الوحش الذي بداخلك
الخميس - 05 نوفمبر 2020
Thu - 05 Nov 2020
المتأمل في تاريخ البشرية يجد أن الشر ملازم للإنسان في جميع مراحل حياته، مع اختلاف درجته، فالبعض يرى في نفسه الخير كله، ولكن قد يجهل وجود الشر داخله.
الشر شيء معقد كما يقول ألكسندر سولجنيستين - مؤلف ثلاثية أرخبيل غولاغ »لو كان الشر مجرد أشخاص بغيضين يرتبكون أفعالا سيئة في مكان ما لأصبح من السهل محاصرته وتدميره، لكن الحد الفاصل بين الخير والشر يخترق جوهر كل كينونة إنسانية حية، ومن الذي لديه الاستعداد ليتخلص من جزء من جوهره؟».
هذا هو السؤال، من لديه الاستعداد ليستأصل جزءا منه؟ قد ينكر البعض وجود الشر داخله، لكنه بالفعل موجود، وهذا ما تشير إليه التجارب النفسية، ومن أشهرها تجربة سجن ستانفورد عام 1971م،
وفحوى التجربة أنهم أتوا بمجموعتين عشوائيتين من المواطنين، وجرى تقسيمهم إلى قسمين، القسم الأول أعطي دور السجانين، والثاني دور السجناء، ثم وضعوا تحت التجربة في نموذج حقيقي يمثل السجن، وتم توزيع الأدوار بينهم السجانين ببدلهم العسكرية وأدوات الحماية والعصي، أما السجناء ففي زي السجن البالي والأغلال في أيديهم.
كان من المفترض أن تنتهي التجربة بعد أسبوعين، لكن تم إيقافها في اليوم السادس بعد أن وصلت إلى مراحل لا أخلاقية بعد أن تحول السجانون بكل جدية إلى وحوش، وقاموا بإذلال السجناء وتعذيبهم وضربهم وإهانتهم.
تمثل هذه التجربة قوة السلطة، وكيف أنها تُخرج الجزء الكامن من الشر في دواخلنا، وأحد أسباب ظهور هذا الجزء هو انعدام النظام وإتاحة السلطة المطلقة على مصراعيها، بل وتعزيزها أيضا، وأكدت تجربة العالم النفسي مليغرام التي سميت بتجربة مليغرام «أن الناس العاديين إذا تم منحهم السلطة لصعق إخوانهم المواطنين بقدر مميت ومؤلم من الكهرباء فسوف يفعلون».
هذا ما حصل فعلا في تجربته التي تكونت من ثلاثة أشخاص، الأول متطوع لإجراء عملية الصعق، والثاني ممثل يتعرض لصعق دون علم الشخص الأول بأنه يُمثل، والشخص الثالث هو الذي يعطي الأوامر ويشرف على التجربة ويقيس نتائجها. أظهرت النتائج أن الذين وصلوا إلى حد الصعقة القاتلة يتراوح ما بين 61% و66%.
عند رؤيتك خبرا عن جريمة مروعة، أول سؤال يتبادر إلى ذهنك: كيف استطاع المجرم فعل هذا؟ كيف ظهرت له تلك القوه للعنف والقتل والتعذيب دون تراجع؟
لقد ظهر الوحش الذي بداخله.. كبر الوحش وتقوى في داخله بلا شعور، وظهر فجأة أمامه ليقوده إلى الهاوية.
إن قنبلة الشر في دواخلنا يكاد يكون من الصعب تصديق وجودها وقوتها، لا تعلم في أي وقت ستظهر ولا تدرك مدى فظاعتها.
أرى أن الشر داخل الإنسان يختلف من شخص إلى آخر، وبنسب مختلفة باختلاف عوامل كثيرة، لكن النظام والقانون يحكمان جزءا كبيرا من هذا الجوهر الأسود.
يتقوى الشر بانعدام الرقابة والقانون، وبتعزيز التصرفات البغيضة وتشجيعها، ويضعف بوجود الحواجز والخطوط الحمراء وتعزيز الجانب الخير في الإنسان.
الجهل والاضطرابات النفسية والتنشئة السيئة هي من أقوى المحفزات على نمو الشر في دواخلنا، والعكس صحيح، التعلم والصحة النفسية المستقرة والتنشئة الحسنة تجعل الخير حارسا ملائكيا حول جوهرك.
الشر شيء معقد كما يقول ألكسندر سولجنيستين - مؤلف ثلاثية أرخبيل غولاغ »لو كان الشر مجرد أشخاص بغيضين يرتبكون أفعالا سيئة في مكان ما لأصبح من السهل محاصرته وتدميره، لكن الحد الفاصل بين الخير والشر يخترق جوهر كل كينونة إنسانية حية، ومن الذي لديه الاستعداد ليتخلص من جزء من جوهره؟».
هذا هو السؤال، من لديه الاستعداد ليستأصل جزءا منه؟ قد ينكر البعض وجود الشر داخله، لكنه بالفعل موجود، وهذا ما تشير إليه التجارب النفسية، ومن أشهرها تجربة سجن ستانفورد عام 1971م،
وفحوى التجربة أنهم أتوا بمجموعتين عشوائيتين من المواطنين، وجرى تقسيمهم إلى قسمين، القسم الأول أعطي دور السجانين، والثاني دور السجناء، ثم وضعوا تحت التجربة في نموذج حقيقي يمثل السجن، وتم توزيع الأدوار بينهم السجانين ببدلهم العسكرية وأدوات الحماية والعصي، أما السجناء ففي زي السجن البالي والأغلال في أيديهم.
كان من المفترض أن تنتهي التجربة بعد أسبوعين، لكن تم إيقافها في اليوم السادس بعد أن وصلت إلى مراحل لا أخلاقية بعد أن تحول السجانون بكل جدية إلى وحوش، وقاموا بإذلال السجناء وتعذيبهم وضربهم وإهانتهم.
تمثل هذه التجربة قوة السلطة، وكيف أنها تُخرج الجزء الكامن من الشر في دواخلنا، وأحد أسباب ظهور هذا الجزء هو انعدام النظام وإتاحة السلطة المطلقة على مصراعيها، بل وتعزيزها أيضا، وأكدت تجربة العالم النفسي مليغرام التي سميت بتجربة مليغرام «أن الناس العاديين إذا تم منحهم السلطة لصعق إخوانهم المواطنين بقدر مميت ومؤلم من الكهرباء فسوف يفعلون».
هذا ما حصل فعلا في تجربته التي تكونت من ثلاثة أشخاص، الأول متطوع لإجراء عملية الصعق، والثاني ممثل يتعرض لصعق دون علم الشخص الأول بأنه يُمثل، والشخص الثالث هو الذي يعطي الأوامر ويشرف على التجربة ويقيس نتائجها. أظهرت النتائج أن الذين وصلوا إلى حد الصعقة القاتلة يتراوح ما بين 61% و66%.
عند رؤيتك خبرا عن جريمة مروعة، أول سؤال يتبادر إلى ذهنك: كيف استطاع المجرم فعل هذا؟ كيف ظهرت له تلك القوه للعنف والقتل والتعذيب دون تراجع؟
لقد ظهر الوحش الذي بداخله.. كبر الوحش وتقوى في داخله بلا شعور، وظهر فجأة أمامه ليقوده إلى الهاوية.
إن قنبلة الشر في دواخلنا يكاد يكون من الصعب تصديق وجودها وقوتها، لا تعلم في أي وقت ستظهر ولا تدرك مدى فظاعتها.
أرى أن الشر داخل الإنسان يختلف من شخص إلى آخر، وبنسب مختلفة باختلاف عوامل كثيرة، لكن النظام والقانون يحكمان جزءا كبيرا من هذا الجوهر الأسود.
يتقوى الشر بانعدام الرقابة والقانون، وبتعزيز التصرفات البغيضة وتشجيعها، ويضعف بوجود الحواجز والخطوط الحمراء وتعزيز الجانب الخير في الإنسان.
الجهل والاضطرابات النفسية والتنشئة السيئة هي من أقوى المحفزات على نمو الشر في دواخلنا، والعكس صحيح، التعلم والصحة النفسية المستقرة والتنشئة الحسنة تجعل الخير حارسا ملائكيا حول جوهرك.