غرائب أول دوري سعودي للسيدات.. دولية تونسية مدربة في ناد ولاعبة بفريق آخر

سناء مناعي: ممارسة كرة القدم لا تلغي أنوثة المرأة
سناء مناعي: ممارسة كرة القدم لا تلغي أنوثة المرأة

الاحد - 22 نوفمبر 2020

Sun - 22 Nov 2020








سناء مناعي مع إحدى البطولات
سناء مناعي مع إحدى البطولات
حضرت من تونس كمدربة لياقة، فتحولت إلى لاعبة واختارت تمثيل فريق التحدي الذي ينافس على لقب أول دوري سعودي لكرة القدم، بعد أن سعى أكثر من فريق لضمها كلاعبة تونسية دولية.

تقول لاعبة المنتخب التونسي النسائي لكرة القدم، سناء المناعي (28 عاما) «إن كرة القدم النسائية وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى التي تمارسها المرأة لا تلغي أنوثتها مهما بلغت درجة المنافسات»، وخصت منتقدي ممارسة السيدات لعبة كرة القدم وجعلها حكرا على الرجال فقط، برسالة تمنت أن تصل لرجال بلادها في تونس، قائلة «المرأة لا تختلف عن الرجل في التحدي واللعب بقلب وبحماس كبير، كما أن لديها الرغبة في الانتصار داخل الملعب كرجل، وحتى وإن احتكت بالرجال في بعض المنافسات أرى أنها أقوى منهم، ولكن تبقى محافظتها على أنوثتها خارج الميادين ولا تفقد كرامتها».

من مدربة للاعبة

وأكدت سناء لـ»مكة» على أنها حضرت إلى السعودية للمرة الأولى هذه السنة بهدف العمل كمدربة في أحد الأندية النسائية الخاصة بلياقة السيدات، وأضافت «حين علمت الفرق النسائية السعودية بأني لاعبة، أظهر لي الكثير منهم الرغبة في ضمي، وأن أخوض غمار أول دوري نسائي سعودي على مستوى كرة القدم كمدربة ومنهم من طلبني كلاعبة، ففضلت اللعب ضمن فريق التحدي، وفي نفس الوقت مدربة بالنادي النسائي».

مشوار وبطولات

وتابعت «لعبت في العديد من الأندية التونسية وحققت عددا من البطولات مع فرق لا تحمل أسماء معروفة شهيرة في تونس كالإفريقي والصفاقسي والترجي وغيرها، بل هناك فرق نسائية مستقلة عن فرق الرجال، ولها دوري خاص بفئة الكبار في الدرجتين الممتازة والأولى، وهناك دوري خاص بالفئات دون 17 و15سنة».

جوكر ولاعبة دولية وذكرت سناء أنها نجحت في تمثيل تونس دوليا خلال منتخب تحت 20 سنة، كما شاركت في تصفيات كأس العالم بكندا وتصفيات الأمم الأفريقية في 2010، ولعبت للمنتخبين الأول والشباب في آن واحد، وزادت «لعبت مع المنتخبات التونسية في مركزي الظهير الأيسر وفي منطقة قلب الدفاع، ومع الأندية تتاح لي عدة خيارات فنية من قبل المدربين باللعب كصانع لعب أو في منطقة هجوم كوني أمتاز باللعب بالقدمين اليمنى واليسرى».

أول تجربة احترافيةوأضافت «حاليا أخوض أول تجربة احترافية خارجية مع انطلاقة أول دوري سعودي نسائي الذي أعتقد أنه تأخر كثيرا في تنفيذه، ولكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا».

وقالت «الكل أبدى تلهفه لانطلاق هذا الدوري قبل جائحة فيروس كورونا التي تسببت في توقف النشاط الرياضي في منتصف مارس الماضي، والآن نخوض غمار الدوري وسط رغبة في المنافسة على اللقب».








 مناعي تلعب دور المدربة وتوجه لاعبة ناشئة              (مكة)
مناعي تلعب دور المدربة وتوجه لاعبة ناشئة (مكة)



تطور اللاعبة السعوديةوبينت سناء مناعي أن هناك تطورا وتحسنا ملموسا في مستوى اللاعبات السعوديات، وقالت «أنا أشارك في بعض الحصص التدريبية مع فريقي التحدي بحكم التزامي العملي مع أحد الأندية اللياقية كمدربة، ووجدت أن هناك فروقات بيني وبين اللاعبات السعوديات من حيث السرعة واللياقة العالية والتكنيك المهاري، وهذا شئ طبيعي نظير حداثة التجربة الكروية النسائية السعودية، ولاحظت أيضا أن اللاعبات السعودية بدأن يتحسن في السرعة والتسديد على المرمى، وليس غرورا مني إن قلت إن اللاعبات يتأثرن بي ويلمسن ذلك عن قرب بحكم الخبرات الدولية التي نقلتها لهن».

وتمنت سناء أن يحظى الدوري النسائي في قادم السنوات بإشراف اتحاد القدم مباشرة لأجل إذابة فروقات الاهتمام بين كرة القدم الرجالية وبين الكرة النسائية.

شغف المشاركةوواصلت «اللاعبات المشاركات في الدوري السعودي لا يلعبن من أجل الحصول على المكافآت المالية التي خصصها اتحاد الرياضة للجميع والمحددة بـ500 ألف ريال، بل إن الجميع متلهف للمشاركة في أول دوري واللعب مستقبلا بطريقة احترافية، كما أنهن ينظرن إلى المشاركة في هذه اللحظة التاريخية بغض النظر عن المكافآت المالية».

اغتنام الفرصةووجهت سناء رسالة للاعبات السعوديات طالبتهن خلالها بضرورة اغتنام فرصة المشاركة في كرة القدم النسائية نظير وجود الإمكانيات الجيدة على المستويين الفردي والجماعي داخل الميدان، فالرسم التكتيكي مثلا بدأ يظهر ويتحسن بشكل لافت للنظر من خلال الفترة القصيرة التي أمضيتها حتى الآن مع فريقي.

بين السعودية وتونسوعن أوجه المقارنة بين رياضة القدم النسائية بتونس والسعودية، أجابت «رياضة كرة القدم التونسية بدأت بنظام الهرم المقلوب انطلقت بسرعة هائلة في 2004، وفي 2008 ووصل المنتخب التونسي لمراحل متقدمة في بطولة الأمم الأفريقية، بعدها خفت أضواء المنتخب التونسي بسبب اعتزال بعض اللاعبات وعدم وجود الاهتمام من قبل الجامعة التونسية، إضافة إلى غياب الأندية الرياضية الرجالية عن استحداث رياضات نسائية، لاسيما على صعيد لعبة كرة القدم، وكرة القدم النسائية السعودية، ومع مرور مراحل تطويرية سيكون لها حضور على مستوى القارة ومن ثم العالمية».