علمانية فرنسا المأزومة
الأحد - 01 نوفمبر 2020
Sun - 01 Nov 2020
بداية وبداهة تعد فرنسا بلد العلمانية الأول بشكلها الحديث، لأن ثورتها العارمة الشهيرة كانت انقلابا على المفهوم الكنسي الذي ساد أوروبا فترة زمنية طويلة، قبل أن تصادره تلك الثورة وتعيده إلى محاضنه الأولى.
ماكرون بوصفه سياسيا يتقوقع تحت هذه المظلة العلمانية، ويعيد إنتاج نوع من التطرف الذي يصادم العلمانية ذاتها، من خلال اجتزائه معنى الحرية المحور فيها ومنها، ليستخدمه في ضرب ثوابت ومعتقدات المسلمين في فرنسا وخارجها.
الرسوم المسيئة فيها استفزاز للمسلمين، وإعادة نشرها ورفدها بتصريحات ما كرون العدائية تثبت أن فرنسا الحكومة تحيد عن مبادئها العلمانية التي كانت وما زالت تفخر بها وتفاخر!
قبل فترة ليست بالبعيدة ضيقت فرنسا وما زالت على المسلمات في الحجاب، بعض الفرنسيين يرون فيه تعارضا مع قيمهم العلمانية، والصحيح أن العلمانية الفرنسية تتطرف أكثر وتعيد إنتاج نفسها في صورة فاضحة من العداء، خاصة للإسلام والمسلمين.
المسلمون اليوم في فرنسا نسبة لا يستهان بها، فتعدادهم وفق بعض الإحصاءات قد يصل أو يتجاوز الستة ملايين نسمة، وهذا العدد يمثل 8-10% من عدد السكان الكلي لهذه الدولة الأوربية، والمسلمون في فرنسا بالتأكيد لهم خصوصيتهم ولهم عاداتهم وتقاليدهم، بعض تلك العادات ينطلق من بعد عقدي صرف وبعضها يعود للقوميات التي ينحدرون منها، وبالتالي فإن العزلة التي رآها ماكرون في المسلمين ليست إلا حقهم في التمسك بهويتهم الأصلية بوصفه خيارا تتفهمه الإنسانية، قبل قيم الديموقراطية الصافية وحقوق الإنسان، وهذه الهوية لن تتعارض مع القيم العلمانية المعتدلة التي كانت أساسا مهما في جذب هؤلاء للعيش في فرنسا.
العلمانية الفرنسية مبدأ أصيل في الدستور الفرنسي وفي مخيال النخب الفكرية والثقافية وعند رجل الشارع العادي، وهي تعني ببساطة ضمان حرية المعتقد للجميع في هذا البلد الأوروبي الذي بدأ اليوم ينحو باتجاه صورة متطرفة، تحت ذريعة علمانية واهية غير واعية، ترسخ معاني وصورا من الكراهية والفرقة في المجتمع الفرنسي الداخلي قبل غيره من المجتمعات، كان آخرها سخرية ذلك المدرس من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، من خلال تلك الرسوم السيئة والبذيئة، وكان نتيجة ذلك أن قُتل على يد أحد الشبان المهاجرين.
ردة الفعل هذه لا تقر من الجميع، أما السبب الذي بُرر به تصرف ذلك الأستاذ فيكمن في حرية التعبير التي تتطلبها تلك العلمانية الجديدة والمتطرفة، التي سمحت لذلك المدرس بالسخرية من ثابت مقدس عند المسلمين في الداخل الفرنسي وخارجه، مما يجعلنا نتساءل: إلى أين ستأخذ هذه العلمانية فرنسا في ظل هذا الإصدار الغريب والمتطرف منها، الذي دشنه ماكرون الذي يعيش أزمة تناقضات قبل أزماته الاقتصادية، في صور من خطابات الكراهية وعدم التسامح خص بها المسلمين أولا وربما حصرا، داخل فرنسا وخارجها؟
alaseery2@
ماكرون بوصفه سياسيا يتقوقع تحت هذه المظلة العلمانية، ويعيد إنتاج نوع من التطرف الذي يصادم العلمانية ذاتها، من خلال اجتزائه معنى الحرية المحور فيها ومنها، ليستخدمه في ضرب ثوابت ومعتقدات المسلمين في فرنسا وخارجها.
الرسوم المسيئة فيها استفزاز للمسلمين، وإعادة نشرها ورفدها بتصريحات ما كرون العدائية تثبت أن فرنسا الحكومة تحيد عن مبادئها العلمانية التي كانت وما زالت تفخر بها وتفاخر!
قبل فترة ليست بالبعيدة ضيقت فرنسا وما زالت على المسلمات في الحجاب، بعض الفرنسيين يرون فيه تعارضا مع قيمهم العلمانية، والصحيح أن العلمانية الفرنسية تتطرف أكثر وتعيد إنتاج نفسها في صورة فاضحة من العداء، خاصة للإسلام والمسلمين.
المسلمون اليوم في فرنسا نسبة لا يستهان بها، فتعدادهم وفق بعض الإحصاءات قد يصل أو يتجاوز الستة ملايين نسمة، وهذا العدد يمثل 8-10% من عدد السكان الكلي لهذه الدولة الأوربية، والمسلمون في فرنسا بالتأكيد لهم خصوصيتهم ولهم عاداتهم وتقاليدهم، بعض تلك العادات ينطلق من بعد عقدي صرف وبعضها يعود للقوميات التي ينحدرون منها، وبالتالي فإن العزلة التي رآها ماكرون في المسلمين ليست إلا حقهم في التمسك بهويتهم الأصلية بوصفه خيارا تتفهمه الإنسانية، قبل قيم الديموقراطية الصافية وحقوق الإنسان، وهذه الهوية لن تتعارض مع القيم العلمانية المعتدلة التي كانت أساسا مهما في جذب هؤلاء للعيش في فرنسا.
العلمانية الفرنسية مبدأ أصيل في الدستور الفرنسي وفي مخيال النخب الفكرية والثقافية وعند رجل الشارع العادي، وهي تعني ببساطة ضمان حرية المعتقد للجميع في هذا البلد الأوروبي الذي بدأ اليوم ينحو باتجاه صورة متطرفة، تحت ذريعة علمانية واهية غير واعية، ترسخ معاني وصورا من الكراهية والفرقة في المجتمع الفرنسي الداخلي قبل غيره من المجتمعات، كان آخرها سخرية ذلك المدرس من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، من خلال تلك الرسوم السيئة والبذيئة، وكان نتيجة ذلك أن قُتل على يد أحد الشبان المهاجرين.
ردة الفعل هذه لا تقر من الجميع، أما السبب الذي بُرر به تصرف ذلك الأستاذ فيكمن في حرية التعبير التي تتطلبها تلك العلمانية الجديدة والمتطرفة، التي سمحت لذلك المدرس بالسخرية من ثابت مقدس عند المسلمين في الداخل الفرنسي وخارجه، مما يجعلنا نتساءل: إلى أين ستأخذ هذه العلمانية فرنسا في ظل هذا الإصدار الغريب والمتطرف منها، الذي دشنه ماكرون الذي يعيش أزمة تناقضات قبل أزماته الاقتصادية، في صور من خطابات الكراهية وعدم التسامح خص بها المسلمين أولا وربما حصرا، داخل فرنسا وخارجها؟
alaseery2@