سندرم هارفرد وستانفورد
الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020
Tue - 20 Oct 2020
لكل وظيفة شخصية تناسبها ومكامن إبداع وقدرة على التأقلم والعطاء، تخيل مثلا شخصا يتخصص في «المحاسبة» ويجتاز ويتخرج بنجاح، ولكن بعد التخرج يصطدم بالواقع بأن هذه الوظيفة تحتاج إلى تأن وتدقيق وصبر على الروتين والمهارات الأخرى المصاحبة التي قد تناسب البعض، ولكن ذلك الشخص يملك شخصية أو كاريزما تختلف كثيرا وتتناسب مع المخاطرة والإقدام والعمل الميداني ومهارات أخرى، أي إن مهاراته لا تتناسب مع وظيفته المحاسبية، التي تحتاج إلى تأن وتدقيق وتركيز ومراجعة.
كذلك الوظائف الأخرى بما فيها الطب، فالطبيب الذي يتخصص في أقسام الطوارئ يتوجب عليه مهارة السرعة في التعامل مع الحالات الطارئة والحوادث، حيث تحتاج سرعة في التقييم وسرعة في صناعة القرار والبعد عن الجوانب والتأثير العاطفي، فهو يختلف كثيرا عن تخصصات طبية أخرى تتوجب التأني واستشارات الآخرين والرجوع للمراجع والبحوث، وتتوجب أيضا عمل اختبارات تحليلية أو فنية لمزيد من التأكد من الحالات.
بلا شك الحالتان مختلفتان وتتوجبان شخصية تتناسب مع طبيعة كل عمل، ولكن هذا ليس مأخوذا بالحسبان أثناء اختيار التخصص، غير اجتهادات بسيطة، ولكن ربما البعض يجبر على تقبل عكس الميول أحيانا نظرا إما للفرص المتاحة أو بتأثير من آخرين، فميول وقدرات الشخص مهمة لتتوافق مع عمله.
بالمختصر المهارات المطلوبة لكل وظيفة يجب أن تتناسب مع الشخص قبل اختياره التخصص.
وعلى جانب آخر ومهم للوظائف القيادية، تجد معايير الاختيار تتجاهل المهارات المطلوبة للوظيفة والمهام المصاحبة، ويكون الاختيار دائما على من يتصف بالذكاء وقوة الدرجات والتخصص وخبرات العمل السابقة، ولكن جزء كبير من الاختيار يكون على اسم الجامعة التي تخرج فيها ذلك الشخص حتى وإن كان خريجا قبل عشرة أو خمسة عشر عاما، ويكون المرجح الرئيس بأن هذا الشخص خريج هارفرد أو ستانفورد أو جامعات عملاقة مماثلة.
هذه جامعات معروفة بقوتها ولا تقبل إلا أفضل الطلبة للدراسة بها أو بمن يصنفون أذكياء، وبرامج هذه الجامعات تخرج طلبة أقوياء بالتفكير والاطلاع وبناء الاستراتيجيات والبحوث والتطوير، ولكن هذا لا يعني أن نجزم بأنهم يمتلكون مهارات قوية بالتنفيذ، وأعني هنا تنفيذ المشاريع والأعمال والمبادرات وتشغيل المعامل والمصانع أيضا والمنظومات الأخرى. برأيي المتواضع أن تجارب كثيرة فشلت لهذه الأسباب، نوظف أذكياء ليقوموا بأعمال تشغيلية أو تنفيذية.
السبب يعود في ذلك لعدم إدراكنا للفرق بين الشخصيات التي تمتلك المهارات المضادة، فالمفكر عادة لا يكون منفذا، والعكس صحيح، وطبعا هناك استثناءات، لكن افتراضنا بأن أفضل الجامعات تبني عقولا قادرة على القيام بكل المهام أمر يحتاج إلى إعادة تفكير، فالتجارب تثبت عكس ذلك.
هذا ولّد لدينا «معضلة» أو «سندرم» ربما أصفها بـ «سندرم هارفرد وستانفورد» وأفضل وصف لما يحدث من تفضيل هذه الشريحة، هو تفضيل هؤلاء بغض النظر عن قدراتهم ومهاراتهم وإمكاناتهم الشخصية للقيام بالمهام المستهدفة. استخدمت وصف «هارفرد وستانفورد» نيابة عن بقية الجامعات العريقة.
أود أن أوضح أنني أعني هنا أنه ليس كل خريجي أي من هذه الجامعات المرموقة غير قادرين على أعمال تشغيلية وتنفيذية، وهذا ليس القصد وأرجو أن يكون واضحا، ولكن القصد أننا نندفع وننجذب لهؤلاء بغض النظر عن المهام التي تحتاجها تلك الوظيفة، وبغض النظر عن قدرات ذلك الشخص والمهارات التي يمتلكها.
يجب أن تكون قدرة الشخص على القيام بتلك المهام بغض النظر عن الجامعات التي تخرج فيها، مع اعتقادي بأن الجامعة ليست مؤثرا في الوظائف القيادية لمن تخرجوا قبل سنوات طويلة ويمتلكون الفكر والإدراك والمسؤولية بالأعمال.
ربما لا أبالغ عندما أقول بأن كثيرا من الوظائف المهمة والحساسة في الأعمال والشركات تكون مرجعية «اسم الجامعة» من أهم معايير التعيين، وهذا غالبا يثبت فشله عندما تكون المهام الوظيفية تشغيلية وتنفيذية عندما يكون المرشح عقلية متمكنة في الفكر والبناء الاستراتيجية والتخطيطي فقط، وهذا مسبب لكثير من التعثر.
Barjasbh@
كذلك الوظائف الأخرى بما فيها الطب، فالطبيب الذي يتخصص في أقسام الطوارئ يتوجب عليه مهارة السرعة في التعامل مع الحالات الطارئة والحوادث، حيث تحتاج سرعة في التقييم وسرعة في صناعة القرار والبعد عن الجوانب والتأثير العاطفي، فهو يختلف كثيرا عن تخصصات طبية أخرى تتوجب التأني واستشارات الآخرين والرجوع للمراجع والبحوث، وتتوجب أيضا عمل اختبارات تحليلية أو فنية لمزيد من التأكد من الحالات.
بلا شك الحالتان مختلفتان وتتوجبان شخصية تتناسب مع طبيعة كل عمل، ولكن هذا ليس مأخوذا بالحسبان أثناء اختيار التخصص، غير اجتهادات بسيطة، ولكن ربما البعض يجبر على تقبل عكس الميول أحيانا نظرا إما للفرص المتاحة أو بتأثير من آخرين، فميول وقدرات الشخص مهمة لتتوافق مع عمله.
بالمختصر المهارات المطلوبة لكل وظيفة يجب أن تتناسب مع الشخص قبل اختياره التخصص.
وعلى جانب آخر ومهم للوظائف القيادية، تجد معايير الاختيار تتجاهل المهارات المطلوبة للوظيفة والمهام المصاحبة، ويكون الاختيار دائما على من يتصف بالذكاء وقوة الدرجات والتخصص وخبرات العمل السابقة، ولكن جزء كبير من الاختيار يكون على اسم الجامعة التي تخرج فيها ذلك الشخص حتى وإن كان خريجا قبل عشرة أو خمسة عشر عاما، ويكون المرجح الرئيس بأن هذا الشخص خريج هارفرد أو ستانفورد أو جامعات عملاقة مماثلة.
هذه جامعات معروفة بقوتها ولا تقبل إلا أفضل الطلبة للدراسة بها أو بمن يصنفون أذكياء، وبرامج هذه الجامعات تخرج طلبة أقوياء بالتفكير والاطلاع وبناء الاستراتيجيات والبحوث والتطوير، ولكن هذا لا يعني أن نجزم بأنهم يمتلكون مهارات قوية بالتنفيذ، وأعني هنا تنفيذ المشاريع والأعمال والمبادرات وتشغيل المعامل والمصانع أيضا والمنظومات الأخرى. برأيي المتواضع أن تجارب كثيرة فشلت لهذه الأسباب، نوظف أذكياء ليقوموا بأعمال تشغيلية أو تنفيذية.
السبب يعود في ذلك لعدم إدراكنا للفرق بين الشخصيات التي تمتلك المهارات المضادة، فالمفكر عادة لا يكون منفذا، والعكس صحيح، وطبعا هناك استثناءات، لكن افتراضنا بأن أفضل الجامعات تبني عقولا قادرة على القيام بكل المهام أمر يحتاج إلى إعادة تفكير، فالتجارب تثبت عكس ذلك.
هذا ولّد لدينا «معضلة» أو «سندرم» ربما أصفها بـ «سندرم هارفرد وستانفورد» وأفضل وصف لما يحدث من تفضيل هذه الشريحة، هو تفضيل هؤلاء بغض النظر عن قدراتهم ومهاراتهم وإمكاناتهم الشخصية للقيام بالمهام المستهدفة. استخدمت وصف «هارفرد وستانفورد» نيابة عن بقية الجامعات العريقة.
أود أن أوضح أنني أعني هنا أنه ليس كل خريجي أي من هذه الجامعات المرموقة غير قادرين على أعمال تشغيلية وتنفيذية، وهذا ليس القصد وأرجو أن يكون واضحا، ولكن القصد أننا نندفع وننجذب لهؤلاء بغض النظر عن المهام التي تحتاجها تلك الوظيفة، وبغض النظر عن قدرات ذلك الشخص والمهارات التي يمتلكها.
يجب أن تكون قدرة الشخص على القيام بتلك المهام بغض النظر عن الجامعات التي تخرج فيها، مع اعتقادي بأن الجامعة ليست مؤثرا في الوظائف القيادية لمن تخرجوا قبل سنوات طويلة ويمتلكون الفكر والإدراك والمسؤولية بالأعمال.
ربما لا أبالغ عندما أقول بأن كثيرا من الوظائف المهمة والحساسة في الأعمال والشركات تكون مرجعية «اسم الجامعة» من أهم معايير التعيين، وهذا غالبا يثبت فشله عندما تكون المهام الوظيفية تشغيلية وتنفيذية عندما يكون المرشح عقلية متمكنة في الفكر والبناء الاستراتيجية والتخطيطي فقط، وهذا مسبب لكثير من التعثر.
Barjasbh@