عبدالله العلمي

مستوى واطي

الأربعاء - 07 أكتوبر 2020

Wed - 07 Oct 2020

المطالبة بإعادة التفكير في جدوى الاستثمار والسياحة الخليجية في تركيا، ومقاطعة المنتجات التركية، جاءت في موقعها ووقتها. هذا هو أفضل رد على الاستفزازات التركية الوقحة الأخيرة.

إجمالي الأعمال التي حصلت عليها شركات المقاولات التركية في المملكة العربية السعودية خلال عام 2018 كان 3 مليارات دولار أمريكي، وفي عام 2019 تراجعت إلى 560 مليون دولار، لكن هذا الرقم لم يتجاوز 21 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي. أعتقد أن الصورة وصلت.

الأسباب واضحة؛ رسائل إردوغان (سيئة السمعة) التي يرسلها لدول وشعوب المنطقة تؤكد أن الحلم العثماني ما زال يراود هذا المعتوه المصاب بجنون العظمة. علاقة إردوغان مع معظم دول الخليج سيئة، فهذا الفحيح الصادر من أعلى سلطة في تركيا يعكس فكرا عثمانيا استعماريا مقيتا.

إردوغان يعتقد أنه حامل لواء الربيع العربي المزعوم والمفوض السامي لإدارة الشرق الأوسط، ولذلك فهو ينتهك السيادة العراقية باعتداءات متكررة، ويتورط عسكريا في سوريا وليبيا، إضافة لما سبق، إردوغان هو الأب الروحي لقطر والراعي الأساس لحركة الإخوان المسلمين الإرهابية في المنطقة وخارجها.

حِرص النظام التركي على منافسة المملكة على دورها لن يؤدي إلى نتيجة. الحاكم العثماني يحلم بإعادة رسم خريطة (تركيا العظمى) بينما هو يهدم بيده أسس الدولة التركية الحديثة. العداوات التي صنعها إردوغان خلال الأشهر القليلة الماضية في الخليج واليونان وليبيا تصعيد ممنهج ضد دول المنطقة.

نعم، هو نفسه إردوغان الذي ينادي بالحريات الإعلامية وفي الوقت نفسه حجب 288 ألف موقع على الانترنت، بينها ثلاثة آلاف موقع إخباري. هو نفسه الذي يتقرب من دول الخليج، ولكنه يصفها بأن مصيرها الزوال. هو نفسه الذي سيلقنه الاتحاد الأوروبي درسا لن ينساه. هو نفسه إردوغان الذي ينادي بالديمقراطية بينما بلده تركيا تعرضت لعدة انقلابات عسكرية همجية.

تجديد بعض رجال الأعمال في الخليج دعواتهم لمقاطعة تركيا لم يأتِ من فراغ، فالمواطن الخليجي يرفض استقبال بضائع تركية بعد أن حولت أنقرة سفاراتها في دول الخليج لأوكار جاسوسية. رسميا، أنظمة التجارة العالمية لا تسمح بحظر المنتجات التركية، ولكن لدى المواطن الخليجي المقدرة على مقاطعة هذه المنتجات للتعبير عن معارضتنا للسياسة التركية.

استضافة إردوغان للفصائل الفلسطينية في تركيا دليل آخر لإثبات المثل المشهور «وافق شن طبقة». الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة السابق في واشنطن، قال في مقابلة هذا الأسبوع إن «القيادات الفلسطينية استخدمت في حديثها في الفترة الأخيرة مستوى واطي». هذا الوصف ينطبق تماما على تلك الفصائل التي لجأت لإردوغان ظنا منها أنه سينير لها الطريق بعد أن نبذها العالم بأسره.

لا شك أن رسائل وأفعال إردوغان المتشنجة تدل بوضوح على مرضه بكورونا العنصرية.

AbdullaAlami1@