الاقتصاد ينهار.. وإردوغان يسخر من الأتراك

دعا مواطن يشكو من البطالة ويبحث عن الخبز إلى شرب الشاي الليرة تفقد 25% من قيمتها وتصل لمعدل انخفاض قياسي أمام الدولار 10 آلاف شركة تغلق أبوابها في الشهور التسع الأولى من 2020 باباجان: الرئيس يوظف الدين والقومية لإخفاء الحقائق عن الشعب الغضب الشعبي يتزايد ومطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة
دعا مواطن يشكو من البطالة ويبحث عن الخبز إلى شرب الشاي الليرة تفقد 25% من قيمتها وتصل لمعدل انخفاض قياسي أمام الدولار 10 آلاف شركة تغلق أبوابها في الشهور التسع الأولى من 2020 باباجان: الرئيس يوظف الدين والقومية لإخفاء الحقائق عن الشعب الغضب الشعبي يتزايد ومطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة

الاثنين - 26 أكتوبر 2020

Mon - 26 Oct 2020








مظاهرات ضد إردوغان                                                                      (مكة)
مظاهرات ضد إردوغان (مكة)
فيما تراجعت الليرة التركية أمس لما دون مستوى 8 ليرات لكل دولار، وهو ما يمثل تجاوز حاجز نفسي حرج للمستثمرين واصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سخريته من معاناة مواطنيه، رافضا الالتفات إلى الأزمات التي يواجهونها بشكل يومي مركزا على انتباهه على الاستفزازات الخارجية لعدد من دول المنطقة.

واستمر إردوغان في التقليل من الأزمة الاقتصادية التي تلحق ببلاده ومعاناة شعبه، إذ سخر من شكوى أحد المواطنين بأنه ليس لديه خبز في المنزل، وبحسب موقع (sigmalive)، فإن خطوة إردوغان خلال جولته في منطقة ملطية، أثارت ضجة كبيرة وردود فعل كثيرة، عندما اشتكى له مواطن من البطالة وصعوبة التغلب عليها، وعدم القدرة على العثور على الخبز، فيرد الرئيس التركي بأنه وجد ما سمعه مفرطا وأعطاه علبة شاي وقال له «اشرب هذا الشاي».

وفيما تمر تركيا بأزمة اقتصادية وصحية، مع انخفاض قيمة الليرة بشكل مطرد وتجاوز الحالات المصابة بكورونا 2000 حالة يوميا، يتعامل إردوغان مع شكاوى المواطنين من الانكماش الاقتصادي من خلال توزيع أكياس الشاي.

اشرب شاي

وتحدث الرئيس التركي في تجمع لأصحاب المتاجر وسائقي الحافلات المحتجين، ووصف مخاوفهم بشأن الاقتصاد بأنها مفرطة، وحاول استرضاء المحتجين من خلال تسليمهم أكياس الشاي التي يحملها رجاله، وقال «اشرب شاي».

على صعيد آخر ووفقا لبيانات وكالة (بلومبرج) للأنباء، فقد هبطت الليرة بـ 0.5% إلى 8.0006 ليرات للدولار صباح أمس في اسطنبول، ويأتي استمرار تراجع الليرة في ظل انخفاض معدلات الفائدة وتراجع اهتمام المستثمرين الأجانب بالأصول التركية وسط ترقب لاحتمال فرض عقوبات عليها من جانب الولايات المتحدة، والنزاعات في شرق المتوسط والقوقاز والتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.

وتنفق تركيا من احتياطيات النقد الأجنبي بشكل أسرع من أي اقتصادات نامية كبرى أخرى في محاولة لدعم العملة. كما باع المستثمرون الأجانب ما يعادل 13.3 مليار دولار من الأسهم والسندات التركية هذا العام، وهو أعلى مستوى منذ 2005 على الأقل، وخسرت الليرة أكثر من 25% من قيمتها هذا العام، وهي ثاني أسوأ عملة من عملات الدول الناشئة أداء بعد الريال البرازيلي.

إغلاق الشركاتفي المقابل حطم عدد الشركات التي تم تصفيتها خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الحالي في تركيا رقما قياسيا، حيث تجاوز عددها 10 آلاف شركة.

وتقابل الشركات التركية تحديات كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ عامين تقريبا، وما زاد فداحة أوضاعها أزمة وباء فيروس كورونا، فكان الملجأ الأخير أمامها إعادة جدولة مديونياتها في محاولة للهروب من شبح الإفلاس.

وزادت في تركيا عدد الشركات التي أغلقت بشكل مضطرد منذ عام 2015، إذ يشار إلى أن 1808 من أصل 10 آلاف (453) شركة، والتي أغلقت في الفترة من يناير إلى سبتمبر كانت (شركات مساهمة)، أغلب تلك الشركات المساهمة، كانت تعمل في قطاع إنتاج الطاقة الكهربائية، وبناء المباني السكنية وغير السكنية، والاستشارات الفنية للأنشطة الهندسية.

وكشف التقرير الأسبوعي للجنة تنظيم ومراقبة القطاع المصرفي أن (قيمة المديونيات المستحقة على الشركات في تركيا منذ 9 أكتوبر الجاري، ارتفع إلى 132 مليارا و207 ملايين ليرة تركية، بينما كانت الأسبوع السابق 131 مليارا و322 مليونا فقط).

إخفاء الحقيقة

وفي وقت سابق اتهم رئيس حزب الديمقراطية والتنمية التركي علي باباجان، انتقادات للتحالف الحاكم، واتهمه بتوظيف المشاعر (القومية) و(الإسلامية) لإضفاء الشرعية على ممارساته وإخفاء الحقائق عن الشعب.

وجاء كلام باباجان نائب رئيس الوزراء الأسبق والذي كان حليفا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعليقا على الحملة التي أطلقها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث دعا المواطنين للمشاركة في حملة (الخبز المعلق) للتبرع بالخبز في ظل الأزمة الاقتصادية، وغلاء سعر الخبز.

وقال باباجان وفق ما أوردت صحيفة زمان التركية «إن حزب الحركة القومية كلما أصبح حليفا للسلطة السياسية الحاكمة أصبح الشعب التركي محتاجا حتى إلى الخبز كما هو الحال».

وأضاف «إن القومية ليست تعليق كيس فيه رغيف خبز لتقديمهما للمحتاجين بسبب غلاء أسعار الخبز. تعليق أكياس الخبز في الميادين ووضع شعار الحزب عليه وصورة الرئيس ليس مساعدة ولا قومية، وإنما هو استعراض سياسي واستغلال لعاداتنا».

وارتفع أخيرا سعر رغيف الخبز في تركيا ما دفع بهجلي إلى إطلاق هذه الحملة التي نالت قدرا كبيرا من الانتقادات.

معدلات قياسية

وقال خبراء «إن الأزمة الاقتصادية في تركيا وصلت لمعدلات قياسية لم يشهدها المجتمع التركي من قبل والتي أدت لغضب الأتراك»، وأشارت إلى أن أحزاب المعارضة التركية تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما ينزعج منه إردوغان ويرفضه.

ولفتت إلى أن الضغط الشعبي في تركيا غير كاف لإجراء انتخابات برلمانية رئاسية ما لم يفقد الأغلبية في البرلمان، مؤكدة على أن إردوغان أقحم بلاده في 5 حروب خارجية دون أي جدوى في الوقت الذي لا يحتمل اقتصاده تحمله، وأن هناك عقوبات أمريكية محتملة على تركيا للمرة الرابعة بسبب منظومة إس 400.

شركات تركية تغلق أبوابها:

  • 10453 شركة خلال العام الجاري

  • 9385 في عام 2019

  • 11 % نسبة ارتفاع الشركات المغلقة

  • 132 مليار ليرة مديونات الشركات خلال 18 يوما