الانتخابات الأمريكية ورسالة كيسنجر
الاثنين - 19 أكتوبر 2020
Mon - 19 Oct 2020
نظرة سريعة لصفحات الجرائد الأمريكية أو البرامج التلفازية أو حتى منصاتها الالكترونية، تنبؤنا بوضوح عن حالة الانقسام الحادة التي يشهدها المجتمع الأمريكي حول الانتخابات الرئاسية القادمة في بداية الشهر المقبل، بل إن بعض المتابعين للشأن الأمريكي قد عدها حالة استثنائية ربما لم تشهدها الولايات المتحدة منذ تأسيسها عام 1776.
لا شك أن سباق الانتخابات الأمريكية يأتي في ظروف غير اعتيادية، فجائحة كورونا قد ذهبت بإنجازات الرئيس الحالي دونالد ترمب أدراج الرياح، وقد استغل الديمقراطيون هذه الحالة الصعبة ووجهوا أصابع اتهاماتهم بعنف تجاه ترمب وإدارته التي لم تستطع احتواء الأزمة ونتائجها على المجتمع الأمريكي، وفي المقابل لم يتمكن بايدن حتى الآن من تقديم الشخصية الكاريزمية التي تليق بمنصب رئيس أقوى دولة في العالم.
كثير من المحللين والمتابعين للانتخابات الأمريكية يرون أن نتيجة الحسم النهائي تتركز أولا في نتائج المجمع الانتخابي الأمريكي، وثانيا فيما يسمى بنتائج الولايات المتأرجحة كأريزونا وفلوريدا وميتشغان وبنسلفانيا، فولاية كفلوريدا مثلا يمكنها أن تحسم نتائج الانتخابات المستعرة بين الديمقراطيين والجمهوريين أو بين بايدن وترمب، فتاريخيا ومنذ أكثر من 45 عاما من يستطيع أن يقنع سكان فلوريدا ببرنامجه الانتخابي ويتمكن من انتزاع أصوات الناخبين فيها ينتصر في سباق الانتخابات الأمريكية.
على منصات التواصل الالكترونية العربية، هناك دعم تفاؤلي بانتصار بايدن على ترمب من المحسوبين على إيران والمؤيدين لمشروعها التخريبي في المنطقة، لكن نظرة أخرى قد تفسد عليهم هذا التفاؤل، فبايدن قد أعلن أنه سيعيد العلاقة بقوة مع بكين في حال انتصاره في الانتخابات القادمة، وهذا لن يفيد الإيرانيين كثيرا كما هو معروف، كما أن العودة إلى الاتفاق النووي بصورته الأوبامية أمر مستبعد جدا بعد أن أثبتت طهران خروقاتها المستمرة وعدم قدرتها على ضبط سلوكها التخريبي، بالإضافة إلى أن الديمقراطيين ربما يكونون قد استوعبوا فشلهم الذريع في مشروع الربيع العربي ومآلاته الكارثية على المنطقة، وأن ليس في مصلحتهم المستقبلية سوى التعاون المثمر والفعال مع قوى ومراكز الاتزان في الشرق الأوسط، بدلا من دعم الأحزاب الدينية المتطرفة التي أثبتت فشلها السياسي وعجزها عن تقديم واجهة سياسية مثلى أمام المجتمع الدولي، وبهذا فإن فوز بايدن أو ترمب في السباق الانتخابي لن يفيد الإيرانيين وعملاءهم كثيرا فيما يعولون عليه.
أخيرا، قدم السياسي الأمريكي هنري كيسنجر تحذيره المدوي لجميع الساسة الأمريكيين، جمهوريين كانوا أم ديمقراطيين، بأن بلدهم الولايات المتحدة في حاجة إلى طريقة جديدة في نمطية التفكير السياسي، ولن تفيد الحالة الانقسامية التي يشهدها المجتمع الأمريكي لأن البشرية على حافة اندلاع حرب كونية قد تشتعل في أية لحظة بين واشنطن وبكين.
وفي رسالته التاريخية أكد كيسنجر أن العالم في حاجة إلى تنهيج نظام عالمي حديث يتواكب مع التطورات المتسارعة للأحداث السياسية حول العالم لأننا الآن نتعايش مع ظروف تاريخية تتشابه إلى حد كبير مع ظروف اندلاع الحرب العالمية الأولى، فهل سيستمع الديمقراطيون والجمهوريون إلى رسالة كيسنجر؟
أم سيستمر مسلسل الحالة الانقسامية الحادة؟
albakry1814@
لا شك أن سباق الانتخابات الأمريكية يأتي في ظروف غير اعتيادية، فجائحة كورونا قد ذهبت بإنجازات الرئيس الحالي دونالد ترمب أدراج الرياح، وقد استغل الديمقراطيون هذه الحالة الصعبة ووجهوا أصابع اتهاماتهم بعنف تجاه ترمب وإدارته التي لم تستطع احتواء الأزمة ونتائجها على المجتمع الأمريكي، وفي المقابل لم يتمكن بايدن حتى الآن من تقديم الشخصية الكاريزمية التي تليق بمنصب رئيس أقوى دولة في العالم.
كثير من المحللين والمتابعين للانتخابات الأمريكية يرون أن نتيجة الحسم النهائي تتركز أولا في نتائج المجمع الانتخابي الأمريكي، وثانيا فيما يسمى بنتائج الولايات المتأرجحة كأريزونا وفلوريدا وميتشغان وبنسلفانيا، فولاية كفلوريدا مثلا يمكنها أن تحسم نتائج الانتخابات المستعرة بين الديمقراطيين والجمهوريين أو بين بايدن وترمب، فتاريخيا ومنذ أكثر من 45 عاما من يستطيع أن يقنع سكان فلوريدا ببرنامجه الانتخابي ويتمكن من انتزاع أصوات الناخبين فيها ينتصر في سباق الانتخابات الأمريكية.
على منصات التواصل الالكترونية العربية، هناك دعم تفاؤلي بانتصار بايدن على ترمب من المحسوبين على إيران والمؤيدين لمشروعها التخريبي في المنطقة، لكن نظرة أخرى قد تفسد عليهم هذا التفاؤل، فبايدن قد أعلن أنه سيعيد العلاقة بقوة مع بكين في حال انتصاره في الانتخابات القادمة، وهذا لن يفيد الإيرانيين كثيرا كما هو معروف، كما أن العودة إلى الاتفاق النووي بصورته الأوبامية أمر مستبعد جدا بعد أن أثبتت طهران خروقاتها المستمرة وعدم قدرتها على ضبط سلوكها التخريبي، بالإضافة إلى أن الديمقراطيين ربما يكونون قد استوعبوا فشلهم الذريع في مشروع الربيع العربي ومآلاته الكارثية على المنطقة، وأن ليس في مصلحتهم المستقبلية سوى التعاون المثمر والفعال مع قوى ومراكز الاتزان في الشرق الأوسط، بدلا من دعم الأحزاب الدينية المتطرفة التي أثبتت فشلها السياسي وعجزها عن تقديم واجهة سياسية مثلى أمام المجتمع الدولي، وبهذا فإن فوز بايدن أو ترمب في السباق الانتخابي لن يفيد الإيرانيين وعملاءهم كثيرا فيما يعولون عليه.
أخيرا، قدم السياسي الأمريكي هنري كيسنجر تحذيره المدوي لجميع الساسة الأمريكيين، جمهوريين كانوا أم ديمقراطيين، بأن بلدهم الولايات المتحدة في حاجة إلى طريقة جديدة في نمطية التفكير السياسي، ولن تفيد الحالة الانقسامية التي يشهدها المجتمع الأمريكي لأن البشرية على حافة اندلاع حرب كونية قد تشتعل في أية لحظة بين واشنطن وبكين.
وفي رسالته التاريخية أكد كيسنجر أن العالم في حاجة إلى تنهيج نظام عالمي حديث يتواكب مع التطورات المتسارعة للأحداث السياسية حول العالم لأننا الآن نتعايش مع ظروف تاريخية تتشابه إلى حد كبير مع ظروف اندلاع الحرب العالمية الأولى، فهل سيستمع الديمقراطيون والجمهوريون إلى رسالة كيسنجر؟
أم سيستمر مسلسل الحالة الانقسامية الحادة؟
albakry1814@