«فوبيا نوفمبر» تصيب النظام الإيراني بالرعب

الاستخبارات تشن موجة اعتقالات واسعة وتداهم منازل وأماكن المعارضين ضرب وجلد وصعق كهربائي وعنف جنسي وإجبار على تناول مواد كيميائية الطحاوي: العنف الوحشي لقوات الأمن وحملة القمع الدامية صدمت العالم 100 مقطع فيديو يكشف استخدام الأمن للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع العفو الدولية: لم يتم التحقيق الجنائي أو محاسبة أي شخص على عمليات القتل حتى الآن
الاستخبارات تشن موجة اعتقالات واسعة وتداهم منازل وأماكن المعارضين ضرب وجلد وصعق كهربائي وعنف جنسي وإجبار على تناول مواد كيميائية الطحاوي: العنف الوحشي لقوات الأمن وحملة القمع الدامية صدمت العالم 100 مقطع فيديو يكشف استخدام الأمن للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع العفو الدولية: لم يتم التحقيق الجنائي أو محاسبة أي شخص على عمليات القتل حتى الآن

الاثنين - 16 نوفمبر 2020

Mon - 16 Nov 2020








حشود إيرانية خرجت في نوفمبر                                                                                       (مكة)
حشود إيرانية خرجت في نوفمبر (مكة)
أصيب النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامنئي بحالة من الجنون، خشية تكرار المظاهرات التي شهدها شهر نوفمبر من العام الماضي، وتسببت في مقتل أكثر من 1500 شخص، واعتقال وملاحقة عشرات الآلاف.

أطلقت الاستخبارات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة موجة من الاعتقالات في صفوف المعارضين مخافة أن تتكرر الاحتجاجات فيما وصف بـ»فوبيا نوفمبر»، وطالت الاعتقالات شابا مصابا بسرطان الدم، وفق موقع (إيران هيومن رايتس مونيتور).

وأتت الاعتقالات تزامنا مع مخاوف لدى السلطات بأن يخرج المتظاهرون إلى الشوارع لإحياء ذكرى احتجاجات شهر نوفمبر من سنة 2019، حيث داهمت عناصر الاستخبارات في منطقة سونغور بمحافظة كرمنشاه، منازل معارضين سياسيين، واقتادتهم لوجهات مجهولة، دون إصدار أوامر استدعاء.

إسكات الشعب

وأضافت الطحاوي «اعتقدت الحكومة أنها تستطيع إسكات السكان من خلال قطع الاتصال بالإنترنت عن البلاد، لكن الشعب الإيراني كان مصمما على إعلام العالم بالحقيقة، وموقعنا الجديد هو تقدير لشجاعة كل من التقط بالكاميرا مشاهد العنف التي أرادت السلطات إخفاءها».

ويعرض الموقع الالكتروني المصغر - وهو تحقيق مشترك بين منظمة العفو الدولية ومدرسة هيرتي Hertie School، بالشراكة مع مشروع اكتشاف وتحليل انقطاع الإنترنت (IODA) - أكثر من 100 مقطع فيديو تم التحقق منه من 31 مدينة، ويكشف عن الاستخدام المتكرر للأسلحة النارية، وخراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع، من قبل قوات الأمن الإيرانية ضد المحتجين العزل والمارة.

ولم يتم التحقيق الجنائي مع أي شخص أو محاسبته على عمليات القتل حتى الآن، وتدعو منظمة العفو الدولية مرة أخرى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تكليف إجراء تحقيق في عمليات القتل غير المشروع لضمان تقديم المسؤولين عن إصدار الأوامر بارتكاب الجرائم، والتخطيط لها، وتنفيذها، إلى العدالة في محاكمات عادلة.

رصاص في الرأس

ويتذكر الإيرانيون ما حدث في 15 نوفمبر2019، عندما اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران بعد إعلان الحكومة عن فرض زيادة كبيرة في أسعار الوقود، وخلال خمسة أيام من الاحتجاجات قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 304 من الرجال والنساء والأطفال وفق الإحصاءات الرسمية، بينما تقدر المنظمات الدولية الرقم بأكثر من 1500 شخص.

وقتل معظم الضحايا برصاص في الرأس أو الجذع، مما يشير إلى أن قوات الأمن كانت تتبع سياسة إطلاق النار بقصد القتل. ومن المعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بكثير، ولكن التستر المستمر من جانب السلطات الإيرانية يعني أن عدد القتلى الحقيقي قد لا يتم معرفته أبدا.

وفي 16 نوفمبر بدأت السلطات في إيقاف اتصالات الإنترنت في البلاد، ويبين البحث الذي أجرته منظمة العفو الدولية أن ذلك اليوم شهد أيضا أشد الاحتجاجات دموية، حيث قتل ما لا يقل عن 100 من المحتجين والمارة.

تعطيل متواصل

منذ احتجاجات نوفمبر 2019 تم تعطيل الوصول إلى الإنترنت في إيران في مناسبات عدة خلال احتجاجات أخرى.

إن تنظيم الاحتجاجات السلمية، والتحدث علنا ضد سياسات الدولة، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان كلها تعتمد بشكل كبير على القدرة على الوصول إلى الإنترنت، وهو أمر مكفول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وتنضم منظمة العفو الدولية أيضا إلى ائتلاف #KeepItOn، وهو شراكة تضم أكثر من 220 منظمة تقوم بحملات ضد قطع الاتصال بالإنترنت، وقال سام دابرلي رئيس مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية «إن الوصول إلى الإنترنت أمر ضروري لحماية حقوق الإنسان، وخاصة في أوقات الاحتجاج. ويجب على السلطات الإيرانية أن تلتزم بعدم قطع الاتصال بالإنترنت في البلاد مرة أخرى، ويجب أن تحترم الحق في الاحتجاج السلمي».

عمليات مخفية

وتوصل بحث آخر أجرته شبكة التحقق الرقمي التابعة لمنظمة العفو الدولية إلى أنه في الغالبية العظمى من الحالات في مختلف أنحاء البلاد، لم يكن هناك دليل يشير إلى أن المحتجين يشكلون تهديدا وشيكا للحياة، أو التهديد بوقوع إصابات خطيرة، وعلى هذا النحو فإن الاستخدام المتعمد المميت للأسلحة النارية من جانب السلطات لم يكن له أي مبرر، وكان غير قانوني على الإطلاق.

وتنشر البيانات الرئيسة التي جمعتها منظمة العفو الدولية على الموقع الالكتروني المصغر، بما في ذلك صور الضحايا والتفاصيل المتعلقة بقضيتهم، ومكان وفاتهم، ويمكن تنزيلها باللغتين الإنجليزية والفارسية.

وتدعو منظمة العفو الدولية مرة أخرى السلطات الإيرانية إلى ضمان إجراء تحقيقات جنائية مستقلة ومحايدة في كل حالة وفاة خلال احتجاجات نوفمبر، كخطوة أولى نحو وضع حد للإفلات من العقاب.

سيئ السمعة

بعد ساعات من الاستجواب، اقتيد كل من المعارضين سعيد أصغري وسعيد صميمي وكسرة بني عامران إلى العنبر 4 بسجن إيفين، سيء السمعة.

وبينما لم يتح لهم الاتصال بمحام، حكم عليهم بالسجن 5 سنوات بتهمة (التعاون مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية)، و5 سنوات أخرى بتهمة (التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي).

ويعاني كسرة بني عامران (24 عاما) من سرطان الدم، وكان يخضع للعلاج الكيميائي، وأشار الموقع إلى أن احتجاز هذا الشاب يعرضه لخطر أكبر خاصة بسبب جائحة فيروس كورونا.

وتشير أنباء أخرى إلى اعتقال حميد شريف منتصف نوفمبر الجاري، واقتياده إلى العنبر الرابع في سجن إيفين، وكانت (محكمة الثورة) قد حكمت عليه سابقا بالسجن لمدة عام.

وشهدت إيران في الأعوام الأخيرة بعض التحركات الاحتجاجية المرتبطة بشكل أساسي بصعوبات اجتماعية واقتصادية، وانطلقت احتجاجات نوفمبر للاعتراض على ارتفاع أسعار الوقود، لتتطور للمطالبة بمحاسبة فساد النظام الإيراني.

انتهاكات مروعة

اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قوات الأمن الإيرانية بارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في أعقاب قمعها احتجاجات جرت في نهاية العام الماضي، مشيرة بالخصوص إلى عمليات تعذيب واسعة النطاق.

وخلال أسبوعين من انطلاق مظاهرات نوفمبر 2019، قامت قوات الأمن بقمع تلك الاحتجاجات بسرعة وقسوة واعتقلت كثيرين وسط قطع شبه كامل لشبكة الإنترنت.

وقالت (أمنستي) في تقرير بعنوان (سحق الإنسانية) «الاعتقالات الواسعة وحوادث الاختفاء والتعذيب منذ مظاهرات نوفمبر 2019 في إيران جمعت شهادات من عشرات المعتقلين من أصل حوالي سبعة آلاف رجل وامرأة وطفل اعتقلوا، بحسب تقديراتها، في أعقاب تلك التظاهرات».

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن الأجهزة الأمنية والقضائية الإيرانية ارتكبت سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان المروعة، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، وغيره من ضروب المعاملة السيئة.

عنف وحشي

وشملت أساليب التعذيب التي أوردها التقرير: الضرب، الجلد، الصعق الكهربائي، الأوضاع المجهدة، الإعدامات الوهمية، الإيهام بالغرق، العنف الجنسي، الإجبار على تناول مواد كيميائية، الحرمان من العناية الطبية.

وقالت منظمة العفو الدولية أمس «إن السلطات الإيرانية قد قطعت الإنترنت عمدا في الذكرى السنوية لأشد أيام الاحتجاجات دموية».

وتطلق منظمة العفو الدولية موقعا الكترونيا مصغرا جديدا، تحت عنوان (الظلام الإعلامي والإفلات من العقاب)، يذكر أن عمليات القتل التي أخفاها قطع الاتصال بالإنترنت في إيران يوثق كيف تم إخفاء الحملة الدامية التي خلفت ما يزيد عن 1500 قتيل عن أعين العالم.

وقالت ديانا الطحاوي نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية «عندما بدأت أنباء حملة القمع الدامية في الظهور في إيران في نوفمبر الماضي، صدم العالم من مستوى العنف الوحشي لقوات الأمن، وقطعت السلطات عمدا الوصول إلى الإنترنت داخل إيران، مخفية المدى الحقيقي لانتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي كانت ترتكبها في جميع أنحاء البلاد».

الظلام الرقمي

ومع اشتداد الاحتجاجات نفذت السلطات الإيرانية حجبا شبه كامل للإنترنت من خلال أمر مختلف مزودي خدمة الإنترنت بقطعها، لكن مشروع اكتشاف وتحليل انقطاع الإنترنت لاحظ انخفاضا ثابتا في الإشارات، الذي بدأ عندما أمر مشغلو الهواتف الخلوية بقطع الاتصال بالإنترنت حوالي الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي في 16 نوفمبر، وبحلول الساعة السابعة مساء، كانت إيران قد غرقت في الظلام الرقمي.

وظل الإنترنت المحلي لإيران متصلا بالإنترنت، مما سمح باستمرار أنشطة مثل الخدمات الحكومية والبنوك، مما قلل من الخسائر المالية في اقتصاد البلاد. وبعد حوالي خمسة أيام فقط وفي حوالي الساعة 10 صباحا في 21 نوفمبر، بدأت استعادة الاتصال بالإنترنت، ولم يعد بشكل تام حتى 27 نوفمبر.

أعلنت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنه يجب على الدول ألا تمنع أو تعيق الاتصال بالإنترنت فيما يتعلق بالتجمعات السلمية. ومع ذلك، استخدمت العديد من الدول بشكل متزايد قطع الاتصال بالإنترنت كأداة لقمع أو إسكات المعارضة في السنوات الأخيرة، خاصة عند مواجهة الاحتجاجات أو الانتفاضات.

أرقام تدين النظام الإيراني

  • 100 مقطع فيديو

  • 31 مدينة شهدت العنف

  • 1500 قتيل في احتجاجات نوفمبر 2019

  • 12000 معتقل في احتجاجات نوفمبر

  • 22 منظمة وثقت الانتهاكات الإيرانية