عبدالله العلمي

العرض القادم من المسلسل الإيراني

الأربعاء - 21 أكتوبر 2020

Wed - 21 Oct 2020

تلهث طهران لاستعادة موقعها على الخريطة الحربية قبل السياسية.

قائمة مشتريات الحرس الثوري الطويلة تشمل صواريخ مضادة للغواصات وسفنا برمائية وطائرات مقاتلة من طراز سوخوي 35 ودبابات قتالية من طراز T-90 من ضمن ترسانة أسلحة أخرى. لذلك لم يكن مستغربا ترحيب طهران هذا الأسبوع بانتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته عليها الأمم المتحدة منذ عام 2007.

الولايات المتحدة لن تتراجع وستقف لإيران بالمرصاد، على الأقل في عهد الرئيس الحالي ترمب. وزير الخارجية الأمريكية بومبيو أكد أن «الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها لفرض عقوبات على أي فرد أو كيان يساهم بشكل ملموس في إمداد وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران».

من المبكر معرفة إذا كانت طهران قد عقدت فعلا صفقات شراء السلاح منذ رفع الحظر.

على أي حال، إيران توظف «نصرة المستضعفين» وشعارات الثورة لتعزيز أنشطتها العسكريّة.

من الواضح أن واشنطن مصممة على منع تدفق الأسلحة لإيران لعدة أسباب.

طهران تسببت بانتشار القتال في بؤر التوتر في العراق وسوريا واليمن ولبنان، كما أنها تدرب وتمول وتسلح التنظيمات الإرهابية والطائفية، إضافة لذلك، طهران خططت ونفذت الهجوم على مرافق النفط في السعودية، وتهدد حركة الملاحة الدولية، وما زالت تتهرب من مسؤوليتها عن حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية.

لن يكون تعطش ملالي إيران لشراء الأسلحة مثمرا على الأقل في المدى القريب، الأسباب واضحة ومن أهمها العقبات التي وضعتها واشنطن بإعادة العقوبات الأممية على إيران. هذا ليس كل شيء، بل إن الولايات المتحدة حذرت من أن أي بلد لا يلتزم بمقاطعة إيران عسكريا، فهو قد اختار تأجيج النزاعات والتوترات بدل تعزيز الأمن والسلام.

ردود الفعل الإيرانية جاءت وقحة واستفزازية كالعادة، الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال بكل بجاحة إن بلاده تستطيع شراء الأسلحة «من أي بلد تريد وفي أي وقت». كل هذا من باب ذر الرماد في العيون، فإيران تشكو انهيار عملتها بشكل غير مسبوق، إضافة لزيادة الغلاء والتضخم وأزماتها المعيشية الأخرى.

ماذا عن خطط طهران المستقبلية؟ المتوقع أن تستعرض طهران نزعتها العسكرية وترفع تدريجيا الستار عن (بعض) الأسلحة الجديدة التي ستحصل عليها. قائمة الأسلحة الطويلة العريضة التي تحدث عنها حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو أصبحت شبه مُعلَنة.

هناك خمسة استنتاجات محتملة خلال الأشهر القليلة المقبلة: أن تسعى إيران لتدشين مشاريع عسكريّة ضخمة بمساعدة الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وأن تُسَرِّع برنامجها النووي، وأن تستمر بدعمها المالي والعسكري لأذرعها الإرهابية حول العالم، وتهديد حركة الملاحة الدولية، وأن تُصَعِّد أسلوب العداء والعنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة وإثارة النعرات الطائفية.

هذا هو للأسف ملخص العرض الكئيب القادم من المسلسل الإيراني الذي يفرض تكلفة باهظة على الأمن العالمي.