عدوانية الأطفال تجاه والديهم.. هل هناك ما يحفزها؟
تفاعل
تفاعل
الأحد - 10 يوليو 2016
Sun - 10 Jul 2016
الخبر المؤسف: (توأمان حدثان يسحلان والديهما!)؛ سمعنا وقرأنا عنه وتناقلته وسائل الإعلام التقليدية في جولات، وعبر وسائط التواصل الاجتماعي وكذلك مباشرة عبر الجوالات، فكيف يحدث هذا الحدث الجلل، وهذه المرة على مستوى عائلة الواحد منا في بيته، وبين أهله وبنيه؟
ثم تجدنا بعد كل هذا وذاك نمضي معصوبي الرأس والأذنين والعينين، مرددين ما تلاوكناه من أعذار، ولا نزال وفي تكرار مدرار، فنربت على أكتافنا وكأن لا حاجة لنا للنظر في وضع الشباب المتأزم يوما بعد ليل، وجلهم لا يجد ملجأ إلا في أنواع المسكنات وبما يساهم في الهروب؛ وذلك مع قلة الترويح ولو حتى لساعة من نهار، ولو في فعاليات مرح على سواحل البحار، أو في تسلية مسبغة في بر القفار؛ أو تنظيم «أوبريت» في ساعة من نهار.
فلقد اختصرنا متع الحياة وأنواع التسلية في الأكل وفي الباذخ من الولائم (وجلها مآله إلى براميل القمائم)؛ أو في إقامة حفل زفاف قد تتبعه حفلات (جراء الطلاق، 70%+)، فمعاودة المزواجيات في أنواع من المسيارات؛ ثم ربما في السفرات الغادقة غربا أو الربوع الفسيحة المفسوحة شرقا.. ثم شرقا.
بينما يبقى الضغط المكبوت ومعه تضاؤل فرص اللهو البريء فضلا عن توفير الدفء في البيت ذاته، حيث يتكاثر ويتزاحم الإنجاب بما يحد ويضائل من فرص التلاقي الفردي بخاصة، والجماعي بعامة، للتحسس التنادمي المباشر أو لتلمس المشاعر.
وكذلك هو الحال في ثلث يوم الطفل والمراهق بالمدرسة، في فصل مزحوم ومعلم مأزوم وفي ظروف لا يقوى فيها على توفير فرص التجاوب مع سؤال، فضلا عن التفاعل اللفظي والشخصي الفعال!
وبينما نجد الحياة بعامة رتيبة غدوا ورواحا و»معبكة» بأنواع الشدة والرهبة والترهيب؛ وضامرة في الحنو والحميمية والترغيب.
وفي نفس الوقت، وفيما يخص غير الشباب وفي حال الأبوين ذاتهما.. فإن «ضغوطات» الـ24 ساعة (لاحظ فضلا «جمع الجمع» هنا!!) على مدار اليوم تجعل الأم والأب.. في شغل مشغول وربما شاغل، في البحث عن كل «ترفيه» ممكن أو متاح، ونحو حلقات القيل والأقوال وكذلك متواصل الأخبار ودردشائيات الجوال؛ ثم يسعون بشغف لتكملة «السيرة» في أمسيات إلى أطول فترة ممكنة من الوقت المتاح إلى سجى الليل، وأحيانا حتى تباشير الصباح. وقد نجد الأب في ديوانيته.. أحيانا ليليا وعلى مدار الأسبوع والأم كذلك؛ وكل في فلكه يسرح!
بينما في كثير من الأحيان نجد الأطفال في رعاية الأجنبيات، في كنف الشغالة والمربية أيضا، وذلك عند شغالة واحدة كحد أدنى إلى شغالتين في عوائل الطبقة المتوسطة إلى ثلاث (ومعهن ممرضة على البيعة!) في العائلات الأغنى.
وبذلك يجد كل من الوالدين مجالا لقضاء أوقات السهرة والترفيه الدسم و»المعبك» ليلة بعد ليلة: و»فين السهرة الليلة»؟ وأين «نأكل» هذا المساء(!)
بينما يسلي الوالد والوالدة نفسيهما بأنهما «ما قصرا» مع أولادهما في شيء: فإن الحليب ومعه الحفاضات في وفرة وبالكرتون؛ وكذلك بقية (متطلبات) الدار. ولكيلا ننسى، ينوهان ويصرحان من حين لآخر بأنهما قد سجلا أطفالهما في مدارس خاصة (..»تدرِس اللغة الانگليزية، بل والفرنسية، منذ السنين الأولى!)! فماذا بعد يبغون؟ وماذا يا ترى بعد كل هذا سيحتاجون؟»(!)
بينما ينسون أو يغفلون عن تقصيراتهم فيما هو (أهم): توفير الوقت والتواجد المأنوس الحنون .. على مدار العام؛ وليس فقط، وربما في فترات.. مثل موسم «الاختبارات»، أو في مناسبات متناثرات.. أو نادرات.
وبعد، وبالنسبة لعموم الأطفال، فيحسن النظر إليهم بنظرة كثيبة وحثيثة وحريصة خلال سيرورة حياتهم اليومية؛ واليقظة بحرص نحو إمكانات الضعف واحتمالات الخلل والضياع.. وهي عديدة خارج البيت وداخله! وحتى لا ينشأ ناشئ الفتيان فينا على كفاف التواصل وجفاف الاتصال. وإنه وكما هو معلوم عند الوالدين المسؤولين
فليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إنَ اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا!
ويحسن أن يأتي فحص وتفقد أوضاع وحالات الطفل في متنوع الأحوال، ودون انتظار حادث من خلل، ولا تعليق ظرف ما تلقائيا بحادث إرهابي حصل. وإن من الضروري مراجعة كل الأسباب الاجتماعية والنفسية والبيئية والمرافقية والترفيهية، وتسليط الضوء عليها وإبرازها والتوجه بجد وواقعية في التعامل معها.
ومع ندرة البهجة و«البهجوان» في الحياة العامة، ومساحات ومواقع الترفيه العام والترويح البريء: السينما، والموسيقى، والمسارح.. إلخ في الفضاء العام خارج البيت؛ ومع انشغال الوالدين - كليهما - عن أطفالهما داخل البيت.. فكيف لنا وللمجتمع بتنشئة سوية ومتوازنة للطفل منذ الرضاعة إلى سني اليفاعة؛ وأنى له إلا أن يكون غريبا وهو في عقر الدار! فيجد ملاذا له في الخارج المتواسع المدار، ثم قد يمضي في تيه عام يقوده إلى رفقة الإرهاب وعصبة الأشرار!
وفي هكذا وضع، وبجو مثل هذا، فإذا ما زيد عليه بالتمادي في الإنجاب والإفراط في النسل، فأنى للطفل أن يلحق على قدر لائق من الرعاية الحقة والمريحة، فضلا عن لم الشمل في جو من الحبور والسعادة والمحبة والحنان محميا - و لو حتى في أوقات رمضان، من رفاق السوء ودعاة العنف والبغض وممارسي الإرهاب والعنفوان!؟
ثم تجدنا بعد كل هذا وذاك نمضي معصوبي الرأس والأذنين والعينين، مرددين ما تلاوكناه من أعذار، ولا نزال وفي تكرار مدرار، فنربت على أكتافنا وكأن لا حاجة لنا للنظر في وضع الشباب المتأزم يوما بعد ليل، وجلهم لا يجد ملجأ إلا في أنواع المسكنات وبما يساهم في الهروب؛ وذلك مع قلة الترويح ولو حتى لساعة من نهار، ولو في فعاليات مرح على سواحل البحار، أو في تسلية مسبغة في بر القفار؛ أو تنظيم «أوبريت» في ساعة من نهار.
فلقد اختصرنا متع الحياة وأنواع التسلية في الأكل وفي الباذخ من الولائم (وجلها مآله إلى براميل القمائم)؛ أو في إقامة حفل زفاف قد تتبعه حفلات (جراء الطلاق، 70%+)، فمعاودة المزواجيات في أنواع من المسيارات؛ ثم ربما في السفرات الغادقة غربا أو الربوع الفسيحة المفسوحة شرقا.. ثم شرقا.
بينما يبقى الضغط المكبوت ومعه تضاؤل فرص اللهو البريء فضلا عن توفير الدفء في البيت ذاته، حيث يتكاثر ويتزاحم الإنجاب بما يحد ويضائل من فرص التلاقي الفردي بخاصة، والجماعي بعامة، للتحسس التنادمي المباشر أو لتلمس المشاعر.
وكذلك هو الحال في ثلث يوم الطفل والمراهق بالمدرسة، في فصل مزحوم ومعلم مأزوم وفي ظروف لا يقوى فيها على توفير فرص التجاوب مع سؤال، فضلا عن التفاعل اللفظي والشخصي الفعال!
وبينما نجد الحياة بعامة رتيبة غدوا ورواحا و»معبكة» بأنواع الشدة والرهبة والترهيب؛ وضامرة في الحنو والحميمية والترغيب.
وفي نفس الوقت، وفيما يخص غير الشباب وفي حال الأبوين ذاتهما.. فإن «ضغوطات» الـ24 ساعة (لاحظ فضلا «جمع الجمع» هنا!!) على مدار اليوم تجعل الأم والأب.. في شغل مشغول وربما شاغل، في البحث عن كل «ترفيه» ممكن أو متاح، ونحو حلقات القيل والأقوال وكذلك متواصل الأخبار ودردشائيات الجوال؛ ثم يسعون بشغف لتكملة «السيرة» في أمسيات إلى أطول فترة ممكنة من الوقت المتاح إلى سجى الليل، وأحيانا حتى تباشير الصباح. وقد نجد الأب في ديوانيته.. أحيانا ليليا وعلى مدار الأسبوع والأم كذلك؛ وكل في فلكه يسرح!
بينما في كثير من الأحيان نجد الأطفال في رعاية الأجنبيات، في كنف الشغالة والمربية أيضا، وذلك عند شغالة واحدة كحد أدنى إلى شغالتين في عوائل الطبقة المتوسطة إلى ثلاث (ومعهن ممرضة على البيعة!) في العائلات الأغنى.
وبذلك يجد كل من الوالدين مجالا لقضاء أوقات السهرة والترفيه الدسم و»المعبك» ليلة بعد ليلة: و»فين السهرة الليلة»؟ وأين «نأكل» هذا المساء(!)
بينما يسلي الوالد والوالدة نفسيهما بأنهما «ما قصرا» مع أولادهما في شيء: فإن الحليب ومعه الحفاضات في وفرة وبالكرتون؛ وكذلك بقية (متطلبات) الدار. ولكيلا ننسى، ينوهان ويصرحان من حين لآخر بأنهما قد سجلا أطفالهما في مدارس خاصة (..»تدرِس اللغة الانگليزية، بل والفرنسية، منذ السنين الأولى!)! فماذا بعد يبغون؟ وماذا يا ترى بعد كل هذا سيحتاجون؟»(!)
بينما ينسون أو يغفلون عن تقصيراتهم فيما هو (أهم): توفير الوقت والتواجد المأنوس الحنون .. على مدار العام؛ وليس فقط، وربما في فترات.. مثل موسم «الاختبارات»، أو في مناسبات متناثرات.. أو نادرات.
وبعد، وبالنسبة لعموم الأطفال، فيحسن النظر إليهم بنظرة كثيبة وحثيثة وحريصة خلال سيرورة حياتهم اليومية؛ واليقظة بحرص نحو إمكانات الضعف واحتمالات الخلل والضياع.. وهي عديدة خارج البيت وداخله! وحتى لا ينشأ ناشئ الفتيان فينا على كفاف التواصل وجفاف الاتصال. وإنه وكما هو معلوم عند الوالدين المسؤولين
فليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إنَ اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا!
ويحسن أن يأتي فحص وتفقد أوضاع وحالات الطفل في متنوع الأحوال، ودون انتظار حادث من خلل، ولا تعليق ظرف ما تلقائيا بحادث إرهابي حصل. وإن من الضروري مراجعة كل الأسباب الاجتماعية والنفسية والبيئية والمرافقية والترفيهية، وتسليط الضوء عليها وإبرازها والتوجه بجد وواقعية في التعامل معها.
ومع ندرة البهجة و«البهجوان» في الحياة العامة، ومساحات ومواقع الترفيه العام والترويح البريء: السينما، والموسيقى، والمسارح.. إلخ في الفضاء العام خارج البيت؛ ومع انشغال الوالدين - كليهما - عن أطفالهما داخل البيت.. فكيف لنا وللمجتمع بتنشئة سوية ومتوازنة للطفل منذ الرضاعة إلى سني اليفاعة؛ وأنى له إلا أن يكون غريبا وهو في عقر الدار! فيجد ملاذا له في الخارج المتواسع المدار، ثم قد يمضي في تيه عام يقوده إلى رفقة الإرهاب وعصبة الأشرار!
وفي هكذا وضع، وبجو مثل هذا، فإذا ما زيد عليه بالتمادي في الإنجاب والإفراط في النسل، فأنى للطفل أن يلحق على قدر لائق من الرعاية الحقة والمريحة، فضلا عن لم الشمل في جو من الحبور والسعادة والمحبة والحنان محميا - و لو حتى في أوقات رمضان، من رفاق السوء ودعاة العنف والبغض وممارسي الإرهاب والعنفوان!؟