إردوغان يؤجج مشاعر الكراهية لدى الأتراك

بولوت: الرئيس التركي يحرف التاريخ ويتسبب في عداء مع الغرب
بولوت: الرئيس التركي يحرف التاريخ ويتسبب في عداء مع الغرب

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020

Tue - 20 Oct 2020








مظاهرات للأكراد تندد بإردوغان                                                    (مكة)
مظاهرات للأكراد تندد بإردوغان (مكة)
قالت المحللة السياسية التركية أوزاي بولوت «إن الرئيس رجب طيب إردوغان يؤجج الكراهية والعداء ضد أوروبا وبقية الغرب، محذرة من موقفه الذي لا يخدم ترشيح بلاده إلى عضوية الاتحاد الأوروبي أو الناتو».

وأكدت في مقال نشره معهد (غيتستون) على أن أنصار إردوغان نظموا مظاهرة في ساحة بيازيد باسطنبول، مناهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لموقفه الداعم لليونان في مواجهة العدوان التركي المتصاعد في شرق البحر المتوسط خلال الأزمة المستمرة بين اليونان وتركيا وقبرص، ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لعدد من الدول بينها الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، ومصر والسعودية، وتوعدوها بدفع الثمن.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وأكد كمال جينار على أن الغرب لم يتصرف بطريقة حضارية أبدا. بينما وصف أكرم أكشي الرئيس الفرنسي بـ(الشيطان)، متهما إياه بـ(تنفيذ أجندات ضد تركيا تكشف توجهه الإمبريالي والاستعماري والصليبي).

استفزازات تركيا

واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا حازما ضد حكومة إردوغان ردا على الاستفزازات التركية في شرق المتوسط، معتبرا أنه إذا لم تتوقف تركيا عن أنشطتها الاستفزازية فإن الاتحاد الأوروبي سيشدد العقوبات عليها، وبعدها رد الرئيس التركي قائلا «لا تعبث مع الأمة التركية، لا يمكنك أن تعلمنا درسا في الإنسانية، تعلم من تاريخ فرنسا الدموي في إفريقيا».

واعتبرت أن في كلام إردوغان أكبر مثال على (تحريف التاريخ)، مشيرة إلى أن العثمانيين غزوا شمال إفريقيا بالحروب والمذابح، بالطريقة نفسها التي غزوا بها أجزاء من أوروبا، وفي ذروتها في القرن الخامس عشر الميلادي احتلت الإمبراطورية العثمانية مساحة لا تشمل فقط قاعدتها في آسيا الصغرى، ولكن الكثير من الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب شرق أوروبا، بما فيها اليونان والبلقان. وكانت الفتوحات العثمانية نتيجة حملات عسكرية دامية. وكانت العبودية أيضا ممارسة شائعة في إفريقيا المحتلة من قبل العثمانيين.

الجرائم العثمانية

وذكرت بولوت بما ورد في مقال للصحفية نيكي جام بعنوان (الرقيق الأفارقة في الدولة العثمانية) في صحيفة (حريت) التركية في 2014، والتي كتبت منذ القرن السادس عشر، كانت مصر ومعظم شبه الجزيرة العربية تحت السيطرة العثمانية، وفي القرن السابع عشر استولى العثمانيون على منطقة فزان ما منحهم وصولا أكبر للعبيد الأفارقة.

وواجه اضطهاد العثمانيين للشعوب المحتلة انتقادا واسعا في أوروبا وفي الدول العربية والإفريقية، وعلى غرار مطالبة الأرمن بالتعويض عن الجرائم العثمانية ضدهم بدأت أصوات عربية تناقش رفع دعاوى ضد الاستعمار العثماني.

وتطالب تركيا بالاعتذار عن المذابح التي ارتكبها العثمانيون في بلاد الشام والمغرب، واعتبار هذا الاستعمار مسؤولا عن التخلف الذي أعاق تقدم المنطقة لقرون.

كراهية وعداء

وشددت الكاتبة التركية على أن مشكلة بلادها والدول الأوروبية أكبر من انتهاكات الحكومة التركية للمياه الإقليمية والمجال الجوي لليونان، أو استمرار احتلالها لشمال قبرص، أو تهديدها لأوروبا بالهجرة الجماعية للمسلمين، أو الإرهابيين، بل تشمل تأجيج إردوغان للكراهية والعداء داخل المجتمع التركي ضد أوروبا وبقية الغرب. وهذا الموقف لن يخدم مسألة ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي أو عضويتها في الناتو.

وتعرض الرئيس التركي لانتقادات واسعة في الفترة الماضية، في أعقاب أسلوبه العدواني مع عدد كبير من الدول، ودعت الولايات المتحدة الأمريكية أنقرة إلى إنهاء هذا الاستفزاز المقصود.

ورغم أن ماكرون كرر دعوته لاستخدام العقوبات الاقتصادية، لم يظهر الاتحاد الأوروبي إرادة مشتركة لمعاقبة تركيا، بما أن إردوغان يهدد بإطلاق موجات من اللاجئين إلى الغرب.