مانع اليامي

بندر بن سلطان تحدث بصراحة.. واستمعنا بإخلاص الفخورين

السبت - 10 أكتوبر 2020

Sat - 10 Oct 2020

الأكيد المؤكد هو أن ثقة السعوديين في الأمير بندر بن سلطان عالية علو الفخر به وقناعات الناس في شهامته ودرايته وفطنته وشجاعته بلا حدود، الكل يحترم إخلاصه لوطنه وصدقه في القول والعمل. هو باختصار يشكل علامة فارقة في أي مكان يكون فيه.

ومن أراد اختبار الحقيقة فليوجه السؤال لأي شخص من السعوديين، والنتيجة المتوقعة حد اليقين التي سينتهي إليها السائل لن تكون محصورة في معرفة الناس للأمير بندر طيارا ماهرا ودبلوماسيا بارعا، لن يكون مفاجئا إن وقف السائل على كثير من المؤشرات الدالة على مكانته العظيمة في نفوس الناس.

تحدث الأمير بندر بن سلطان للسعوديين كافة، تحدث بصراحة الشجعان عبر قناة العربية على مدى ثلاث حلقات عن دور المملكة العربية السعودية في القضية الفلسطينية، وكشف عن الجهود المبذولة عبر عقود من الزمن، فمن الطبيعي أن تكشف المتاعب عن نفسها، فالأعمال الصادقة لا تسير بلا متاعب.

تفاعل السعوديون بشكل نادر مع حديث الأمير الذي سمى الأشياء بأسمائها في الوقت الذي طغى فيه النكران وزادت المغالطات، اليوم الناس في السعودية وغيرها على بينة أكثر من أي وقت مضى، حسنا فعل الأمير بندر، وشكرا لصراحته وصدقه، نعم تأخر الحديث لكنه أتى في وقته وله أسبابه، وما دون الحلق إلا اليدان كما يقول المثل.

تحدث الأمير بحرقة عن المراوغات الفلسطينية الرسمية التي اتسمت بالتكرار، وضيعت بالتالي كثيرا من فرص السلام والعيش بكرامة على الشعب الفلسطيني.

حزن الأمير بندر كان واضحا، غير أنه لم يكن على جسامة الجهود السعودية المتواصلة من أجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولا على العطاء السخي الذي تقدمه السعودية للشعب الفلسطيني؛ حزن الأمير والأمة مصدره انكشاف عدم رغبة القيادة الفلسطينية في الوصول إلى حل يخدم الشعب الفلسطيني، الذي عانى كثيرا وما زال، ومن غير المستبعد أن تتصاعد معاناته وتتوسع بعد انقلاب السلطة الفلسطينية على نفسها والسير في الوجهة المظلمة.

ختاما، الاحتمال الذي لم يكن في حسبان الشعوب الخليجية تحديدا يرونه اليوم حقيقة تتجسد على أرض الواقع، وهو أن ترك القضية مفتوحة عند القيادة الفلسطينية حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار وأمن الشعب الفلسطيني، خير من إنهائها بصفتها مصدر ارتزاق ومتاجرة. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]