شاهر النهاري

إيران مستهدفة من كل الجهات

الاثنين - 30 نوفمبر 2020

Mon - 30 Nov 2020

رغم تطاول أذرع إيران إلا أنها تظل مفتتة من الداخل، بوجود جحافل المعارضين، ومجاهدي خلق، والعرب الأحوازيين، والتركمان والبلوش والأذريين ممن يعاملون بعنصرية الانتقاص والنار والمعتقلات والمشانق العمياء. أضف لذلك تشتت الزعامات والقيادات وتوجسها، ففي الخفاء تحارب كل عمامة عمامة.

حرائق وتفجيرات لمحطات الطاقة ومفاعل نطنز النووي، في عقر دار الحرس الثوري، الذي احترق مثله الأعلى قاسم سليماني، ما يعظم الشك في أقرب الأقربين.

في سوريا ضربات مركزة عجيبة على قواعد ومطارات وتجمعات ميليشيات إيران، وتصمت إسرائيل، وزعيمها نتنياهو يبتسم بنظرات ذات معان.

اغتيالات عديدة لكل من يثبت أنه قادر على تمكين ثورة إيران من امتلاك الأسلحة النووية، كان آخرهم الأب الروحي للشر محسن فخري زاده، وليس الأول، ولن يكون الأخير.

شك عظيم تعيشه قيادات حكومة إيران وميليشياتها الواهمة، وكل منهم يخشى الآخر، فمن سيتغدى بمن قبل أن يتعشى به؟ هيبة وجبروت الرجل الخفي تأتي من أنه يفعل ما يريد، بقدرات إلكترونية فائقة التقدم، لم يحن الوقت للكشف عنها.

وهنالك أدلة عظيمة على أن الداخل الإيراني مختل أمنيا واستخباراتيا، وأن الأوضاع مرشحة لكثير من الاختراقات والخراب والدموية والجواسيس والخيانات، التي تنبع من مرارة العمق.

زيادة التسليح الإيراني وتجييش الميليشيات وتطوير الصواريخ الباليستية، والسعي المستميت لامتلاك الأسلحة النووية، يحفزان الرجل الخفي للاستمرار في تبديد هذه الأحلام، مستعينا بيقين وفدائية من يساعدونه، ومن يضحون بالغالي لإفشال خطط الثورة المريضة.

الغيبوبة الأيديولوجية، التي تعيشها إيران، والتي تقودها يوما بعد يوم إلى حتفها، تظل تتعسر سبلها، وتنكشف للعالم أطماعها، وتنفضح قدراتها في إكمال مسيرة تخريب عقول أتباعها من الميليشيات العربية المغسولة، التي غفل عنها الوعي العربي كثيرا، وساعدتها مصالح السياسة العالمية، ويظل السؤال الأكبر يطرح بجدية: ماذا سيحدث للعالم أجمع لو امتلكت عبثية إيران السلاح النووي؟ وكيف يمكن التحكم به، وهو يدار بأيدي الناحرين المتناحرين؟!

معظم دول العالم الغربي شعرت مؤخرا بما يحاك ضدها في الخفاء، باكتشاف جواسيس ومتفجرات ومخططات إرهابية واغتيالات مكملة لمطامع ثورة طهران، وهي تنفذ بأموال مطيتها قطر.

الرجل الخفي يعرف كيف يحاسب ويعاقب، دون كشف قناعه، ودون الإمساك بالعصا، هو فقط ينتظر الفرص السانحة، لتحريك خيوطه من على البعد.

إيران المحبطة المرتعبة تهدد أمريكا وإسرائيل وهي عاجزة عن الرد، مع يقينها بأن منتهى العداء والتآمر قد يحدث من أقرب الحلفاء لها، حلفاء كذبة يستفيدون بأفعالها الشريرة، ولكنهم عند حد معين لا بديل لهم من خيانتها والتخلص منها جذريا.

إن كانت إسرائيل هي الرجل الخفي، فأظنها تعلم أن الوقت معها، وأن الحبال بيديها، والحماية الأمريكية تظل ترعاها حتى وإن تغير الرئيس الأمريكي مرات عديدة، فهي لن تسمح لإيران بأن تمتلك سلاحا نوويا يفاقم فوضى المنطقة، ويهدد الكيان الإسرائيلي.

معضلة وأي معضلة، فإيران الثورة جغرافيا تلاصق دول الخليج العربي، التي تسعى لبلوغ المستقبل والنهضة والتقدم والرخاء والأمن والسلام، والحكومة الإيرانية لا يمكن أن تفهم هذا المنطق، ولن تسمح به حتى لشعبها، الذي عاش أربعة عقود وهو مختنق مكروه منعزل، يجبر على ترديد الهتافات بالموت لأمريكا، وإسرائيل، والموت الزؤام يحيط به من كل جانب.

shaheralnahari@