الحرس الثوري يريد كرسي روحاني

مستشار خامنئي أبرز مرشحي المؤسسة العسكرية للانتخابات الرئاسية الإيرانية
مستشار خامنئي أبرز مرشحي المؤسسة العسكرية للانتخابات الرئاسية الإيرانية

الخميس - 08 أكتوبر 2020

Thu - 08 Oct 2020

وضع الحرس الثوري الإيراني عينه على كرسي رئاسة إيران خلفا لحسن روحاني الذي تنتهي ولايته في يونيو المقبل.

وكشف الباحث في موقع معهد «رويال يونايتد سيرفسيز» البريطاني، كسرى عربي، أن الحرس الثوري الذي يعد بمثابة الجيش العقائدي للنظام، شكل منذ عقود جزءا من الدولة العميقة في إيران، وهو اليوم على وشك السيطرة الكاملة على الدولة واضعا نصب عينيه الرئاسة الإيرانية.

ولفت إلى أن المرشد الأعلى على خامنئي قد لا يعارض هذه الفكرة، في ظل ولاء الحرس الثوري المطلق له، واعتباره دائما القائد المعصوم ليس فقط في إيران، ولكن في العالم كله.

ونقل موقع (24) الإماراتي عن عربي قوله «إن لدى الحرس عددا من المرشحين الرئاسيين الأقوياء، بينهم عضو الحرس برويز فتاح، الذي يتولى رئاسة مؤسسة (المستضعفين) الخيرية التابعة للمرشد علي خامنئي، وسعيد محمد الذي يترأس مؤسسة (خاتم الأنبياء)، وهي عبارة عن مجموعة للإنشاءات».

دهقان يتصدر

وأشار إلى أن الرجل القوي للحرس الثوري والمرشح الأبرز هو حسين دهقان، الذي تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس حسن روحاني، والذي يعمل الآن مستشارا عسكريا لخامنئي، وقال «في الأشهر الماضية، التقى دهقان شخصيات رئيسة في النظام، من بينهم النخبة في الحرس والممثلون الدينيون لخامنئي، فيما بدأ محاولة للحصول على مصادقتهم على ترشيحه للرئاسة في 2021، ونظريا لا يعتبر دهقان المرشح الوحيد المثالي للحرس، ولكنه يتمتع بكل المواصفات التي يريدها خامنئي لضمان استمرار إرثه».

ورأى الكاتب أن دهقان واحد من أعضاء الحرس المتمرسين، ولعب دورا ناشطا في سيرة رجال الدين بعد ثورة 1979، والتحق بالحرس في 1980، وهو عضو في النواة المؤسسة. كما أنه تولى مناصب رئيسة، بما فيها قيادة القوة الجوية بين 1990 و1992، فضلا عن مناصب رئيسة في الرئاسات الثلاث الأخيرة، وأكد أن دهقان ليس شخصية حزبية، وحافظ على علاقات ودية مع كل من المتشددين ومع الذين يطلق عليهم «الإصلاحيون» على حد سواء، وهو يقول دائما «لم أكن، ولن أكون، عضوا في أي مجموعة سياسية».

قيادة المتشددين

ولا يمانع دهقان في العمل مع المتشددين والإصلاحيين إدراكا منه أن الطرفين يعملان لبقاء خامنئي ونظامه. ولفت الكاتب إلى أن جذور ولاء دهقان الذي لا يتزعزع لخامنئي، تعود إلى النظرة العالمية للحرس الثوري، الذي يعتبر خامنئي القائد المعصوم، ليس فقط لإيران وإنما للطائفة الشيعية بكاملها.

وأظهر دهقان ذلك عندما أبلغ المرشح الرئاسي الإصلاحي مير حسين موسوي، بضرورة قبول نتائج الانتخابات الرئاسية في 2009 قائلا «حتى ولو كان محقا تماما عند الحديث عن النتائج المزورة، بما أن خامنئي أراد ذلك».

وفيما تظهر كل النخبة الإيرانية ولاءها لخامنئي، فإن التفاني العملي من أجل «ولاية الفقيه» الذي يمارسه دهقان، هو الذي يجعله خيارا جذابا لخامنئي لضمان إرثه.

واعتبر الكاتب أن الأمر الأساسي عند خامنئي، هو أن دهقان يتمتع بميزة الحصول على دعم كل الاتجاهات، وعلى تقديم نفسه «مرشح الوحدة» لنظام رجل الدين، وقدرته على منع الانقسامات التي يمكن أن تبرز فور وفاة خامنئي.

اجتماعات سرية

وعقد دهقان اجتماعا سريا مع محمد باقر غاليباف، ومحسن رضائي، الشخصيتين المحوريتين داخل الحرس والمعسكر المتشدد، ومع علي شمخاني المتحالف مع الإصلاحيين، لتأمين دعمهم، على قاعدة أنه مرشح الوحدة.

ويرى الكاتب أن التوتر مع أمريكا يمثل أكبر التحديات للسياسة الخارجية للرئيس الإيراني المقبل، وقد أبدى كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن استعدادهما لإبرام صفقة مع إيران، لكن مما لا شك فيه أن من شأن وصول دهقان إلى الرئاسة في 2021، أن يؤدي لتقليل فرص أي سلام جدي ودائم بين الولايات المتحدة وإيران.