على مشارف الثمانينات
الأحد - 29 نوفمبر 2020
Sun - 29 Nov 2020
كلما تقدمت بي السنوات، ازداد حنيني إلى أيام الصبا وإلى أولى الخطوات على مشارف الشباب الواعد. أحن إلى زمن مضى ولن يعود، زمن كانت تطغى عليه بساطة الحياة. كنا نتأرجح فيه بين فصول السنة؛ نعيش الشتاء بتفاصيله، نتأبط فيه ذكريات الطفولة الجميلة وأحلام الشباب الطموحة. يأتي الصيف، نمضيه في التجمعات العائلية والسهرات العائلية، ننظم القوافي والأشعار ونتبادل فيه الأدوار على أضواء السراج.
وسط هذه الفوضى التي أصبحنا نعيشها اليوم، وهذه الرأسمالية التي قادت الإنسانية إلى حتفها، أجدني بعيدا عن هذا العالم الذي لا يشبهني، وأجزاء مني تسكن الزمن الماضي ولم تستطع إلى حدود اللحظة الراهنة أن تنساب وسط الحاضر.
تسافر بي الذاكرة دائما إلى فترة الثمانيات من القرن الماضي، حيث كانت السعادة تنأى بنا على مشارف بساطة الحياة، وكل الأشياء كانت تدعونا إلى ممارستها بطولها وعرضها. بعيدا عما نعيشه اليوم، وعن الأشياء التي جعلتنا نجتاح طرقات التقدم والحداثة ونغوص في الأيام المتشابهة التي يتخللها الملل والقلق والسعي خلف الأهداف المادية.
كانت حياتنا تتأرجح بين الاستيقاظ باكرا والعمل غالبا في الفلاحة ورعي الماشية وسط البراري والصحاري، ونعود لتناول الطعام الصحي والطبيعي ونكمل العمل ألى أن يمسي المساء ويحل الليل، نعطي العنان للراحة تحت نجوم السماء.
اشتياقنا لبساطة الحياة تلك، ينادينا لإعادة النظر في وضعنا الحالي ومحاولة إعادة ترميم حاجاتنا ورغباتنا بعيدا عن الفتنة الأيام التي وصلنا إليها. من الممكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا اليوم وأن نخطط لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن هذا الزخم الذي جعلنا ننسى أنفسنا.
أصبحنا نترقب حدوث معجزة ما لنتمكن من الهروب بأنفسنا إلى عالم ننتمي إليه وينتمي إلينا، وننتظر أقرب فرصة من أجل إعادة إحياء ذكريات الزمن الجميل.
في الختام، صحيح أن العمر يمضي مهرولا وفي كل صباح يسائلني الفنجان هل ترانا ننسى حين نكبر؟ في كل مرة أرد عليه قائلا: في الحقيقة كل شيء جميل لا ينسى ويظل محفورا في الذاكرة يتحرش بها في كل لحظة، واختيار إعادة إحياء بساطة الحياة بين أيدينا.
وسط هذه الفوضى التي أصبحنا نعيشها اليوم، وهذه الرأسمالية التي قادت الإنسانية إلى حتفها، أجدني بعيدا عن هذا العالم الذي لا يشبهني، وأجزاء مني تسكن الزمن الماضي ولم تستطع إلى حدود اللحظة الراهنة أن تنساب وسط الحاضر.
تسافر بي الذاكرة دائما إلى فترة الثمانيات من القرن الماضي، حيث كانت السعادة تنأى بنا على مشارف بساطة الحياة، وكل الأشياء كانت تدعونا إلى ممارستها بطولها وعرضها. بعيدا عما نعيشه اليوم، وعن الأشياء التي جعلتنا نجتاح طرقات التقدم والحداثة ونغوص في الأيام المتشابهة التي يتخللها الملل والقلق والسعي خلف الأهداف المادية.
كانت حياتنا تتأرجح بين الاستيقاظ باكرا والعمل غالبا في الفلاحة ورعي الماشية وسط البراري والصحاري، ونعود لتناول الطعام الصحي والطبيعي ونكمل العمل ألى أن يمسي المساء ويحل الليل، نعطي العنان للراحة تحت نجوم السماء.
اشتياقنا لبساطة الحياة تلك، ينادينا لإعادة النظر في وضعنا الحالي ومحاولة إعادة ترميم حاجاتنا ورغباتنا بعيدا عن الفتنة الأيام التي وصلنا إليها. من الممكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا اليوم وأن نخطط لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن هذا الزخم الذي جعلنا ننسى أنفسنا.
أصبحنا نترقب حدوث معجزة ما لنتمكن من الهروب بأنفسنا إلى عالم ننتمي إليه وينتمي إلينا، وننتظر أقرب فرصة من أجل إعادة إحياء ذكريات الزمن الجميل.
في الختام، صحيح أن العمر يمضي مهرولا وفي كل صباح يسائلني الفنجان هل ترانا ننسى حين نكبر؟ في كل مرة أرد عليه قائلا: في الحقيقة كل شيء جميل لا ينسى ويظل محفورا في الذاكرة يتحرش بها في كل لحظة، واختيار إعادة إحياء بساطة الحياة بين أيدينا.