طلال الشريف

مستهدفون.. لماذا؟

الأربعاء - 04 نوفمبر 2020

Wed - 04 Nov 2020

لا تزال بلادنا تتعرض لأكبر حملة إعلامية مغرضة ومسيسة، يقف خلفها المال القطري من خلال قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى الفضائية والالكترونية، التي تقتات عليه مع كل خبر وحدث وأزمة لبلادنا، ذلك المال الذي وظفه النظام القطري اللا مسؤول لتدمير الخليج وتفكيك العالمين العربي والإسلامي، وتمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية ورعاية وحماية المتطرفين وإيوائهم، ولو أنفق على القطريين والتنمية في قطر لأصبحت قطر سويسرا الشرق ومركز المال العالمي، ولا غرابة في استهداف بلادنا بعد أن كشفت كثير من الوثائق السياسية السرية والوقائع والأحداث حقيقة الاستهداف.

أما لماذا فلأسباب عديدة، منها إفشال المملكة مخطط الشرق الأوسط الجديد لتقسيم العالم العربي في عمومه وخصوصه، الذي تبنته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما، وعبارته المشهورة للرئيس السابق حسني مبارك بطلب تنحيه (الآن ونعم الآن)، متخذا من مصر نقطة انطلاق لتقسيم العالم العربي، لتدرك المملكة مبكرا خطورة مشروع التقسيم وأدواته وأذرعه في المنطقة من التنظيم الإخوان الإرهابي وداعش والقاعدة والنظام الإيراني التوسعي والأطماع الإردوغانية في إحياء الخلافة العثمانية الكاذبة والحمق السياسي القطري والمعارضة المغفلة، لتحول دون تنفيذه، موجهة بذلك أقوى صفعة لأقوى نظام سياسي وعسكري واقتصادي في العالم وأدواته.

ومن الأسباب إيقاف المملكة وقضاؤها على المخطط الإيراني في الاستحواذ على البحرين واليمن بسرعة التدخل بقوات درع الجزيرة لحفظ أمن البحرين واستقرارها، وإنشاء قوات التحالف العربي بناء على استغاثة الحكومة الشرعية اليمنية من ميليشيات الحوثي الخائن المدعوم من إيران.

ومن الأسباب تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، بعد أن تكشفت حقيقتها بوصفها تنظيما دوليا له علاقات بالتنظيمات المتطرفة والأنظمة التوسعية وهدفة السيطرة على العالم العربي والإسلامي، وإحياء الخلافة كذبا وبهتانا للوصول إلى السلطة.

ومن أسبابة تعرية النظام القطري وقياداته وكشف دوره الخفي واتصالاته وعلاقاته مع الأنظمة التوسعية والقيادات المتطرفة، كالقذافي خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية في استهداف المملكة، وسعيه للقضاء على الدولة السعودية وإسقاط حكمها، بوضع المخططات واستهداف الشباب الخليجي والعربي والسعودي خاصة، وتدريبهم تحت أغطية مؤسسات تدريبية لتنفيذ أجندات فوضوية في بلدانهم، وتأكيد دورها الخفي بخروجها من النسيج الخليجي، وعدم استجابتها للمتطلبات المشروعة للمملكة، وحقها في حفظ أمنها ومنظومتها الخليجية، وإقامتها تحالفات أمنية وسياسية واقتصادية مع خصومها السياسيين تركيا وإيران.

ومن الأسباب كذلك تحجيم المملكة للهوس الإردوغاني وزعامته للتنظيم الإخواني الإرهابي الدولي، وإفصاحه عن نزعته التوسعية لإعادة الخلافة العثمانية، والتقليل من مكانة الدول الخليجية وقدرتها وكفاءتها في حماية مكانتها الجغرافية والسياسية والاقتصادية.

ومن الأسباب المهمة التحولات النوعية التي تعيشها المملكة، المتمثلة في نفض غبار التأخر والتخلف عن العالم بإعلانها رؤية 2030، والتغيير الجذري في نظام إدارة الدولة وعلاقاتها مع العالم وسياساتها الخارجية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، وإعادة استكشاف مكامن ومصادر قوتها لتصبح الوجهة الأبرز ومركز العالم الفعلي في مختلف المجالات الحياتية، ومظاهر وممارسات الوحدة الوطنية بين مكونات الدولة وعلاقة الشعب المميزة بقيادته ووعيه الكبير بمهددات وطنه، ووقوفه سدا منيعا في وجه الحملات الإعلامية المغرضة.

نعم، نحن مستهدفون بما ننعم به في بلادنا من خيرات، ونعم لا حصر لها ولا عدد، وبما تقوم به حكومتنا من دور كبير في حماية مقدراتنا ومكتسباتنا الوطنية، وإسهام منقطع النظير في توفير الأمن والسلم الدوليين، وفي أكثر المناطق حساسية وصراعا في العالم، وكل ما نحتاجه في ظل هذه الأوضاع المضطربة في المنطقة أن نستمر في وحدتنا وتوجهنا صوب رؤيتنا وحلمنا في 2030، لنلهم العالم فعلا بتجربتنا الإصلاحية الفريدة.

drAlshreefTalal@