زف الصحفي الراحل السيد عمر المضواحي -رحمه الله- بصحيفة مكة في عددها الصادر 9 جمادى الآخرة 1435هـ البشرى للمكيين والمهتمين بعمارة المسجد الحرام في سائر بلاد المسلمين بأن الرواق القديم والذي يشمل أروقة وأعمدة وقبابا وعناصر أخرى من عهود إسلامية خلت قد يعود إلى الظهور بعد الانتهاء من مشروع توسعة المطاف، حيث كان بعد أن تداول الناس أنباء إزالة الرواق بشكل كامل.
وكانت الشركة المنفذة لمشروع توسعة المطاف قد استعانت بشركة تركية متخصصة في الترميم تدعى جورسوي (Gursoy) لتقوم بأعباء فك عناصر الرواق القديم وترميمه والمساهمة في إعادة تركيبه، غير أن التاريخ يحدثنا بأن بواكير جهود المحافظة على الرواق القديم تعود إلى عهد الملك فيصل آل سعود -رحمه الله- حينما استكملت في عهده مراحل التوسعة السعودية الأولى.
أذيع بلاغ في الإذاعة السعودية في 1368هـ/ 1947م للعالم الإسلامي وجهه المؤسس -رحمه الله- إلى العالم الإسلامي بتوسعة المسجد الحرام للمرة الأولى في العهد السعودي، فما كان من المقاول المنفذ -المعلم محمد بن لادن- إلا وأن أوكل مهمة وضع التصاميم اللازمة إلى مهندس توسعة الحرم النبوي المصري فهمي مؤمن، إذ وضع تصورا لما سيكون عليه المسجد الحرام على أساس دائري ونشر التصميم المقترح بمجلة المصور المصرية في 1375هـ، ثم تصميم آخر روعي فيه التوجه نحو الشكل المربع واعتمد في عهد الملك سعود -رحمه الله- على أن ذلك التصميم قد يقتضي لاحقا إزالة الرواق القديم الذي اصطلح على تسميته، كما أشرت في المقالة السابقة، «الرواق العثماني».
كان المهندس والمعماري المصري محمد طاهر الجويني يشغل منصب مدير الإدارة العامة لتعمير القرى بوزارة الإسكان المصرية ثم أعير لصالح مشروع توسعة المسجد الحرام بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس المصري جمال عبدالناصر ليستبدل سلفه فهمي مؤمن، فشرع المهندس الجويني بوضع تصاميمه الجديدة التي تقوم على ثلاثة مثمنات متمركزة، غير أن هذا التصميم لم يراع الإبقاء على الرواق القديم ويستدعي إزالته كاملا.
أتت التعديلات لاحقا على التصميم المقترح لتزال الجهة الغربية فقط من الرواق -جهة باب إبراهيم- لكن الملك فيصل رفض هذا الاقتراح ودعا حينها لتشكيل هيئة هندسية إسلامية عالمية تتولى بحث سبل الحفاظ على كامل الرواق القديم وإيجاد حلول مناسبة لربطه بالتوسعة الجديدة.
في رجب من 1387هـ شكلت الهيئة الإسلامية العالمية بالفعل وتضم مهندسين من مصر وتركيا وإيران وباكستان والهند والمغرب وتألفت من:
1. الدكتور ريحا من تركيا.
2. الدكتور علي أديبي من إيران.
3. المهندس طاهر جواد من مصر.
4. الدكتور عمر عزام من السعودية.
5. الدكتور إحسان بريوني والحاج محمد باسو من المغرب.
6. السيد محمد فياض الدين من الهند.
7. السيد خاجا عظيم الدين من باكستان.
غير أن التوصيات التي نتجت عن اجتماعات الهيئة الإسلامية الهندسية لم تأت بحلول ناجعة للإبقاء على كامل الرواق القديم كما أمر الملك فيصل ومنها أن يزال جزء كبير من الرواق حتى تتيسر حلول ربطه بالتوسعة الجديدة. لكن صحيفة أم القرى نشرت في عددها الصادر في 17 رجب 1387هـ نبأ اجتماع خاص جمع الملك فيصل بأعضاء الهيئة الهندسية الإسلامية بقصر شبرا في الطائف لبحث تفاصيل التوصيات التي توصلت إليها الهيئة الهندسية.
وأخيرا، أصدر الملك فيصل قرارا بالإبقاء على الرواق القديم كاملا وأوعز إلى المهندس محمد طاهر الجويني بضرورة تعديل التصاميم المقترحة حتى يربط الرواق القديم بالتوسعة الجديدة دون إزالة.
وبالفعل، عمل المهندس الجويني على تعديل التصاميم باقتراح تعديل زوايا الرواق الأربع وجعله مثمن الشكل حتى تتسق مساحة الرواق مع هيكل وبناء التوسعة الجديدة، ثم عمل على تعديل تصميم التوسعة الجديدة ليتسنى ربط الرواق المنخفض بأروقة التوسعة الجديدة.
وهكذا أنقذ الرواق القديم من الإزالة بربطه بالتوسعة الجديدة بحلول معقدة وبالغة التكلفة حفاظا على مآثر المسلمين في عمارة المسجد الحرام وعملا بمقتضيات الهوية الإسلامية العتيقة في أم القرى.
وكانت الشركة المنفذة لمشروع توسعة المطاف قد استعانت بشركة تركية متخصصة في الترميم تدعى جورسوي (Gursoy) لتقوم بأعباء فك عناصر الرواق القديم وترميمه والمساهمة في إعادة تركيبه، غير أن التاريخ يحدثنا بأن بواكير جهود المحافظة على الرواق القديم تعود إلى عهد الملك فيصل آل سعود -رحمه الله- حينما استكملت في عهده مراحل التوسعة السعودية الأولى.
أذيع بلاغ في الإذاعة السعودية في 1368هـ/ 1947م للعالم الإسلامي وجهه المؤسس -رحمه الله- إلى العالم الإسلامي بتوسعة المسجد الحرام للمرة الأولى في العهد السعودي، فما كان من المقاول المنفذ -المعلم محمد بن لادن- إلا وأن أوكل مهمة وضع التصاميم اللازمة إلى مهندس توسعة الحرم النبوي المصري فهمي مؤمن، إذ وضع تصورا لما سيكون عليه المسجد الحرام على أساس دائري ونشر التصميم المقترح بمجلة المصور المصرية في 1375هـ، ثم تصميم آخر روعي فيه التوجه نحو الشكل المربع واعتمد في عهد الملك سعود -رحمه الله- على أن ذلك التصميم قد يقتضي لاحقا إزالة الرواق القديم الذي اصطلح على تسميته، كما أشرت في المقالة السابقة، «الرواق العثماني».
كان المهندس والمعماري المصري محمد طاهر الجويني يشغل منصب مدير الإدارة العامة لتعمير القرى بوزارة الإسكان المصرية ثم أعير لصالح مشروع توسعة المسجد الحرام بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس المصري جمال عبدالناصر ليستبدل سلفه فهمي مؤمن، فشرع المهندس الجويني بوضع تصاميمه الجديدة التي تقوم على ثلاثة مثمنات متمركزة، غير أن هذا التصميم لم يراع الإبقاء على الرواق القديم ويستدعي إزالته كاملا.
أتت التعديلات لاحقا على التصميم المقترح لتزال الجهة الغربية فقط من الرواق -جهة باب إبراهيم- لكن الملك فيصل رفض هذا الاقتراح ودعا حينها لتشكيل هيئة هندسية إسلامية عالمية تتولى بحث سبل الحفاظ على كامل الرواق القديم وإيجاد حلول مناسبة لربطه بالتوسعة الجديدة.
في رجب من 1387هـ شكلت الهيئة الإسلامية العالمية بالفعل وتضم مهندسين من مصر وتركيا وإيران وباكستان والهند والمغرب وتألفت من:
1. الدكتور ريحا من تركيا.
2. الدكتور علي أديبي من إيران.
3. المهندس طاهر جواد من مصر.
4. الدكتور عمر عزام من السعودية.
5. الدكتور إحسان بريوني والحاج محمد باسو من المغرب.
6. السيد محمد فياض الدين من الهند.
7. السيد خاجا عظيم الدين من باكستان.
غير أن التوصيات التي نتجت عن اجتماعات الهيئة الإسلامية الهندسية لم تأت بحلول ناجعة للإبقاء على كامل الرواق القديم كما أمر الملك فيصل ومنها أن يزال جزء كبير من الرواق حتى تتيسر حلول ربطه بالتوسعة الجديدة. لكن صحيفة أم القرى نشرت في عددها الصادر في 17 رجب 1387هـ نبأ اجتماع خاص جمع الملك فيصل بأعضاء الهيئة الهندسية الإسلامية بقصر شبرا في الطائف لبحث تفاصيل التوصيات التي توصلت إليها الهيئة الهندسية.
وأخيرا، أصدر الملك فيصل قرارا بالإبقاء على الرواق القديم كاملا وأوعز إلى المهندس محمد طاهر الجويني بضرورة تعديل التصاميم المقترحة حتى يربط الرواق القديم بالتوسعة الجديدة دون إزالة.
وبالفعل، عمل المهندس الجويني على تعديل التصاميم باقتراح تعديل زوايا الرواق الأربع وجعله مثمن الشكل حتى تتسق مساحة الرواق مع هيكل وبناء التوسعة الجديدة، ثم عمل على تعديل تصميم التوسعة الجديدة ليتسنى ربط الرواق المنخفض بأروقة التوسعة الجديدة.
وهكذا أنقذ الرواق القديم من الإزالة بربطه بالتوسعة الجديدة بحلول معقدة وبالغة التكلفة حفاظا على مآثر المسلمين في عمارة المسجد الحرام وعملا بمقتضيات الهوية الإسلامية العتيقة في أم القرى.