الموت يلاحق الإيرانيين في المهجر

نظام الملالي يبعث جواسيس وقتلة يترصدون المعارضين في شتى بقاع المعمورة
نظام الملالي يبعث جواسيس وقتلة يترصدون المعارضين في شتى بقاع المعمورة

الأحد - 25 أكتوبر 2020

Sun - 25 Oct 2020

لم يعد القتل والقمع حصريا للإيرانيين الذين يعيشون في جحيم المرشد الأعلى علي خامنئي وعصبة الملالي، بل بات الإيرانيون المنتشرون في شتى أنحاء العالم مهددون بالموت والملاحظة من النظام القمعي الإرهابي، الذي يرسل الجواسيس والقتلة لتصفية منتقديه.

وبحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية، فإن النظام الإيراني كان مسؤولا عما يصل إلى 360 عملية اغتيال مستهدفة في بلدان أخرى، منذ توليه السلطة في عام 1979، وتورط في هذه القضايا دبلوماسيون وضباط. وأعلنت أمس الأول شرطة مدينة يورك الكندية أن المعارض الإيراني، محمد مهدي أمين (58 عاما) عثر عليه ميتا في منزله، وأنه ضحية جريمة قتل، وفقا لموقع راديو فردا. وأفادت الشرطة بأنها تسعى لكشف ملابسات الحادث، وفحص كاميرات المراقبة في المنطقة المقيم بها المعارض الإيراني، مشيرة إلى أنه لم يتم العثور على سيارة أمين في مسرح الجريمة.

جريمة أمين

لم تنشر شرطة تورنتو بعد تقريرا عن الدافع المحتمل والطريقة والجناة المتورطين في قتل المعارض البارز محمد مهدي أمين، لكن أصدقاء الضحية وأقاربهم يتهمون الحكومة الإيرانية بقتله، مستندين على تاريخها الإجرامي، وتصفيتها لأبرز معارضيها في الخارج عبر أذرعها الإرهابية المنتشرة حول العالم.

ويعد أمين عضوا سابقا في الكونجرس الكندي الإيراني، وكان أحد النشطاء على مواقع التواصل، الذي يطالب بالإطاحة بالنظام الحاكم في طهران، كما كان من المدافعين عن حقوق ضحايا الطائرة الأوكرانية، التي أسقطتها إيران في مطلع العام الحالي، وراح ضحيتها أكثر من 170 شخصا.

وسبق له اتهام النظام الإيراني بالخيانة والعمالة، وعده من أكبر الكوارث التي تواجه البشرية، في ظل عمليات القمع والقتل والتخريب التي يتبعها ضد شعبه، ودأبه على حياكة المؤامرات وعمليات التجسس في كل مكان، ورعاية الإرهاب وتصدير القتل.

تهديدات بالقتل

ونقلت قناة (الحرة) عن حامد إسماعيلون، المتحدث باسم جمعية ضحايا الرحلة 752، أنه تلقى أخيرا تهديدات بالقتل، وكتب طبيب الأسنان المقيم في تورنتو، في منشور على صفحته على فيس بوك «إذا تم العثور على آثار أقدام لحكومة أجنبية في مقتل مهدي أمين، فيبدو أن الخبراء اليونانيين الرومان التابعين للجمهورية الإيرانية يتنقلون مرة أخرى».

ويشير مصطلح «الخبراء اليونانيون الرومانيون» إلى القتلة الإيرانيين الذين اغتالوا المعارضين الإيرانيين في جميع أنحاء العالم.

وقال إسماعليون «لقد وصلتني رسائل كراهية وسيارات مشبوهة واتصالات غريبة وتهديدات بالقتل، لكني لا أخاف القتلة الذين تستأجرهم إيران».

تحقيق شامل

وطالب كافيه شاهروز، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان المقيم في تورونتو، وصديق مهدي أمين، إلى إجراء تحقيق شامل في القضية، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف صفا واحدا في وجه حكومة الملالي الإيرانية التي تنشر الشر والدمار حول العالم، قائلا إن الكثيرين في الجالية الإيرانية الكندية يشعرون بعدم الأمان.

وأضاف «آمل أن تأخذ السلطات مخاوف المجتمع على محمل الجد، أتمنى أن تحقق في الزاوية السياسية، حتى لو تبين أن هذا لم يكن بدوافع سياسية»، وتابع «آمل أن تتفهم أجهزتنا الأمنية الخوف الذي نعيشه. لأنك تعلم، نحن نحارب نظاما لا يتردد في استخدام العنف ضد المعارضين في الداخل والخارج».

اضطهاد الأقليات

على صعيد آخر، واصل النظام الإيراني اضطهاد الأقليات، وشهدت الفترة الماضية تعرض البهائيين في إيران للاضطهاد بشكل منهجي، وحكمت «محكمة ثورية» في إيران على خمس نساء بالسجن خمس سنوات بتهمة «نشر دعاية ضد الدولة من خلال اعتناق البهائية»، وذكر موقع «إيران نيوز واير» أن الحكم بحق النساء الخمس صدر في مدينة مشهد شمال شرقي إيران في 19 من هذا الشهر.

وأشار إلى أن النساء البهائيات اعتقلن لأول مرة في مشهد في 15 نوفمبر 2015 من قبل قوات الأمن، ضمن حملة اعتقالات شملت 11 مواطنا بهائيا آخرين في طهران وأصفهان بوسط إيران.

سجن وتعذيب

وتؤكد مصادر غير رسمية أن هناك أكثر من 300 ألف شخص يتبعون المذهب البهائي في إيران، ومع ذلك فإن دستور البلاد يعترف فقط بالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية ولا يعترف بالبهائية، ومنذ وصول رجال الخميني إلى الحكم في عام 1979، تعرض البهائيون للاضطهاد بشكل منهجي نتيجة السياسات الحكومية القائمة في البلاد.

وتؤكد تقارير أن النظام الإيراني أعدم أو قتل أكثر من 200 من معتنقي الديانة البهائية، فيما تعرض مئات آخرون للتعذيب أو السجن، وخسر عشرات الآلاف وظائفهم، بسبب معتقدهم الديني.

أبرز اغتيالات المعارضين الإيرانيين:

1989 اغتيال عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آذر في فيينا

1991 قام الحرس الثوري الإيراني باغتيال شابور بختيار، آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه. وأودى الهجوم بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية

1992 قتل الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وثلاثة من مساعديه فتاح عبدلی وهمایون اردلان ونوری دهكردی في برلين، وأصدر المدعي العام الاتحادي الألماني مذكرة اعتقال بحق وزير الاستخبارات الإيراني علي فلاحيان بتهمة التخطيط والإشراف على تفجير المطعم الذي كان فيه المقتولون