أحمد صالح حلبي

خدمات المليك لضيوف الرحمن

الخميس - 19 نوفمبر 2020

Thu - 19 Nov 2020

تأتي ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، ونحن ننعم بالأمن والأمان والتقدم والازدهار بفضل الله عز وجل أولا، ثم بفضل التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي وقيادته، وهذا التلاحم والترابط يمثل دق الانتماء لهذه الأرض المباركة أرض الحرمين الشريفين التي نعمت في عهد المليك المفدى بنهضة تنموية شاملة وتطور في شتى المجالات.

وحينما يكون الحديث عن الملك سلمان بن عبدالعزيز ومنجزاته وعطاءاته، فإن ما قدمه ويقدمه داخليا وخارجيا يوقفنا أمام دوره الرائد في العمل على تطوير برامج خدمات الحجاج والمعتمرين، والسعي لتوفير أفضل الخدمات لكل من قدم البيت الحرام والمسجد النبوي حاجا أو معتمرا أو زائرا، وفي عهده كانت هناك عديد من الخدمات المستحدثة، لعل أبرزها «مبادرة الطريق إلى مكة»، التي أطلقتها وزارة الداخلية، كواحدة من مبادرات برنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، وأحد برامج رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى الارتقاء بخدمات الحجاج وتسهيل إجراءات سفرهم لأداء فريضة الحج، فمن خلال هذه المبادرة يمكن إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدان الحجاج، وبالتالي يمكنهم الدخول إلى المملكة كأي رحلة داخلية.

وتهدف المبادرة للوصول إلى الحج الذكي من خلال مسار الكتروني موحد، بدءا من إدارة التأشيرة، ومرورا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الحية، وعند وصول الحجاج لن يمروا بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقا، إذ ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما أمتعتهم فتتولى الجهات الخدمية إيصالها إلى مساكنهم.

وتم تنفيذ المبادرة لأول مرة في موسم حج عام 1438هـ على نسبة محددة من حجاج ماليزيا لا يتجاوز عددهم - آنذاك - 1500 حاج، وتم التوسع فيها لتشمل عام 1440هــ حجاج خمس دول، هي: ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، بنغلاديش، تونس، تمثل اثنتين من جنوب شرق آسيا، واثنتين من جنوب آسيا، وواحدة من شمال أفريقيا، وهذا مثال واحد يبرز حرص المليك المفدى على راحة وطمأنينة الحجيج.

ومن مبادرة «الطريق إلى مكة» نقف أمام «منصة الحج الذكي»، التي جاءت هي الأخرى لتسهل على الحاج أداء المناسك من خلال التقنيات التفاعلية، حيث تبدأ تقديم خدماتها من بداية طلب التأشيرة الالكترونية، فترفع العناء عن الحاج للتوجه إلى السفارة أو القنصلية السعودية، إذ يمكنه إدارة التأشيرة الالكترونية من موقعه، وهذا يعني إزالة مشاكل التنقل من مقر سكن الحاج إلى المدينة التي تتواجد بها السفارة أو القنصلية السعودية.

وإن كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شهد عديدا من التطورات في مجال خدمات الحجاج والمعتمرين، فإنه شهد أيضا تحديا قويا، تمثل في الحج الاستثنائي الذي أكد على قدرة السعوديين في مواجهة التحديات، وتمكين الحجيج من أداء نسكهم بيسر وسهولة.

وفي كلمته التي افتتح بها أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، قال المليك المفدى «إننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وقد حرنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية، فاقتصر الحج على عدد محدود من المواطنين والمقيمين، لضمان صحة الحجيج».

وجاء شعار «حج آمن وحي» رسالة للعالم ترجمها واقع عملي من خلال تمكن حجاج 160 دولة من أداء فريضتهم، فسجلوا شهادتهم حول الخدمات الاستثنائية التي حظوا بها طوال إقامتهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

[email protected]