معضلة حرف (د)
الأحد - 25 أكتوبر 2020
Sun - 25 Oct 2020
يحرص كثير من الناس على حرف (د) قبل اسمه، بسبب أنه يقدم وجاهة اجتماعية وتشريفا لصاحبه، ومع الأسف مجتمعنا يغذي هذه الثقافة وينظر لصاحب حرف (د) نظرة تبجيل وتقديس، بما يفوق حجمه الحقيقي، والراجح أنها ثقافة مصرية حين قدوم المصريين كأساتذة في الجامعات السعودية، ولكن هذا غير مهم بالنسبة لي، المهم أنها ثقافة قبيحة تقسم المجتمع، والإشكالية العظمى أن كثيرا ممن يحرصون على حرف (د) تجد أنهم ليس لديهم أي سجل بحثي معتبر ولا نشاطات علمية قيمة، بل وبعضهم من خريجي جامعات دون المستوى!
أعجب من أن كثير من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ينادي بعضهم بعضا «يا دكتور» بدلا من النداء بالاسم الأول أو الكنية، أنا أعجب منهم لأنهم درسوا بالخارج ورأوا الثقافة الأخرى - الجانب الإيجابي منها - ولكنهم لم يتعلموا منهم، كنا ننادي مشرف الدكتوراه باسمه الأول رغم أننا لم نحصل بعد على درجة الدكتوراه، في المقابل أذكر أن صديقي (وهو أحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى جامعاتنا) سأل عميد الكلية: هل أناديك بأبي ماجد أم بدكتور؟ فقال: بل يا دكتور لأنني تعبت حتى حصلت عليها. قصة أخرى في إحدى صحفنا: تخرج أحد المبتعثين في إحدى الجامعات وأفاجأ أنها تطلق عليه لقب «العالم السعودي»!
حقيقة وجدت ناسا لم يحصلوا على درجة الدكتوراه أو حتى البكالوريوس الجامعية، لكنهم يملكون حدة الذكاء والفطنة والرؤية المستقبلية، مقابل أني رأيت دكاترة ليست لديهم أي رؤية واحترافية، بل ولديهم ضيق في الفكر وقلة في العطاء، فما أكثر الجهلة الذين يضيفون لقب دكتور إلى أسمائهم وهم الأبعد عن العلم، فالدنيا نصيب: هذا حصلت له بعثة والآخر لم تحصل له! فالإشكالية حين يكون الهدف من نيل الشهادة مقصورا على الوظيفة فحسب لا للعلم.
وفي الختام، أعلم أن مقالتي هذه قاسية بعض الشيء، وقد تقابَل بردود إيجابية وأخرى سلبية، ولكن دعونا نعمل على تغيير ثقافة المجتمع بأن نتواضع، وأن يكون مقياس الفخر لدنيا بإنجازات الشخص لوطنه ومجتمعه وأمته وليس للألقاب الفارغة. وفق الله الجميع لما فيه الخير.
[email protected]
أعجب من أن كثير من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ينادي بعضهم بعضا «يا دكتور» بدلا من النداء بالاسم الأول أو الكنية، أنا أعجب منهم لأنهم درسوا بالخارج ورأوا الثقافة الأخرى - الجانب الإيجابي منها - ولكنهم لم يتعلموا منهم، كنا ننادي مشرف الدكتوراه باسمه الأول رغم أننا لم نحصل بعد على درجة الدكتوراه، في المقابل أذكر أن صديقي (وهو أحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى جامعاتنا) سأل عميد الكلية: هل أناديك بأبي ماجد أم بدكتور؟ فقال: بل يا دكتور لأنني تعبت حتى حصلت عليها. قصة أخرى في إحدى صحفنا: تخرج أحد المبتعثين في إحدى الجامعات وأفاجأ أنها تطلق عليه لقب «العالم السعودي»!
حقيقة وجدت ناسا لم يحصلوا على درجة الدكتوراه أو حتى البكالوريوس الجامعية، لكنهم يملكون حدة الذكاء والفطنة والرؤية المستقبلية، مقابل أني رأيت دكاترة ليست لديهم أي رؤية واحترافية، بل ولديهم ضيق في الفكر وقلة في العطاء، فما أكثر الجهلة الذين يضيفون لقب دكتور إلى أسمائهم وهم الأبعد عن العلم، فالدنيا نصيب: هذا حصلت له بعثة والآخر لم تحصل له! فالإشكالية حين يكون الهدف من نيل الشهادة مقصورا على الوظيفة فحسب لا للعلم.
وفي الختام، أعلم أن مقالتي هذه قاسية بعض الشيء، وقد تقابَل بردود إيجابية وأخرى سلبية، ولكن دعونا نعمل على تغيير ثقافة المجتمع بأن نتواضع، وأن يكون مقياس الفخر لدنيا بإنجازات الشخص لوطنه ومجتمعه وأمته وليس للألقاب الفارغة. وفق الله الجميع لما فيه الخير.
[email protected]