هبة قاضي

العودة لـ"الدوام لله"

دبس الرمان
دبس الرمان

الثلاثاء - 12 يوليو 2016

Tue - 12 Jul 2016

قال لنفسه (أغمض عينيك وكررها حتى تصدقها: أنا أحب عملي، أنا أحب عملي، أنا أحب عملي)، توقف عند المرة الثالثة وأطلق زفيرا طويلا محاولا به التخفيف عن الضيق الذي به، فلا يبدو أن تقنية محاولة التأثير على العقل الباطن التي سمعها في أحد برامج الراديو تصلح معه. شغل السيارة، وصل الدوام، ركن سيارته، نظر إلى المرآة، عدل كشرته وتقطيبة جبينه ونزل من السيارة متجهما استعدادا لمواجهة اليوم الأول من الدوام. من الطبيعي أن تشعر بالمقاومة وعدم الرغبة للعودة للعمل بعد إجازة حافلة بالأوقات الصاخبة والسهرات الصباحية وساعات النوم التي لم يعد لها ملامح. ولكن لكل شيء حلا، وسواء كنت ممن يقرؤون هذا المقال وأنت جالس على مكتبك تتثاءب من التعب، أو كنت ستداوم بعد عدة أيام وتشعر منذ الآن بأن الموضوع يزعجك، فربما بعض من هذه النصائح يفيدك ويساهم في رفع مزاجك العملي. أولا: هيئ نفسك نفسيا وجسديا للعودة. فمن الصعب أن تحاول التأثير على عقلك الباطن وتحسن نفسيتك وجسدك يكاد ينهار من فرط السهر وقلة نوم الليل، عد قبلها للبيت بيوم أو على الأقل عدة ساعات واسترخ وجهز ملابسك وغيرها من الطقوس التي تساعدك على الاسترخاء. ثانيا: قد يكون أحد أهم أسباب الشعور بالضيق هو ذلك الكم من العمل المعلق الذي يقف كالوحش في انتظارك، لذا قد يكون من المفيد لك تخصيص بعض الوقت لمراجعة بريدك الالكتروني وتنظيم أوراقك ومهامك وتخطيطها. ثالثا: لا تعني العودة للدوام انتهاء العيد أو انتهاء الأوقات الجميلة، ذكر نفسك بهذا وقم قبلها فاشتر هدايا بسيطة لزملاء العمل وربما للعملاء بنية إدخال السرور عليهم، باختصار بادر بتحمل مسؤولية تمديد المرح ليطال مكان العمل. رابعا: من المهم جدا أن تذكر نفسك بأن عملك هو رسالتك في الحياة التي تساعد من خلالها الآخرين والتي تعتبر أقوى المحفزات البشرية. أعلم أنه من الصعب تغيير نفسية العودة للعمل. وأعلم أنه يصعب أكثر على أولئك الذين لا يحبون أعمالهم أو لا يقدرونها. ولكن ما أعلمه يقينا هو أن ذلك ليس ذنب العمل نفسه، وليس ذنب العملاء، وعليه فتلك مسؤوليتك أنت. نعم إنها مسؤوليتك أن تصنع من عملك شغفا وعطاء ورسالة حياة تبدع من خلالها وتشعر بقيمتك الذاتية. سواء كان ذلك العمل مديرا تنفيذيا أو حارس أمن، فالشعور بالمسؤولية وتلبية الاحتياج واحد. وربما يكون الشعور القوي بعدم الرغبة في العودة مؤشرا لأن هذا المكان ليس مكانك، ومسؤوليتك أن تحسن في عملك فيه مع البحث الحثيث عن البديل الذي تجد نفسك فيه. [email protected]