«الخائن» يهدد بقلب نتائج الانتخابات الأمريكية

المجمع الانتخابي يقول كلمته 14 ديسمبر.. والإعلان النهائي 6 يناير
المجمع الانتخابي يقول كلمته 14 ديسمبر.. والإعلان النهائي 6 يناير

الأربعاء - 04 نوفمبر 2020

Wed - 04 Nov 2020

فيما انشغل العالم أمس بنتائج الانتخابات الأمريكية التي شهدت تقدما لافتا للمرشح الديمقراطي جو بايدن، يلوح المراقبون بورقة المندوب «الخائن» للمجمع الانتخابي الذي قد يقلب النتائج رأسا على عقب، قبل أن يصادق عليها الكونجرس ومجلس الشيوخ في جلسة مشتركة بعد شهرين من الآن، وبالتحديد يوم 6 يناير المقبل، ليعلن وقتها فوز أحد المرشحين بشكل رسمي.

وبينما يعتقد الكثيرون أن الفائز في سباق الرئاسة الأمريكية يتم تحديده بمجرد أن تعلن وسائل الإعلام النتائج النهائية ويلقي المرشح الخاسر خطاب الإقرار بالهزيمة، فإن الحقيقة غير ذلك، فالإعلان الرسمي عن الفائز يحتاج لمراحل عديدة ومعقدة.

ورغم حصول بايدن على أكثر من 270 صوتا بالمجمع الانتخابي التي تكفل له الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية 4 سنوات مقبلة، يبقى السؤال هل يمكن أن يغير المندوبون فى المجمع الانتخابي أصواتهم لصالح مرشح لا ترغبه أغلبية الولاية والفائز بها؟

الإجابة تقول (نعم)، حيث غير 7 مندوبين أصوات الناخبين الذين طلبوا منهم التصويت لصالح ترمب وصوتوا لصالح هيلاري كلينتون عام 2016، وسموا وقتها بالمندوبين الخائنين.

المجمع الانتخابي

تقوم فكرة المجمع الانتخابي، على أساس أن الأمريكيين عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع، فهم لا ينتخبون الرئيس مباشرة، لكنهم يختارون مندوبين عنهم هم الذين سينتخبون الرئيس فى اجتماعهم فى المجتمع الانتخابي، وعدد المندوبين يتناسب مع الحجم السكاني للولايات، بحيث إن الأمريكيين فى النهاية ينتخبون 538 مندوبا لهم لاختيار الرئيس.

ـ يجتمع المندوبون الـ538 الذين تم اختيارهم فيما يعرف بـ»المجمع الانتخابي» بعد الانتخابات بعدة أسابيع، وفي الغالب سيكون معروفا توجه هؤلاء المندوبين واتجاههم، ومعنى هذا أن المرشح الذي سيحصل على أصوات 270 مندوبا مؤيدا له هو المرشح الفائز في الانتخابات، وهو العدد الأكثر من النصف.

هناك ولايات ممثلة بعدد كبير من المندوبين، مثل كاليفورنيا التى يمثلها 55 مندوبا، وهناك ولايات صغيرة مثل «داكوتا الشمالية» و»آلاسكا» والتي يمثلها 3 مندوبين فقط، ويحصل المرشح الفائز فى الانتخابات على كل أصوات مندوبي الولاية، عدا ولايتين فقط تقسم عدد المندوبين بالنسبة والتناسب.

المندوب الخائن

السؤال المطروح، هل يمكن أن يغير المندوبون فى المجمع الانتخابي أصواتهم لصالح مرشح لا ترغبه أغلبية الولاية والفائز بها؟ وهل يظهر مايسمى بـ»المندوب الخائن».

رغم أن هذه الحالة نادرة للغاية، إلا أنها حدثت فى انتخابات عام 2016، حين خان 7 مندوبين أصوات الناخبين الذين طلبوا منهم التصويت لصالح ترمب لكنهم خانوا الجماهير وصوتوا لصالح هيلاري كلينتون، ولكن خيانتهم لم تكن مؤثرة في نتيجة الانتخابات.

حصلت هيلاري كلينتون على أصوات أعلى بـ3 ملايين صوتا من ترمب، لكن فى النهاية فاز بـ304 أصوات فى المجمع الانتخابي، بينما حصلت هي على 227 صوتا فقط.

النظام المعقد.. لماذا؟

لكن لماذا يتبع الأمريكيون هذا النظام المعقد؟

يعود تاريخ هذا النظام إلى تأسيس الولايات المتحدة سنة 1787، ولأن البلاد شاسعة للغاية، والمواصلات كانت بدائية، كانت كل ولاية تنتخب مندوبين عنها كي يذهبوا للعاصمة لاختيار الرئيس، وبقي النظام كما هو دون تغيير حتى الآن، رغم تغير أعداد السكان في الولايات بشكل كبير على مر السنوات، لكن أعداد مندوبيها لم يتغير إلى اليوم.

الطريق للبيت الأبيض

• يضم المجمع الانتخابي 538 عضوا يقسمون على الولايات وعلى العاصمة واشنطن، طبقا لعدد السكان واستنادا إلى تمثيل كل ولاية في الكونجرس.

• يمثل الولايات الصغرى ثلاثة أعضاء، بينما يمثل ولاية كاليفورنيا وهي أكبر ولاية 55 عضوا، أما العاصمة واشنطن وهي غير ممثلة في الكونجرس على أساس انتخابي فيمثلها ثلاثة أعضاء مثلها مثل الولايات الصغرى.

• يحتاج الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يعلن أعضاؤه ولاءهم لمرشح أو آخر لكن لا يوجد قانون اتحادي يقيدهم بذلك.

• يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، في عواصم ولاياتهم للتصويت لاختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين بعد يوم الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر (يصادف هذا العام 14 من الشهر) وينقلون النتائج إلى الحكومة الاتحادية.

• تتم جدولة الأصوات في جلسة مشتركة للكونجرس يوم السادس من يناير من عام 2021 للمصادقة على النتائج وإعلان فوز أحد المرشحين بشكل رسمي.

التسلسل الزمني

• فرزت جميع الولايات الـ50، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، الأصوات الشعبية المباشرة وتلك التي وصلت عبر البريد، ومن ثم يقوم حاكم كل ولاية بوضع قائمة بأعضاء المجمع الانتخابي الفائزين.

• يتم تقديم نسخ من هذه القائمة، المعروفة باسم شهادة التوثيق، إلى رئيس الأرشيف الوطني، ثم يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في عواصم ولاياتهم للإدلاء بأصواتهم رسميا لمنصب الرئيس ونائبه في 14 ديسمبر.

• يقوم أعضاء المجمع الانتخابي بإكمال شهادات التصويت وإرسالها إلى مجلس الشيوخ والأرشيف الوطني ومسؤولي الدولة، بمجرد الانتهاء من ذلك، لن يكون للمجمع الانتخابي أية مهام أخرى حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

• الخطوة الأخيرة تجري في السادس من يناير عندما يجتمع الكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية والتصديق رسميا على الفائز، وهو إجراء روتيني بالعادة ولكن يمكن أن يشهد اعتراضات كما حدث في عامي 1969 و2005، حيث كانت هناك اعتراضات على بعض أصوات المجمع الانتخابي، لكن مجلسي النواب والشيوخ رفضا الاعتراضات وتم فرز الأصوات المعنية.

• ربما يحصل مرشح على أغلبية الأصوات، لكنه سيخسر الانتخابات، فمثلا الانتخابات الماضية عام 2016، حصلت هيلاري كلينتون على أصوات أكثر بـ3 ملايين من التي حصل عليها دونالد ترمب، لكنها خسرت الانتخابات بجدارة، والسر وراء ذلك هو «المجمع الانتخابي».

الأكثر قراءة