مهند محمد الساعدي

التخطيط المستدام وتحديات المستقبل

الخميس - 26 نوفمبر 2020

Thu - 26 Nov 2020

نتيجة للتطور الاقتصادي العالمي الذي تشهده عديد من كبرى المدن في العالم، والزيادة في نمو السياحة، بدأت تعاني بعض تلك المدن من الزيادة في التلوث البيئي، والتغيرات المناخية المؤدية إلى زيادة الظواهر الطبيعية القاسية كظاهرة الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية، مما سبب آثارا مضرة بالصحة بالرغم من التحسينات التي يتم إدخالها على التكنولوجيا المستخدمة في وسائل النقل المستخدمة فيها، هذا ما دفع بعض تلك المدن إلى تطبيق أنظمة النقل الذكية والنقل المستدام، ويقصد بها أي وسيلة نقل ذات تأثير بيئي قليل، وما تحققه من نتائج إيجابية على المديين القريب والبعيد، كتوفير الخدمات بكل يسر ورفاهية، وتوفير فرص العمل للأفراد، وكذلك للتقليل من الانبعاثات والحد من الآثار السلبية على البيئة الناتجة عنها وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بطرق آمنة ومرنة وسهلة المنال.

ولأهمية أنظمة النقل الجديد المزمع تنفيذها في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، فإنه من الأهمية بمكان أن تكون تلك الأنظمة الجديدة وفق تخطيط حضري مستدام، بهدف الوصول إلى ترشيد قطاع النقل العام في المملكة، كونها مترامية الأطراف، وذلك من خلال الحد من استعمال المركبات وتشجيع العمل عن بعد، خاصة بعد أن أثبتت أنظمة العمل لدينا أخيرا مرونة عالية ومتزنة في العمل عن بعد. بالإضافة إلى تعديلات أراها من وجهة نظري ضرورية لإدخالها على سلوكيات المواطن والمقيم، بتشجيعهم على السير وركوب الدراجات كونها من خيارات النقل الصديقة للبيئة، وتوفير البنية التحتية لاستخدام السيارات الكهربائية لضمان كفاءة الاستخدام الجيد للوقود، وتحسين بنية النقل بشكل تفاعلي لكونها ربطت ما بين تخطيط النقل واستغلال الأرض واستثمارات النقل.

وللوصول إلى نظام نقل مستدام في المملكة، لا بد من الحد من استخدام وسائل النقل ذات الانبعاث الكربوني الكثيف، وبناء مدن وتخطيطها بتصاميم عصرية استنادا لمفهوم «الشوارع الكاملة»، التي تبرز جماليات وحيوية وأمن المكان، واستخدام وسائل نقل أكثر صديقة للبيئة مثل المشي وركوب الدراجات، التي ترفع مستوى السلامة المرورية، واختيار وسائل النقل الموفرة للطاقة مثل السيارات الكهربائية، فمفهوم «الشوارع الكاملة» يتسق بتناغم مع مفهوم «أنسنة المدن»، وقد بدأت عديد من أمانات المناطق بتطبيق هذين المفهومين بشكل متناغم ومدروس.

ختاما، ينبغي القول بأنه من أجل تخطيط مستدام للطرق، لا بد من تشجيع الباحثين السعوديين ودعمهم في تنفيذ الدراسات المتعلقة بأنواع الوقود البديل، وإقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل المحلية والدولية في هذا المجال، من أجل التعرف على آخر التطورات في مجال النقل والمواصلات، وإنشاء البرامج المرتبطة بأنظمة النقل الذكية وتقديم اللوائح والقوانين المتعلقة بتسيير وتنظيم أدوات النقل المستدام والعمل على تطبيقها.