الانتخابات الأمريكية.. صور وعبر
الأحد - 15 نوفمبر 2020
Sun - 15 Nov 2020
كعادتها كل أربع سنوات، حضرت الانتخابات الأمريكية في المنابر العالمية مادة إعلامية وإعلانية شديدة الأثر والتأثير، التأثير يعم العالم وسياساته وساسته وشعوبه، والأثر يكمن في الطابع الأمريكي الثقافي المحض الذي لا يجد وسيلة أفضل من هذه الانتخابات ليظهر ويبقى حاضرا وبقوة في المخيال الإنساني سلوكا وسياسة وطرائق تعبير.
على مستوى تويتر المؤثرون العرب يغردون، ويستعرضون فقههم السياسي والجغرافي والتاريخي وهم يرجحون ويحاولون متابعة الحدث بسبق خبري، يبقيهم أولا في دائرة المشاهير والمؤثرين ثم أمام المتابعين المختلفين والمخالفين.
تابعت هذه التظاهرة الكونية كونها في الأصل حملات دعائية لشخصيتين أمريكيتين نافذتين، تحاولان بشتى الوسائل والطرق الوصول إلى ذلك المكتب المستقطب تصميما وربما مغزى وفكرة، المعروف بالمكتب البيضاوي الأنيق، الذي يعد حلم كل الساسة في العالم للتنعم بالجلوس فيه لدقائق معدودة فما بالكم بمن يريد أن يمكث فيه أربع سنوات وقد تزيد ليحكم العالم ويتحكم فيه؟
الديمقراطيون يتحاملون على ترمب وشعبويته من خلال إرثهم السياسي المتمثل في قيم ما يسمونه بالديمقراطية وحقوق الإنسان، يتسترون خلفها ويتترسون وراءها للحصول على امتيازاتهم ومصالحهم ومكاسبهم حول العالم، ترمب غيّر مفهوم أمريكا من كيان يتدثر بتلك الشعارات الواهية عند البعض، ليلبسها سياسات أكثر وضوحا وربما وعيا بمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من متغيرات تتماهى وطبيعة أمريكا اليوم واحتياجاتها الاقتصادية والاستعمارية.
الديمقراطية الأمريكية حادت عن مبادئها المعلنة المبنية على العدالة والمساواة والنزاهة، لتصبح وفق السياسات الأخيرة لعبة يتداخل فيها المال والإعلام لتشكيل حالات من القناعات تدفع الفرد لتبني سياسات النافذين ومعتقداتهم، صوت الناخب الأمريكي تتحكم فيه وسائل الإعلام التقليدية المرتبطة أمام الجمهور بمراكز قياس الرأي والاستطلاعات التي تحكمها أيضا السياسات الموجهة، وهنا يصبح الناخب مستهدفا في رأيه من قبل هذه المؤسسات التي تعيد وتجدد في كل مرحلة انتخابية قناعات هذا الناخب وتبرمج آليات تفكيره لتصب في خانة أحد المرشحين.
في هذه الانتخابات وقبلها اصطفت وسائل الإعلام التقليدية ضد ترمب، وأخذت منه موقفا عدائيا منذ بداية رئاسته، وهذا ما جعله مستهدفا من هذه المنصات العريقة في حضورها وتأثيرها، التي ما فتئت تحاول أن تثبت للساسة وللرأي العام الداخلي والخارجي أنها اللاعب المؤثر في تشكيل الرأي في بلد مبني أصلا على الآراء التي يشكلها عادة مزاوجة المال بالسياسة، ويزفها ذلك الإعلام القوي وجبات سريعة للأمريكيين.
وبغض النظر عن النتيجة النهائية، يتضح لشعوب العالم أن الديمقراطية الأمريكية ما هي إلا لعبة انتخابية تؤطر بها كل وسائل النفوذ داخل هذا البلد وخارجه، وأن ما يمارس اليوم من تجاوزات وتعديات على هذا المفهوم هو جزء يسير مما يجري داخل الغرف المظلمة والبعيدة عن الإعلام وعدسات مصوريه، وبالتالي عوار هذا المفهوم نظرية وممارسة بدأ يظهر للعالم، وأصبح مثار سخريته ومحط انتقاده.
alaseery2@
على مستوى تويتر المؤثرون العرب يغردون، ويستعرضون فقههم السياسي والجغرافي والتاريخي وهم يرجحون ويحاولون متابعة الحدث بسبق خبري، يبقيهم أولا في دائرة المشاهير والمؤثرين ثم أمام المتابعين المختلفين والمخالفين.
تابعت هذه التظاهرة الكونية كونها في الأصل حملات دعائية لشخصيتين أمريكيتين نافذتين، تحاولان بشتى الوسائل والطرق الوصول إلى ذلك المكتب المستقطب تصميما وربما مغزى وفكرة، المعروف بالمكتب البيضاوي الأنيق، الذي يعد حلم كل الساسة في العالم للتنعم بالجلوس فيه لدقائق معدودة فما بالكم بمن يريد أن يمكث فيه أربع سنوات وقد تزيد ليحكم العالم ويتحكم فيه؟
الديمقراطيون يتحاملون على ترمب وشعبويته من خلال إرثهم السياسي المتمثل في قيم ما يسمونه بالديمقراطية وحقوق الإنسان، يتسترون خلفها ويتترسون وراءها للحصول على امتيازاتهم ومصالحهم ومكاسبهم حول العالم، ترمب غيّر مفهوم أمريكا من كيان يتدثر بتلك الشعارات الواهية عند البعض، ليلبسها سياسات أكثر وضوحا وربما وعيا بمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من متغيرات تتماهى وطبيعة أمريكا اليوم واحتياجاتها الاقتصادية والاستعمارية.
الديمقراطية الأمريكية حادت عن مبادئها المعلنة المبنية على العدالة والمساواة والنزاهة، لتصبح وفق السياسات الأخيرة لعبة يتداخل فيها المال والإعلام لتشكيل حالات من القناعات تدفع الفرد لتبني سياسات النافذين ومعتقداتهم، صوت الناخب الأمريكي تتحكم فيه وسائل الإعلام التقليدية المرتبطة أمام الجمهور بمراكز قياس الرأي والاستطلاعات التي تحكمها أيضا السياسات الموجهة، وهنا يصبح الناخب مستهدفا في رأيه من قبل هذه المؤسسات التي تعيد وتجدد في كل مرحلة انتخابية قناعات هذا الناخب وتبرمج آليات تفكيره لتصب في خانة أحد المرشحين.
في هذه الانتخابات وقبلها اصطفت وسائل الإعلام التقليدية ضد ترمب، وأخذت منه موقفا عدائيا منذ بداية رئاسته، وهذا ما جعله مستهدفا من هذه المنصات العريقة في حضورها وتأثيرها، التي ما فتئت تحاول أن تثبت للساسة وللرأي العام الداخلي والخارجي أنها اللاعب المؤثر في تشكيل الرأي في بلد مبني أصلا على الآراء التي يشكلها عادة مزاوجة المال بالسياسة، ويزفها ذلك الإعلام القوي وجبات سريعة للأمريكيين.
وبغض النظر عن النتيجة النهائية، يتضح لشعوب العالم أن الديمقراطية الأمريكية ما هي إلا لعبة انتخابية تؤطر بها كل وسائل النفوذ داخل هذا البلد وخارجه، وأن ما يمارس اليوم من تجاوزات وتعديات على هذا المفهوم هو جزء يسير مما يجري داخل الغرف المظلمة والبعيدة عن الإعلام وعدسات مصوريه، وبالتالي عوار هذا المفهوم نظرية وممارسة بدأ يظهر للعالم، وأصبح مثار سخريته ومحط انتقاده.
alaseery2@