نكبر ونتعلم!
الاثنين - 26 أكتوبر 2020
Mon - 26 Oct 2020
إن كنت لا زلت تتعلم، تتعلم من تجارب الحياة، تتعلم من قراءة كتاب، تتعلم من تجارب كبار السن، تتعلم من الصغار التقنية والأفكار الجديدة التي لم تكن في وقتك، تتعلم من الصمت الشيء الكثير، تتعلم من الكلام كيف تتكلم؛ فأنت لم تكبر بعد، فالحياة مليئة بالدهشة، فتعلم منها!
إن كنت لا تزال تشعر بأنك تريد أن تعرف أكثر وتنصت أكثر، وما زالت تدهشك الحياة بالجديد، وتدهشك روحك بتغيرها المستمر بتقبل الأفكار الجديدة فأنت لا تكبر أبدا، فيبدأ الشعور بالكبر عندما تشعر في لحظة ما، تلك اللحظة هي تلك التي تشعر أنك تعرف وهم لا يعرفون، وأن عليهم أن يستفيدوا من علمك، وأن من حولك أقل منك! بل عندما يكون آخر كتاب قرأته قبل سنوات، أو تكون آخر تجربة مررت بها وتعلمت منها قبل عشرات الشهور، أو أنك قلت في قرارة نفسك: لا توجد تجربة في الحياة جديدة عليّ!
إن كنت لا تراجع نفسك فأنت لا تتعلم، إن كنت لا تطور كلماتك ووعيك وإدراكك فأنت كبرت ولو كنت صاحب العشرين عاما، وإن كان الصمت يثقلك والكلام يسعدك فاعرف أنك كبرت وهرمت حتى لو كنت في عز شبابك.
إن كنت تتردد في أن تتحدث ثم تكتشف بعد قليل أن عليك أن تشكر الله أنك لم تتكلم فاعرف أنك في الطريق الصحيح، فلم يكن الصمت يوما عيبا ولم تكن كثرة الكلام يوما ما مفخرة، على الرغم من أن الصمت وقت الصمت قمة الحكمة، ويقاسمها الكلام وقت الكلام قمة الحكمة أيضا، إلا أن النمو العقلي لك يقف عندما يجب أن تتكلم فتصمت، وتصمت عندما يجب عليك الكلام، لأن الحياة علمتك لكنك لم تتعلم منها شيئا، فاختلط عليك الأمر!
هذه الحياة أكبر من أن تستوعبها بعقلك الصغير، فعليك أن تتعلم منها حتى قبل موتك بقليل، وربما لموتك، فتتعلم أن لا تجزع من فكرة الموت، وأن تتقبل بشاعة العالم، وأنها مصير كل إنسان.
نكبر لنتعلم، وعندما تتوقف عقولنا عن التعلم من كل شيء حولنا يعني بداية النهاية، فلا تستعجل النهاية بادعاء المعرفة، فما دمت تتعلم أنت تبطئ في النهاية، فإن هرم الجسد وضعفت الخلايا وضاق التنفس قليلا اتسعت الحكمة، وازداد فهمك للأمور، وصرت لليقين أقرب، فلا تفسد حياتك بإنهائها قبل أوانها بوقت طويل، ألم تصادف رجلا عمره أربعين عاما هو أقرب للستين، وتصادف الستيني الذي يكاد يكون ابن الأربعين؟!
واحذر أن تعطي الحكمة التي تعلمتها لمن لا يطلبها، فنص الحديث النبوي على أن من «استنصحك» أي طلب النصيحة «فانصحه» فكل ما يأتي مجانا بلا عناء لا يشعر الناس بقيمته، بل دع الناس تنظر للحكمة في عينيك، والرزانة في تصرفاتك، والعقل كله في قراراتك، لحظتها ستحكم عالمك الصغير بنفسك، ولا يتحكم بك أحد، ويطلب الناس عقلك فتبيع لهم الحكمة مقابل سنوات تعلمت فيها كثيرا!
Halemalbaarrak@
إن كنت لا تزال تشعر بأنك تريد أن تعرف أكثر وتنصت أكثر، وما زالت تدهشك الحياة بالجديد، وتدهشك روحك بتغيرها المستمر بتقبل الأفكار الجديدة فأنت لا تكبر أبدا، فيبدأ الشعور بالكبر عندما تشعر في لحظة ما، تلك اللحظة هي تلك التي تشعر أنك تعرف وهم لا يعرفون، وأن عليهم أن يستفيدوا من علمك، وأن من حولك أقل منك! بل عندما يكون آخر كتاب قرأته قبل سنوات، أو تكون آخر تجربة مررت بها وتعلمت منها قبل عشرات الشهور، أو أنك قلت في قرارة نفسك: لا توجد تجربة في الحياة جديدة عليّ!
إن كنت لا تراجع نفسك فأنت لا تتعلم، إن كنت لا تطور كلماتك ووعيك وإدراكك فأنت كبرت ولو كنت صاحب العشرين عاما، وإن كان الصمت يثقلك والكلام يسعدك فاعرف أنك كبرت وهرمت حتى لو كنت في عز شبابك.
إن كنت تتردد في أن تتحدث ثم تكتشف بعد قليل أن عليك أن تشكر الله أنك لم تتكلم فاعرف أنك في الطريق الصحيح، فلم يكن الصمت يوما عيبا ولم تكن كثرة الكلام يوما ما مفخرة، على الرغم من أن الصمت وقت الصمت قمة الحكمة، ويقاسمها الكلام وقت الكلام قمة الحكمة أيضا، إلا أن النمو العقلي لك يقف عندما يجب أن تتكلم فتصمت، وتصمت عندما يجب عليك الكلام، لأن الحياة علمتك لكنك لم تتعلم منها شيئا، فاختلط عليك الأمر!
هذه الحياة أكبر من أن تستوعبها بعقلك الصغير، فعليك أن تتعلم منها حتى قبل موتك بقليل، وربما لموتك، فتتعلم أن لا تجزع من فكرة الموت، وأن تتقبل بشاعة العالم، وأنها مصير كل إنسان.
نكبر لنتعلم، وعندما تتوقف عقولنا عن التعلم من كل شيء حولنا يعني بداية النهاية، فلا تستعجل النهاية بادعاء المعرفة، فما دمت تتعلم أنت تبطئ في النهاية، فإن هرم الجسد وضعفت الخلايا وضاق التنفس قليلا اتسعت الحكمة، وازداد فهمك للأمور، وصرت لليقين أقرب، فلا تفسد حياتك بإنهائها قبل أوانها بوقت طويل، ألم تصادف رجلا عمره أربعين عاما هو أقرب للستين، وتصادف الستيني الذي يكاد يكون ابن الأربعين؟!
واحذر أن تعطي الحكمة التي تعلمتها لمن لا يطلبها، فنص الحديث النبوي على أن من «استنصحك» أي طلب النصيحة «فانصحه» فكل ما يأتي مجانا بلا عناء لا يشعر الناس بقيمته، بل دع الناس تنظر للحكمة في عينيك، والرزانة في تصرفاتك، والعقل كله في قراراتك، لحظتها ستحكم عالمك الصغير بنفسك، ولا يتحكم بك أحد، ويطلب الناس عقلك فتبيع لهم الحكمة مقابل سنوات تعلمت فيها كثيرا!
Halemalbaarrak@
