شاكر أبوطالب

تصريح ولي العهد.. ملخص تنفيذي وكشف حساب

الاحد - 29 نوفمبر 2020

Sun - 29 Nov 2020

بعد حضور الأمير محمد بن سلمان واستماعه لكلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى، أدلى بتصريح مهم جدا عن الوضع الراهن للمملكة، قارن من خلاله بين مؤشرات الأداء الحكومي في الفترة القصيرة الماضية، بلغة رقمية تدعمها الأمثلة وقصص النجاح.

حدد التصريح أن المملكة حققت في أقل من أربع سنوات إنجازات غير مسبوقة، هذه الفترة الوجيزة والسريعة تبدأ من تاريخ تعيين سموه وليا للعهد في 21 يونيو 2017م، قبل ثلاث سنوات وأربعة أشهر و22 يوما.

ويمكن وصف التصريح بأنه ملخص تنفيذي عن (رؤية السعودية 2030) والأداء الحكومي، مكتوب بأسلوب موجز، ووفق تسلسل منطقي غايته إيضاح التغيير والتطوير. ويمكن تقسيمه إلى أربعة محاور أساسية على سبيل التصنيف وليس الترتيب، المحور الأول تضمن أربع رسائل شكر، اثنتان منها مرفوعة لمقام خادم الحرمين الشريفين لما تضمنته كلمته الضافية في مجلس الشورى، وإطلاق الفرص ودعم العمل والإنجاز.

والثالثة للشعب السعودي نظير مساهمته في تحقيق الإنجازات، والأخيرة للقطاعين العام والخاص مقابل تكاملهما لتحقيق الرؤية.

وركّز المحور الثاني على المستهدفات المستقبلية لبرامج الرؤية في تأكيد جديد على أهميتها وموقعها في قائمة أولويات عمل الحكومة، وبأن المملكة مستمرة في طموحها لتجاوز تلك المستهدفات وليس تحقيقها فقط.

وأكّد المحور الثالث على المبادئ الأساسية للعمل الحكومي والجهود التنموية، وفي مقدمتها تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، والاستمرار في مواجهة التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والاعتدال.

وضم المحور الرابع ما يشبه «كشف الحساب» بما تم إنجازه ومقارنته بما كان منجزا في السابق.

وعلى صعيد استحواذ الموضوعات، نجد أن 73% من محتوى التصريح تم تخصيصه للحديث عن مضاعفة حجم الاقتصاد وتنويعه، وتنمية وتعزيز الناتج المحلي غير النفطي، وتطوير أداء صندوق الاستثمارات العامة، وأثر برامج الرؤية في جميع القطاعات، وجهود الحد من آثار الجائحة، والنقلة النوعية في القطاعات الجديدة، وزيادة معدلات التوظيف وإصلاح بيئة العمل وتطوير الخدمات.

فيما أبرز ما نسبته 14% من المحتوى الجهود في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف، ثم 7% لجهود تمكين المرأة وتحسين العلاقة التعاقدية للوافدين، و6% عن الحملة المستمرة للقضاء على الفساد.

ومن الرسائل المهمة التي يمكن قراءتها من التصريح، حرص ولي العهد على تقدير جهود الشعب السعودي والقطاعين العام والخاص، لإشعار الجميع بأهمية جهودهم وقيمة ما أنجزوه، والتأكيد على روح الفريق الواحد، والإبقاء على مستويات عالية من الحماس.

وقبل ذلك كله، بث روح الثقة في الجميع لتشجيعهم على مواصلة العمل لإنجاز المزيد، إضافة إلى إبراز قصص النجاح في الإنجازات التي تجاوزت المستهدف منها في وقت مبكر، كما جاء عن قطاع الإسكان، أو ضرب الأمثلة على الإنجازات المؤثرة، كما ورد عن صندوق الاستثمارات العامة، وتمكين المرأة، والتحول الرقمي، والرياضة، وغيرها من الأمثلة التي تسهم في تحفيز المنافسة والابتكار بين القطاعات والوزارات.

في المقابل، يمكن استشعار عدم الرضا عن أداء بعض القطاعات، ومن ذلك عدم ورود أي منجز ثقافي في التصريح، رغم مضي عامين ونصف العام على إنشاء وزارة الثقافة، إلى جانب الرسالة الواضحة لوزارة الإعلام بضرورة مضاعفة الجهود لتفعيل قنوات التواصل مع المجتمع، من خلال تكليف وزير الإعلام والوزراء المعنيين بعقد مؤتمر صحفي دوري لمناقشة مستجدات أعمال الحكومة، في دلالة قوية على أولوية الشفافية لدى ولي العهد، وأهمية التواصل مع وسائل الإعلام للإجابة عن استفساراتها وأسئلتها، بوصفها شريكا مهما لتطوير الأداء وإبراز الإنجاز.

shakerabutaleb@