمرار داخل مجلس الإدارة، فدبت الخلافات وقدمت الاستقالات، حتى غدا النادي يدار حاليا برئيس وعضوين!

وللحقيقة أقول إن من يزر موقع المبنى خلال الفترة الحالية يرى بدء أعمال الواجهات الأمامية، وهذا يعني أن الخلاف في تصميم المبنى أو واجهاته قد انتهى، كما أنه ليس بحاجة إلى أي دعم مالي فخزينته قادرة على تنفيذ ضِعف المبنى.

قبل أن يطالب البعض بدعم النادي ماديا، أتمنى أن يسألوا عن سبب انخفاض أعداد أعضاء الجمعية العمومية، وأن يطالبوا بالعمل على فتح أبواب النادي أمام الجميع، وألا يكون منحصرا على أشخاص محددين، فنرى أحد أعضاء الجمعية العمومية تارة محاضرا، وتارة مدير أمسية، وتارة راعيا لفعالية.