السم أو الانهيار.. لا بديل أمام خامنئي

مسؤولة أمريكية تضع خيارين لا ثالث لهما أمام جلادي الملالي في طهران الوصول إلى اتفاق نووي جديد مستحيل ولا يمكن للشفافية أن تعود لطهران فجأة الضغط الأمريكي الأقصى يساعد الإيرانيين على التخلص من جلاديهم المجرمين تسريبات (عماد) كشفت المستور وقضية الصواريخ البالستية لا تقل أهمية
مسؤولة أمريكية تضع خيارين لا ثالث لهما أمام جلادي الملالي في طهران الوصول إلى اتفاق نووي جديد مستحيل ولا يمكن للشفافية أن تعود لطهران فجأة الضغط الأمريكي الأقصى يساعد الإيرانيين على التخلص من جلاديهم المجرمين تسريبات (عماد) كشفت المستور وقضية الصواريخ البالستية لا تقل أهمية

السبت - 24 أكتوبر 2020

Sat - 24 Oct 2020

(كأس السم أو الانهيار.. ولا يوجد خيار ثالث).. هذا ملخص السيناريو الذي رسمته مسؤولة أمريكية كبيرة أمام إيران في العام المقبل 2021، في حال مواصلة الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية (ترمب أو بايدن) الضغط دبلوماسيا وعسكريا وماليا.

دعت المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كلير لوبيز في مقال نشرته بصحيفة «ريل كلير وورلد» إلى ضرورة مساعدة الإيرانيين على التخلص من جلادي الملالي.

وذكّرت بإشادة المرشد الإيراني علي خامنئي في خطابه الشهر الماضي بسلفه الخميني الذي «تجرع كأس السم» حين قبل بالهدنة مع العراق في 1988، وتساءل المراقبون إذا كانت هذه الإشادة تلميحا إلى قرار مشابه سيتخذه خامنئي نفسه لإنقاذ نظامه من الانهيار، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وشددت لوبيز على ضرورة عدم التهاون مع النظام الإيراني ووكلائه المنتشرين في المنطقة، ودعت الولايات المتحدة الأمريكية سواء فاز دونالد ترمب أو جو بايدن إلى الضرب بقوة من أجل كسر عناد النظام الإيراني، ووقف دعمه المتواصل للإرهاب، وضلوعه في مؤامرات القتل والدمار والتخريب.

لا نجاة

وأكدت المسؤولة الأمريكية، أن النظام الإيراني لن يستطيع النجاة لأربعة أعوام أخرى مثل التي مرت عليه تحت إدارة ترمب.

وقالت «من هنا، يمكن فهم كلمات خامنئي. ورغم تعهد المرشح جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي إذا فاز بالانتخابات، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على واشنطن العودة إليه دون شروط. وأعلن كبير موظفي الرئيس حسن روحاني محمود واعظي أن العودة للمحادثات مع ترمب أو مع بايدن لن تحصل. وأن موافقة إيران على محادثات جديدة ستتطلب إنهاء العقوبات».

وأشارت إلى أن حملة الضغط الأقصى ضربت الاقتصاد الإيراني بشدة، فارتفع التضخم، وانخفض الريال الإيراني إلى مستوى قياسي، بينما تشهد احتياطات العملات الأجنبية تقلصا سريعا، وقالت «مع أن القيود على الميزانية ضيقت تمويل طهران لوكلائها الإرهابيين في المنطقة، كان التأثير الأكبر على الشعب الإيراني، وتوفى أكثر من 120 ألفا من أصل 83 مليونا بسبب فيروس كورونا. وينزل الإيرانيون باستمرار إلى الشوارع بينما يواجههم النظام بوحشية».

التدقيق النووي

ودعت إلى ضرورة التدقيق في المدى الذي وصل إليه برنامج إيران النووي، طالما أن عودة المحادثات غير مؤكدة الآن، وقالت «وفق تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشهر الماضي، خرقت إيران الاتفاق النووي على مستوى مخزون اليورانيوم المخصب، وتأسيس مراكز طرد مركزي متطورة في منشأة نطنز النووية، وتطوير الصواريخ البالستية النووية. ولذلك، فإن العودة السريعة إلى الاتفاق النووي تبدو مستحيلة».

ولفتت إلى أن معهد العلوم والأمن الدولي في تحليل لتقرير الوكالة، يرى أن الفترة التي تفصل إيران عن الوصول إلى سلاح نووي هي 3 أشهر ونصف، بداية من أواخر سبتمبر الماضي. ويقدر المعهد وصولها إلى سلاح ثان بعد شهرين.

العودة المستحيلة

وتبدو العودة للاتفاق النووي مستحيلة وفق لوبيز، التي تؤكد أن المساعد السابق لوزير الدفاع السفير إريك أدلمان ونائب قائد القوات الأمريكية السابق في أوروبا الجنرال تشارلز وولد، كتبا في الشهر الماضي، أن عودة ترمب أو بايدن إلى الاتفاق النووي ستكون خطأ جسيما، بصرف النظر عن الرد الإيراني.

ولفتت إلى تسريبات خطة (عماد) التي بدأت في الانتشار عام 2016، والتي تظهر أن نظام طهران واصل العمل على الأسلحة النووية أعواما بعدما سادت فكرة أنه تخلى عن ذلك.

مشيرة إلى أنه في غياب الشفافية، لا توجد مادة في الاتفاق النووي تطالب إيران بالسماح للوكالة الدولية بزيارة أي مكان لا توافق عليه طهران. لذلك، تؤكد لوبيز أن الشفافية لا يمكن أن تعود فجأة إلى الاتفاق حتى ولو وافق الطرفان على العودة إلى نص 2015.

الصواريخ البالستية

وشددت المسؤولة الأمريكية على نقطة مهمة تتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية، وقالت «ما لم يتطرق إليه الاتفاق النووي لا يقل أهمية عما تطرق إليه. ودعما للاتفاق، أصدر مجلس الأمن القرار 2231 الذي دعا إيران بطريقة لينة إلى تجنب أي نشاط مرتبط بالصواريخ البالستية ومصمم لتسليم أسلحة نووية، بما فيه استخدام تكنولوجيا صاروخية بالستية. ثمة غياب لأي وكالة أو مسار يفرض هذا القرار، الذي لم ينفذ بطبيعة الحال، ولكن المقلق على وجه التحديد هو برنامج إيران الفضائي».

ونقلت ما قاله الخبير في الدفاع الصاروخي أوزي روبين، بأن برنامج الفضاء الإيراني غير مرتبط ببرنامجها الصاروخي، بل هو برنامجها الصاروخي تحديدا. فوكالات الفضاء الإيرانية المدنية ليست سوى غطاء للأهداف العسكرية الإيرانية، وأكد أن إطلاق الحرس الثوري قمره الاصطناعي الأول في أبريل 2020 ذو طابع عسكري، وتقول إيران إنه برنامج فضاء مدني.

تجرع السم

وترى لوبيز أن العودة الأمريكية إلى الاتفاق النووي لا يمكن أن تكون نصيحة إيجابية أو عملية الآن. وقالت «عوض ذلك على واشنطن التشدد في الشروط التي وضعها وزير الخارجية مايك بومبيو في مايو 2018، فإعلانه لم يكن موجها للتعامل مع برنامج إيران النووي وحسب، بل كان أيضا لمطالبة إيران بضرورة تقديم كشف شامل للأبعاد العسكرية في برنامجها النووي السابق، ووقف تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن إعادة معالجة البلوتونيوم، والتزام إيران بتأمين وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى جميع المنشآت على امتداد كامل البلاد، كما طالب بومبيو إيران بتحسين وضع حقوق الإنسان مع شعبها».

وشددت في النهاية على أنه إذا تعذر على أي إدارة التوصل إلى اتفاق نووي جديد يشمل النقاط التي وضعها بومبيو، فإنه يجب مواصلة الضغط على إيران، دبلوماسيا وماليا وعسكريا، إلى أن يتجرع الملالي كأس السم أو ينهارون، فيتحرر الشعب الإيراني من جلاديه المجرمين.