رشا العلياني

ما حال التمرة بلا نواة!

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 12 يوليو 2016

Tue - 12 Jul 2016

في الليالي الأخيرة من رمضان كنت قد تأملت «التمرة بلا نواة»، قليل من التفكير بهذه العبارة ستعلم المغزى منها، ولماذا قلنا «التمرة بلا نواة» عوضا عن قولنا «النواة بلا تمرة»! النواة كالأم لبنة المجتمع إن وجدت وصلحت صلح المجتمع وقام عليها، بالتالي تكون قادرة على إنتاج مجتمع قادر على النهوض بنفسه واثقا من أفعاله، أما إن لم يكن لها وجود فسيقوم المجتمع هكذا لينا بدون سند يعاونه وقريبا ما ينهار مع وجود فئات المجتمع الأخرى المخالطة له.

الحال الذي نشهده نحن اليوم ونراه قاسيا وبأعلى درجات الألم. ومع ذكرنا أن الأم هي لبنة المجتمع وأساس بنائه إلا أنه لا يمكننا دوما إحالة الأسباب إليها فقد تعطى يوما ما دور الضحية كما شهدنا في الأيام السابقة.

وعلى الرغم من تعدد المهام التي تقوم بها الأسرة لأبنائها من تربية دينية وأخلاقية ونفسية، وتربية صحية وجسمية وتكوين لشخصياتهم، وتعليمهم العادات والتقاليد المجتمعية، إلا أننا نجد أن هناك من يثير الفجوات مع تكامل كل هذه المهام الأسرية، فينغمر الأبناء داخل تلك الفجوات بالتالي تجردهم من دينهم وذويهم وحتى من أنفسهم فتموت النواة وتفسد التمرة.

هل حقا نعرف الباعث لكل هذا الفساد؟ والهدف المرجو من ورائه؟

أسئلة وأسئلة تطرح في أذهاننا كل يوم، قلة منها يجاب عليه والكثير يبقى عالقا في أذهاننا، الأكبر منها هو: لم تحورت عاطفة الأبناء تجاه الأهل تحديدا؟

جميعنا لاحظ تتابع الأحداث السابقة وتقاربها، وجميعنا يستنكر كل هذه الأفعال، ولا سيما أن بعض مرتكبيها من أبناء هذا الوطن، لذا يجب علينا الحفاظ على ما نملكه من الأرواح، يجب لكل أم أن ترى وتراقب أبناءها، يجب على كل أب أن يتحرك كذلك، البلاء يأتي من الأسباب بلا شك، فبكل بساطة إن قمنا بإزالة الأسباب زال البلاء وانجلت الجرائم.