هل تملك طهران القدرة على شراء أسلحة؟

انتهاء الحظر لن يطلق العنان لنظام الملالي ويرفع القيود
انتهاء الحظر لن يطلق العنان لنظام الملالي ويرفع القيود

السبت - 17 أكتوبر 2020

Sat - 17 Oct 2020

أجمع مراقبون للشأن الإيراني أن طهران لن تتمكن من بيع وشراء الأسلحة بعد انتهاء حظر التسلح الدولي المفروض عليها، والذي انتهى 18 أكتوبر الحالي.

وأكد تقرير نشره راديو فري يوروب على أن إيران تعاني من عدة قيود على رأسها العقوبات الأمريكية الساحقة، وقال «إن روسيا والصين، اللتين عارضتا حملة (الضغط الأمريكية القصوى) على إيران، من المرجح أن تحجما عن بيع أسلحة لطهران»، حسب التقرير.. ووفقا لموقع (الحرة).

وأشار الباحث البارز في مكتب برلين التابع لمعهد أبحاث السلام وسياسة الأمن أوليفر ماير «من المفارقات أن انتهاء القيود المفروضة على نقل الأسلحة في إيران، ومن المرجح أن يكون له تأثير محدود على عمليات النقل الفعلية للأسلحة التقليدية»، مشيرا إلى أن معظم موردي الأسلحة لإيران سيواصلون سياساتهم التقييدية لتصدير الأسلحة.

ويرى محلل إيران البارز في مجموعة أوراسيا في واشنطن هنري روم أن بإمكان روسيا والصين الدخول في مفاوضات بشأن مبيعات أسلحة محتملة مع طهران. وتشارك الصين بالفعل في محادثات بشأن شراكة استراتيجية مدتها 25 عاما مع إيران، لكن مع ذلك، استبعد إحراز تقدم سريع في هذا المجال في الوقت الحالي. وأوضح أن روسيا والصين ستجريان على الأرجح محادثات أسلحة مع إيران على المدى القريب لمعرفة المبيعات المحتملة، ولإبلاغ واشنطن أيضا بأنهما تعتبران الحظر منتهي الصلاحية، بيد أنه استدرك قائلا «لكن من المرجح أن تظل جميع الأطراف في حالة توقف حتى معرفة نتيجة الانتخابات الأمريكية».

وأكد المحلل السياسي هنري روم على عامل آخر مهم قد يحد من إقدام موسكو وبكين بعقد صفقات سلاح حقيقية مع إيران، موضحا قوله «لكليهما أيضا مصالح جيوسياسية كبيرة في دول الخليج الأخرى التي لن تشعر بالارتياح لزيادة الأسلحة إلى طهران»، وذكر أن أوضاع إيران الاقتصادية المتدهورة جراء العقوبات الأمريكية تجعل التعامل معها في مجالات السلاح مخاطرة.

ولفت المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بهنام بن طالبلو إلى أن رفع القيود المفروضة على بيع الأسلحة لإيران قد يعني (تحديثا انتقائيا وليس إصلاحا شاملا للجيش الإيراني)، وقال «يمكن أن تحاول طهران شراء أنظمة أسلحة من روسيا مثل أس-400 الدفاعية، موضحا أن شبكة من أنظمة الدفاع الجوي عالية القيمة، يمكن أن تعزز الثقة الإيرانية لمضاعفة الرهان في الخارج، نظرا للشعور بالأمن في الداخل.

ورجح تقرير صادر عن وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية عام 2019 أن تحاول إيران شراء طائرات مقاتلة متقدمة بعد انتهاء الحظر الدولي على الأسلحة.

وشهدت الأيام الماضية احتفالا إيرانيا بانتهاء الحظر الدولي للأسلحة على إيران، وقال الرئيس حسن روحاني «ستنتهي عشر سنوات من عقوبات السلاح الجائرة في 18 أكتوبر. اعتبارا من هذا اليوم فصاعدا سنتمكن من بيع أسلحتنا لأي شخص نختاره، ويمكننا شراء الأسلحة من أي شخص نختاره».

ولكن محمد علي أبطحي، الذي شغل منصب نائب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، ناشد روحاني قائلا «عزيزي السيد روحاني، مبروك.. قلت إن بإمكانك شراء أسلحة من 18 أكتوبر فصاعدا، لكن من فضلك لا تشتر.. لا يستطيع الناس حتى شراء خبزهم اليومي».

من جهتها، تعهدت واشنطن بتعزيز ضغوطها على إيران لخفض مصادر تمويلها، ومنعها من تعزيز ترسانتها العسكرية، محذرة من أن رفع حظر السلاح عن إيران فيه تهديد للأمن العالمي.