عاصم الطخيس

مسلسل Bad Blood والمافيا الإيطالية في كندا

الثلاثاء - 06 أكتوبر 2020

Tue - 06 Oct 2020

كثيرا ما شاهدنا مسلسلات وأفلاما تتحدث عن المافيا الإيطالية في الولايات المتحدة وإيطاليا على وجه الخصوص، لكن القليل منها تحدث عن المافيا الإيطالية في أماكن متفرقة من العالم مثل: بريطانيا، والشرق الأوسط وكندا. سأكون أكثر إيضاحا: في مونتريال التابعة لمقاطعة كوبيك، بكندا، تم إنتاج مسلسل من موسمين يتكون من 14 حلقة بعنوان (Bad Blood)، وهو يتحدث بشكل كبير عن تأثير المافيا الإيطالية في مونتريال، وكيف يتحكمون في المناقصات الحكومية من مقاولات، وشركات تنظيف النفايات وغيرها.

ما يميز هذا المسلسل أن القصة تسرد من منظور أحد العاملين والذراع الأيمن لرئيس المافيا الإيطالية في مونتريال وقتها فيتو ريزوتو (Vito Rizzuto)، الذي يحاول إبقاء الجميع تحت مظلة واحدة لتقاسم الكعكة بشكل سلمي وآمن دون إحداث أي فوضى. هنا تذكرت أن المكان والشعوب لها تأثير كبير على طبيعة الأعمال الإجرامية مهما كانت قاسية، فعند مقارنة المافيا الإيطالية الأمريكية مع المافيا الإيطالية الكندية هناك فرق كبير في التعامل والأخلاقيات، ولو كانوا يتقاسمون المبادئ نفسها إلا أن تعاملهم بها يختلف من جهة لأخرى.

المافيا الإيطالية الأمريكية التي تعيش في نيويورك تأثرت بسرعة ووحشية الحياة، وكيف للمادة أن تكون هي العصب الحقيقي لكل شيء في هذه المدنية التي يسكنها أكثر من 24 مليون شخص، فطريقتهم في التفاهم لا تحتمل الانتظار وغالبا يتم الرجوع للعنف والقتل من أجل إثبات نقطة معينة، وهذا ما جعل المافيا الإيطالية الأمريكية أكثر عرضة للتحقيق والكشف، خلافا للمافيا الإيطالية الكندية التي لا تستخدم العنف في تعاملاتها إلا وقت الضرورة القصوى، وفي أضيق الحالات فحسب، لذلك يبقون تحت الرادار دون أن تشعر بهم شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) المشابهة للـ (FBI).

ما يميز المسلسل هو سرعة الأحداث، وكذلك التعرف على ما يجعل المافيا الإيطالية الكندية قوية من خلال ترابطها العائلي. الوفاء، الكرم، القوة، الجشع، الخداع هي الأدوات والأساليب التي تستخدمها عائلة فيتو ريزوتو لإحكام قبضتها على التجارة البرية والبحرية والجوية في مونتريال، وكيف توزع الحصص بين المنافسين من الأيرلنديين، أصحاب الدراجات النارية ومن هم من هايتي حتى يسود السلام والرخاء بين جميع الأطراف.

قد تكون شخصية ديكلان جاردينر (Declan Gardiner) التي يؤديها الممثل البارع كيم كواتس (Kim Coates) وهو الراوي للقصة؛ هي أكثر شخصية تجعلك تقف بين خيارين: إما أن تفهم وجهة نظره وتؤيده، أو تكرهه لما يفعله من خيانات وخداع لإيقاع الجميع في ورطة كبيرة، ويصبح هو المسيطر الأساسي في نهاية الأمر.

الموسم الأول يأخذنا ضمن رحلة ديكلان في صعوده لمكانته الحالية كالذراع الأيمن لرئيس المافيا فيتو ريزوتو، وكيف قضى على إمبراطورتيه وأصبح هو الإمبراطور الجديد في المدنية. أما الموسم الثاني فهو سريع الأحداث وأكثر متعة ونتعرف فيه على نقاط الضعف عند ديكلان الذي اعتقدنا أنه بلا ضمير ولا أحاسيس، لكنه الآن شخص مختلف، وهناك ما يخسره حقا هذه المرة.

@AsimAltokhais