القتل برذاذ الفلفل.. اختراع إيراني

ضرب سبهري حتى الموت يهدد باندلاع احتجاجات شعبية واسعة
ضرب سبهري حتى الموت يهدد باندلاع احتجاجات شعبية واسعة

الاثنين - 26 أكتوبر 2020

Mon - 26 Oct 2020








الشاب مربوطا بالعمود قبل تعذيبه                             (مكة)
الشاب مربوطا بالعمود قبل تعذيبه (مكة)
«ربطوه على عمود كهربائي، وتولى جلادو الشرطة رش رذاذ الفلفل على وجهه وعينيه، ثم أوسعوه ضربا بالهراوات والصدمات الكهربائية حتى فارق الحياة».. هذا باختصار المشهد المؤلم الذي صدم العالم كله، خلال فيديو لمعتقل إيراني يجري سحله وقتله من قبل شرطة بلاده، انتشر بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس.

حدثت الواقعة في مدينة مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية، لكنها صدمت الملايين حول العالم، وأعطت صورة مقربة لما يفعله نظام الملالي مع شعبه من قمع وقتل وتدمير، حيث بات واضحا أن الموت عبر «رذاذ الفلفل» هو اختراع إيراني خالص.

تداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي المقطع الذي وصفوه بالمروع، حيث يظهر عنفا جديدا من قبل عناصر الشرطة ضد شاب أعزل مكبل اليدين، يدعى مهرداد سبهري وينحدر من بلدة حجت بمدينة مشهد.

45 دقيقة تعذيب

قال موقع (ميدل ايست أونلاين) إن الشرطة الإيرانية سارعت بالإعلان عن فتح تحقيق في مقتل شاب بمدينة مشهد بعد أن تعرض للتعذيب على أيدي عناصر أمنية لنحو 45 دقيقة بعد أن تم تقييده في عمود كهربائي ورشقه برذاذ الفلفل وصعقه مرارا بصاعق كهربائي وضربه على أماكن مختلفة من جسده.

وأكد أن الحادثة تشبه مقتل جورج فلويد الأمريكي الأسود الذي توفي اختناقا بينما كان شرطي يدوس على رأسه ورقبته لمدة 9 دقائق تقريبا، رغم أنه ظل يتوسل إليه ويبلغه أنه يعاني من ضيق التنفس إلى أن فارق الحياة، وقامت الدنيا ولم تقعد من وقتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن السلطات الإيرانية التي لا تحقق في هذه الحوادث في العادة وجدت نفسها مجبرة بعد أن تم نشر شريط فيديو يظهر مدى الوحشية التي تعاملت بها الشرطة في مشهد مع مواطن أعزل. كما يأتي بعد نحو أسبوع أو أكثر من نشر شريط فيديو مماثل لامرأة تتعرض للضرب والتعذيب في عبادان.

تصرف وحشي

يرى مراقبون أن مسارعة السلطات الإيرانية بالتحقيق يأتي خوفا من اندلاع الاحتجاجات مجددا، التي كادت تقتلع النظام في نوفمبر الماضي بعد زيادة أسعار الطاقة، وبعدما تسببت واقعة الشاب في انتقادات غربية واسعة لممارسات القمع في دولة تحتل مركزا دوليا متقدما جدا للدول صاحبة أكبر سجل في التعذيب والأكثر قمعا للحريات.

واعتبر الكثيرون أن المشهد يتكرر سواء في تعذيب الشاب حتى الموت أو ضرب فتاة عبادان في الشارع على مسمع ومرأى من العامة بعد أن اغتصبها أحد المسؤولين، فكلاهما كان أعزل ولا يشكل أي خطر استدعى ذلك التعامل الذي وصفه إيرانيون بالوحشي.

واعتبر الكثيرون أن الإعلان بشكل علني عن التحقيق أمر نادر في إيران، حيث وجه رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي انتقادات عن ممارسات قام بها أفراد من الشرطة في الفترة الأخيرة.

اتهامات بالقتل

واتهمت عائلة سبهري الشرطة قضائيا بتعذيب ابنها حتى «الموت» أثناء اعتقاله من مكان عمله، وقالت إنه»توفي اختناقا برذاذ الفلفل في سيارة للشرطة الأسبوع الماضي، قبل نقله للمستشفى، وقد ظهرت عليه آثار تعذيب بدني في أنحاء متفرقة من جسده».

ووصف مغردون على موقع «تويتر» الواقعة بأنها انتهاك حقوقي وسوء معاملة جديدة من جانب الشرطة الإيرانية ضد شخص أعزل، مطالبين بمحاسبة المتورطين، وقالت وسائل إعلام إن اعتقاله تم بناء على دعوى من صهره إثر نزاع مع زوجته.

ونقل مصدر عن مهرداد سبهري شقيق القتيل، قوله «تعرض مهرداد للضرب على أيدي رجال الشرطة لمدة 45 دقيقة»، متسائلا «لماذا تعاملت الشرطة بهذه الطريقة مع مثل هذا الشخص الأعزل؟».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية ‹إرنا› عن محمد كاظم تقوي قائد شرطة محافظة خراسان رضوي، قوله إن الشرطة فتحت تحقيقا على إثر تقارير إعلامية خارج إيران «عن وفاة رجل وتداول صور لدى توقيف المشتبه به والزعم بأنه تم تسميمه باستخدام رذاذ الفلفل».

وأضاف «تم إصدار أوامر خاصة للتحقيق سريعا في المسألة وتبيان ماذا حصل وكيف»، معبرا عن أسفه لـ»الحادث»، متجنبا الحديث عن عملية قتل تحت التعذيب، ومشددا على أن نتائج التحقيق ستعلن قريبا.

ولم يقدم تقوي تفاصيل إضافية أو اسم الرجل الذي كان يتم توقيفه، لكن موقعا إخباريا إيرانيا معارضا نشر تفاصيل ما حدث ونقل عن شقيق الهالك رواية تشير إلى تعذيب وحشي.

وزعمت وكالة فارس أن رد فعل الشرطي الذي ظهر في شريط فيديو وهو يرش الضحية برذاذ الفلفل، جاء بعد أن تعرض للشتم من قبل الشخص الموقوف التي توفي لاحقا اختناقا برذاذ الفلفل، في إشارة إلى مهرداد سبهري، وهو التبرير الذي أثار سخرية الكثيرين.

وبحسب المسؤول مهدي أخلاقي، سيتم أخذ عينات من رئة الضحية بعد التشريح «لتحليل تأثير الرذاذ في وفاته».

الخوف من التظاهر

وتحاول السلطات بأوامر عليا احتواء موجة غضب كامنة في الشارع الإيراني وتجنب كل ما من شأنه أن يشعل الجبهة الاجتماعية، وخاصة أن إيران تتعرض لانتقادات وضغوط دولية شديدة على خلفية سجلها في انتهاك حقوق الإنسان.

وقال مراقبون إن نظام الملالي في غنى عن أي توترات اجتماعية في هذا الظرف الذي يعيش فيه أسوأ أزمة مالية واقتصادية على الإطلاق بسبب العقوبات الأمريكية وتداعيات جائحة كورونا، ويحتاج إلى تخفيف الضغوط الداخلية لتقليل جبهات المواجهة.

وأكدت السلطة القضائية الإيرانية منتصف الشهر الحالي عن أوامر بحظر التعذيب واللجوء إلى «الاعترافات المنتزعة بالقوة» والسجن الانفرادي والاحتجاز غير القانوني لدى الشرطة وانتهاكات أخرى لحقوق المتهمين، بحسب وثيقة نشرها موقع «ميزان أونلاين» الالكتروني التابع لها.

مبررات ساخرة

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية ›إرنا‹ عن محمد كاظم تقوي قائد شرطة محافظة خراسان رضوي، قوله إن الشرطة فتحت تحقيقا على إثر تقارير إعلامية خارج إيران «عن وفاة رجل وتداول صور لدى توقيف المشتبه به والزعم بأنه تم تسميمه باستخدام رذاذ الفلفل .»

وأضاف «تم إصدار أوامر خاصة للتحقيق سريعا في المسألة وتبيان ماذا حصل وكيف »، معبرا عن أسفه ل »الحادث »، متجنبا الحديث عن عملية قتل تحت التعذيب، ومشددا على أن نتائج التحقيق ستعلن قريبا.

ولم يقدم تقوي تفاصيل إضافية أو اسم الرجل الذي كان يتم توقيفه، لكن موقعا إخباريا إيرانيا معارضا نشر تفاصيل ما حدث ونقل عن شقيق الهالك رواية تشير إلى تعذيب وحشي.

وزعمت وكالة فارس أن رد فعل الشرطي الذي ظهر في شريط فيديو وهو يرش الضحية برذاذ الفلفل، جاء بعد أن تعرض للشتم من قبل الشخص الموقوف التي توفي لاحقا اختناقا برذاذ الفلفل، في إشارة إلى مهرداد سبهري، وهو التبرير الذي أثار سخرية الكثيرين.

وبحسب المسؤول مهدي أخلاقي، سيتم أخذ عينات من رئة الضحية بعد التشريح «لتحليل تأثير الرذاذ في وفاته.