عاصم الطخيس

Three Identical Strangers وعلاقته بالطب النفسي

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020

Tue - 20 Oct 2020

يعد الفيلم الوثائقي الدرامي (Three Identical Strangers) الذي أنتج عام 2018 م بميزانية تتراوح بين 2و4 ملايين دولار وعائد فاق 13 مليون دولار على شباك التذاكر؛ نجاحا بحد ذاته نظرا لكونه وثائقيا وليس من الأفلام التجارية المتعارف عليها. ما يهم في هذا الفيلم هو تسليط الضوء على موضوع ظل قيد الكتمان ومستمرا في الخفاء لعقود، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.

قصة الفيلم تتحدث عن كيف تعرف ثلاثة إخوة توائم بعضهم ببعض بعد 20 عاما من فراقهم، هذا ليس كل شيء، لكن كيف لهم أخذ أسماء عوائل مختلفة رغم تطابقهم الواضح. الإخوة الثلاثة هم: روبرت شافران (Robert Shafran)، وديفيد كيلمان (David Kellman) وإيدي جالاند (Eddy Galland).

تبدأ أحداث القصة عندما سجل روبرت في الجامعة ليحتفي فيه الطلاب من دون أن يعرفهم، وهذا ما لم يستوعبه، لكن عندما دخل غرفته الخاصة في السكن الجامعي جاء أحدهم وأخبرهم أنه ليس «إيدي» وذهبا للاتصال بإيدي الذي لم يصدق الأمر، فقرر روبرت وصديقه إيدي الذهاب لمنزل إيدي لمقابلته شخصيا، وبالفعل تم ذلك وكانت المفاجأة، وبعد أن ظهرت قصتهم وصورهم في الجرائد والمجلات، كان حينها ديفيد منشغلا في العمل في محل أبيه، إلا أن أحد أصدقائه جلب الجريدة وجعله يقرؤها ليفاجأ هو كذلك بأنه الأخ الثالث لهم.

اجتمع الثلاثة ولم تبق قناة تلفزيونية أو إذاعية إلا استضافتهم، كانوا يلبسون الملابس نفسها ويجلسون الجلسة نفسها، بل يدخنون النوع نفسه من السجائر، ولهم الذوق نفسه في النساء.

بعد أن اكتسب الثلاثة شهرة واسعة وانهالت عليهم العروض والمبالغ المالية، قرر ثلاثتهم افتتاح مطعم لهم وحقق نجاحا كبيرا حيث الطوابير كانت تقف خارج المطعم من أجل رؤية التوائم الثلاثة وهم يقدمون الطعام ويتحدثون مع الزبائن.

إلا أن الوضع لم يستمر لفترة طويلة كما أمل ثلاثتهم، فهم على الرغم من تشابههم في الشكل الخارجي وبعض الأمور البسيطة، إلا أنهم يختلفون في أمور أساسية تعود لطريقة تربيتهم، ونوع العائلة التي كانوا يعيشون فيها، حيث إن روبرت كان والده طبيبا ومن أسرة متوسطة، وإيدي كان والده معلما وكان من أسرة غنية، أما ديفيد فكان والده من المهاجرين وكان من الطبقة الكادحة، لذلك كانت رؤيتهم للمسؤولية تختلف من شخص لآخر حسبما نشأ عليه.

بعد البحث والاستقصاء علم الإخوة أنه تم تبنيهم، ودار التبني التي كانت تعالج أوراقهم كانت تختص بالأسر والأطفال اليهود، لذلك كانت مديرة الدار تحرص على نوع العائلة واعتناقها للدين اليهودي بشكل قوي.

مع التغلغل في أوراق البحث والتبني تظهر لنا إثباتات أنه عند تبنيهم في الستينات من القرن الماضي كان هناك طبيب نفسي أعطى للدار مبالغ مالية كبيرة من أجل دراسة ظواهر التوائم عندما يتم تقسيمهم وتبنيهم من أسر مختلفة ماديا وثقافيا، وتأثير ذلك على الأطفال أصحاب الدراسة.

الفيلم يأخذنا من «هل تصدق أم لا؟» إلى مياه ضحلة بالخبايا، حتى يصل بنا إلى الفاجعة والقهر.

يذكر أن هذه الحالة ليست الوحيدة، بل هي واحدة من آلاف الحالات التي تم وضعها قيد الدراسة.

AsimAltokhais@