الدعشنة تبدأ دلعًا وتنتهي ولعًا!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 11 يوليو 2016

Mon - 11 Jul 2016

تناقلت وسائل الإعلام الرسمية، وهي الهامشية، قبل وسائل (التفاصل) و(التسافه) الشعبوية (الفقاقيعية)، وهي الرئيسية في العالم العربي والإسلامي! تناقلت مؤخرًا، وبأقصى درجات الحفاوة والابتهاج تقريرًا عن طفل، لم تسقط أسنانه اللبنية بعد؛ بوصفه أصغر إمام وخطيب جامع في الأردن!

ويعتقد والدا الطفل أن صغيرهما موهبة (فلتة) في هذا المجال، وينضم إليهما إمام المسجد (الختيار) فيتيح له المنبر، ويعتقد أنه بـ(تسميعه) خطبة الوداع الشهيرة للنبي الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد استوفى شروط الوعظ والتأثير في الناس، ويؤيده فقيه يفتي بجواز إمامة (الصبي المميز) قبل سن التكليف الشرعي!!

ثم تتهافت الجماهير المتعطشة لكل (فقاعة)، على كل مسجد يصلي فيه التراويح، ويلقي موعظة تكتب بالإبر على مآقي البصر؛ لتكون عبرةً لكل قلب من حجر، وتطلق عليه لقب (الشيخ) و(الإمام) و(المعجزة)! سبحان الله يازلمة: مش اسمه (عيسى)؟!

وهذا الاحتفاء هو في الواقع اعتداء آثم، وانتهاك (جماعي) فاجر لحقوق الأطفال، لا يختلف عن جريمة تزويج (القُصَّر)، ولا عن اغتيال الطفولة باسم الفن؛ كما قلنا عن مهزلة (كيدز فويس) في حينها!!

إن (الكبار) يستخدمون الطفل بكل تلك الوسائل؛ ليحقق لهم (هم) ما عجزوا (هم) عن بلوغه من الشهرة، ودخول موسوعة (جينيس) للترقيم القياسي! ولم يفكروا لحظةً كيف سيكون شعور هذا الكائن الملائكي حين تنفجر فيه شياطين المراهقة، ويكتشف أنه كان مجرد لعبة استمتع بها أعز الناس، ونفسُّوا بها عن عقد النقص لديهم؟

ولم ولن يستشعروا خطورة ردة فعله (الانتقامية)، التي لن تخرج عن أحد الأمرين الأمرَّين: إما أن يفقد ثقته في نفسه، ويسقط في جحيم الاكتئاب النفسي حتى يحترق تمامًا وإلى الأبد! وإما أن تتضخم ذاته؛ فيشعر أنه (ليس فوق نفسه من مزيد) ـ كما يقول أشهر المصابين بجنون العظمة، الزميل (أبو الطيب الكذاذيبي) ـ ومن اشتهر بالإمامة والخطابة وهو طفل؛ فمن أحق منه بالإمارة والقيادة والزعامة، والخلافة في دولة (المهدي المنتظر)؟!!

وقد اقترحت وأنا طالب في (الجامعة الإسلامية): أن يكون بلوغ الأربعين الشرط الأساسي للإمامة والخطابة، بعد أن نغير مسمى جمعيات (تحفيظ) القرآن، إلى (تعليم) الكتاب الحكيم؛ ليكون (الإمام) مؤهلًا معرفيًا، وجديرًا (خبرةً) بوراثة الأنبياء!!

فهل فات الفوت إذ لم يُسمع الصوت؟!؟؟!

[email protected]